تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ترت]:

صفحة 26 - الجزء 3

  الشيخ أَبي محمد بن بَرّيّ: كان الصَّواب أَن يذكر في تبت.

  وقال ابنُ الأَثير في حديث دعَاء قيام اللَّيْل: «اللهم اجْعلْ في قلبي نُوراً، وذكر سبعاً في التَّابوت».

  التابوتُ: الأَضلاعُ وما تَحوِيه كالقلْب والكَبِد وغيرِهما، تشبيهاً بالصُّنْدُوق الذي يُحْرزُ فيه المَتَاعُ، أَي: أَنَّهُ مكتوبٌ⁣(⁣١) موضوع في الصُّنْدُوق.

  قلتُ: وفي أَحكام الأَساس: التابُوتُ الصَّدْرُ، تقول: ما أَوْدَعْتُ تابُوتِي شَيْئاً فَفَقَدْته⁣(⁣٢) أَي: ما أَودعتُ صَدْري عِلْماً، فَعَدِمْتُهُ.

  والأَشعثُ بن سَوَّار الكُوفِيّ مولى ثَقِيف، يُعْرَفُ بالأَثْرَمِ وبالتّابُوتِيّ⁣(⁣٣) وبالسّاجِي والنَّجّار والأَفْرَق والنقّاش، ضعيفٌ⁣(⁣٤)، عن الشَّعْبيّ وغَيره، وعنه سُفيانُ الثَّوْرِيُّ وشُعْبةُ، وذكرَه ابنُ حِبَّانَ فيمن اسمُه أَيُّوبُ. قال: وهو الّذِي يُقَال له أَشْعَثُ الأَفرقُ، مات سنة ١٣٦.

  [تحت]: تَحْتُ أَهمله الجوهريُّ، وكأَنه لشهرته، وهو من الجِهات السِّتِّ نَقِيضُ فَوْقَ، يَكُونُ مَرّةً ظَرْفاً، ومرّة [يكون]⁣(⁣١١) اسْماً، ويُبْنَى في حالِ اسْمِيَّتِه على الضَّمِّ، فيقالُ: مِنْ تحْتُ.

  والتُّحُوتُ: جمع تَحْتٍ، هم الأَرْذَالُ السَّفِلَةُ وفي الحديث: «لا تَقُومُ السّاعَةُ حتَّى تَظْهَرَ التُّحُوتُ، وتَهْلِكَ الوُعُولُ»، أَي: الأَشراف، قال ابنُ الأَثير: جعل التُّحوتَ⁣(⁣٥)، الّذي هو ظَرفٌ، اسماً، فأَدخل عليه لامَ التَّعْرِيف وجمَعَه. وقيل: أَراد بظُهُور التُّحوتِ، أَي الكُنُوزِ الَّتي تحتَ الأَرض، ومنه في حديث أَشراطِ الساعة، فقال⁣(⁣٦): «وأَنَّ منها أَنْ تَعْلُوَ التُّحُوتُ الوُعُولَ» أَي: يَغْلِبَ الضُّعَفاءُ مِن الناس أَقوِياءَهُم، شَبَّهَ الأَشرافَ بالوُعُول، لارتفاع مَساكِنها.

  قال شيخُنا: والنِّسبةُ إلى تحت، تَحْتانِيٌّ، وإلى فوق، فَوْقانِيٌّ، فكأَنَّهُم زادُوا في آخِرِهما الأَلفَ والنُّونَ لأَنَّهما كثيراً يزادانِ في النسب، حتى كاد أَن يَطَّرِدَ لكثرتِه. أَشارَ إِليه الخفاجيُّ في العِناية، في عبس.

  [تخت]: التَّخْت، أَي بالخاءِ المعجمة، وهو وِعاءٌ يُصانُ فيه الثِّيابُ، فارسيّ، وقد تكلّمت به العربُ، وهكذا صَرّح بِه ابْنُ دُرَيْدٍ أَيضاً، وأَغفلَه الخفاجيّ في شِفاءِ الغليل.

  [ترت]: التُّرْتَةُ، بالضَّمِّ: أَهمله الجوهريُّ وصاحب اللِّسان. وقال أَبو عَمْروٍ: هي رَدَّةٌ قبِيحةٌ في اللِّسانِ من العيْبِ، كذا نقله الصّاغانيّ.

  [تمت]: التَّمْتُ: أَهمله الجوهريّ، وصاحب اللسان.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: هو نَبْتٌ لا تُؤكَلُ⁣(⁣٧) ثَمَرَتُه، هكذا في النُّسَخ، وفي التَّكْمِلة: ضَرْبٌ من النَّبْتِ، وله ثَمَرٌ يُؤْكَلُ.

  [تنت]: تَنِّتِي⁣(⁣٨)، بالنون المشددة المكسورة ما بين التَّاءَيْنِ: خِطابٌ للمَرأَةِ، وقد أَهملَه الجوهريُّ وصاحب اللسان، وقال أَبو عمرو: أَي جَوِّدِي نَسجَكِ، وقد تَوَقَّفَ في النُّطْقِ بها شيخُنا، وهو ظاهرٌ.

  * ومما يُستدرك عليه: التِّينَاتُ، كِسِرْبالٍ: بَلدةٌ قرب أَنْطاكِيَةَ⁣(⁣٩)، منها: أَبو الخَيْرِ حَمّادُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَقْطَعُ من أَهلِ المَغْرِب، أَورده ابْنُ العَدِيمِ في تاريخَ حَلَب.

  [توت]: التُّوت، بالضَّمّ صرَّحَ ابنُ دُرَيْدٍ وغيرُه بأَنَّهُ مُعرَّب، ليس من كلامِ العرب الأَصليّ، وأَنّ اسمَه بالعربيّة الفِرْصادُ، بالكسر، ولا تَقُلِ: التُّوث⁣(⁣١٠)، كما في الصّحاح.

  وكذلك التُّوتِيَاءُ، فإنّه مُعرّب، صرَّحَ به الجوهَرِيُّ


(١) كذا بالأصل واللسان، وفي النهاية: مكنون.

(٢) عن الاساس، وفي الأصل «فقدته».

(٣) في ميزان الاعتدال: التوابيتي. (٨) بهامش المطبوعة المصرية: «تنتي بفتح الأول. الظاهر أنه مأخوذ من تنته وزان لفظه. وهما فارسيان بمعنى نسج العنكبوت. وتنديدن معناه النسج. وتنته: الستر بالسفائن هو أيضاً مأخوذ من هذا، انظر الأوقيانوس والتبيان وهما لعاصم أفندي.

(٤) انظر مختلف الأقوال فيه ميزان الاعتدال ١/ ٢٦٤. (٧) في نسخة من القاموس: لا يؤكل.

(١١) سقطت من المطبوعتين المصرية والكويتية وما أثبتناه من القاموس. (٩) في اللباب: قرية على أميال من المصيصة.

(٥) في النهاية واللسان: تحت. (١٠) قال ابن بري: وحكي عن الأصمعي أنه بالثاء في اللغة الفارسية وبالتاء في اللغة العربية. وفي التهذيب: والتوث كأنه فارسي والعرب تقول: التوت بتاءين. (٦) يعني أبا هريرة وهو من حديثه كما في النهاية واللسان.