تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أبت]:

صفحة 3 - الجزء 3

بَابُ التّاء

  المُثَنَّاة الفَوْقِيَّة من الحروف المهموسة، وهي من الحروف⁣(⁣١) النِّطْعِيَّة، الطاءُ والدالُ والتَّاءُ، ثلاثة في حَيِّزٍ واحد. وأكثرُهم يتكلَّم على إبدالها من بقيَّة الحروف، لِأَنها من حروف الإبدال. انْظرْهُ في شرح شيخنا.

فصل الألف مع التاءِ

  [أبت]: أَبِتَ اليوم، كسَمِعَ، ونَصَرَ، وضَرَب، وأشهر اللُّغَاتِ فيه، كَفرحَ؛ وعليه اقتصر الجَوْهَريُّ، ونَسبَه إلى أَبي زَيْد، وسَقَطَ لفظُ ضَرَبَ من بعض النُّسَخ، ورأَيْت، في هامِشِ الصّحاح، ما نصُّه: الذِي قرأْتُه بخطِ الأَزهريّ في كتابه: أَبَتَ يأْبُتُ، وكذا وَجَدْتُه في كتابِ الهَمْزِ، لأَبِي زيد، وقد وَهِمَ الجَوْهَريّ. أَبْتاً بفتْح فسُكون، وَأُبُوتاً بالضَّمّ: اشْتَدَّ حَرُّهُ وَغَمُّهُ، وسَكَنَتْ رِيحُهُ، فهو آبِتٌ بالمدِّ، وأَبِتٌ كفَرِحٍ وَأَبْتٌ بفتح فسكون، كُلُّه بمعنى واحدٍ، هكذا في النُّسخة، وضبَطهُ الجَوْهَرِيُّ: الأُولى كضَخْمٍ، والثانيةَ ككَتِفٍ، والثالثةَ بالمدِّ؛ قال رُؤْبَةُ:

  *مِنْ سافِعاتٍ وهَجِيرٍ أَبْتِ*

  فهو يَوْمٌ أَبْتٌ، وليلة آبِتَةٌ بالمدِّ، وأَبِتَةٌ كَكَتِفَةٍ، وأَبْتَهٌ كضَخْمَةٍ؛ وكذلك حَمْتٌ وحَمْتَةٌ، ومَحْتٌ ومَحْتَة، كل هذا في شِدّة الحَرِّ.

  وأَبِتَ من الشَّرَابِ: انْتَفَخَ⁣(⁣٢)، وذا من زياداته.

  ويقَالُ: رَجلٌ مَأْبوتٌ: أي مَحرورٌ.

  وأَبْتَةُ الغَضَبِ، بالفتح: شِدَّتُه وسَوْرَتُه.

  ويقال: تَأَبَّتَ الجَمْر: إذا احْتَدَم، افتعلَ، من: حَدَمَ بالحَاءِ والدال المهْمَلَتَيْنِ.

  [أتت]: أَتَّه، يَؤُتُّه، أَتّاً: غَتَّه بالكلام، أو غَلَبَه بالحُجَّةِ وكَبَتَهُ والمَئِتَّةُ مفْعِلَةٌ منه، كذا في الصّحاح ولسان العربِ.

  وأَتَّ رَأْسَهُ: شَدَخَهُ⁣(⁣٣)، وذا من زياداته.

  [أرت]: الأُرْتَةُ، بالضَّم: الشَّعَرُ الذِي في رَأْسِ الحِرْباءِ، عن أبي عَمْرِو، وفي نسخةٍ: على رَأْسِ الحِرْبَاءِ: والأُرَتَانُ، بضمّ الهَمْزة وفتح الرَّاءِ: ع.

  [أست]: أَسْتُ الدَّهْر بالفتح، جاءَ عن أَبي زَيْدٍ: قَوْلُهُم: ما زال على اسْتِ الدَّهْرِ مَجْنوناً، أَي: لم يَزَلْ يُعْرَفُ بالجُنون، وهو مثلُ أُسِّ الدَّهْر، وهو قِدَمُهُ، فأبْدَلُوا من إِحدى السِّينَيْنِ تاءً، كما قالُوا: للِطَّسِّ: طَسْتٌ، وأَنشد لأَبي نُخَيْلَةَ:

  ما زالَ مُذْ كانَ علَى اسْتِ الدَّهْرِ ... ذا حُمُقٍ يَنْمِي وعَقلٍ يَحْرِي

  وجدت، في هامش نسخةِ الصِّحاحِ ما نصّهُ: كان يَزِيدُ بْنُ عَمْرو⁣(⁣٤) بنِ هُبَيْرَةَ الفَزاريّ قد أَخَذَ ابْنَ النَّجْمِ بْنِ بِسْطَامِ بْنِ ضرارِ بْنِ قَعْقَاعِ⁣(⁣٥) بنِ زُرَارةَ، في الشُّراةِ، فَحَبَسَهُ، فدخلَ عليه أبو نُخَيْلَةَ فسأَلَه في أَمْرهِ، وذكر أَنه مجنونٌ، لِيَهُونَ أَمرُه على يَزِيدَ، وقَبْلَهُ:


(١) عن اللسان، وبالأصل «حروف» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله من حروف» والظاهر: الحروف النطعية. قال المجد: والحروف النطعية ط د ت».

(٢) قال في التكملة: ويقال إنه بالثاء المثلثة، وهو الصحيح. (٤) عن جمهرة ابن حزم، وبالأصل «عمرو».

(٣) في التكملة عن ابن دريد: أته يؤته: إذا شدخه. (٥) عن الأغاني، وبالأصل «تعتاع»