تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دست]:

صفحة 50 - الجزء 3

  ضعيفٌ. ودُرُسْتُ عن أَبي أَيُّوبَ ثِقَةٌ. ودُرُسْتُ بنُ اللَّجْلاج العَبْدِيّ، عن رَوْح بن عبد المُؤْمن.

  وجعْفَرُ بنُ دُرُسْتَوَيْهِ عن ابن المَدِينيّ، وابنه أَبو محمّد عبد الله بن جعفر، رَوى عن يعقوبَ بنِ سُفيانَ الفَسَويّ مُحدِّثُون. وأَبو أَحمد عبدُ الحميد بن محمّد بن الحسين بن عبد الله السّمْسار الدُّرُسْتويّ، لأَنّ جدّه عُرِف بابن غُلامِ دُرُسْتَوَيْه، بَلْخِيُّ الأَصلِ، سكنَ بَغدادَ، وروى عن لُوَيْنٍ وغيرِه. «تُوفِّيَ سنة ٣١٨».

  [دست]: الدَّسْتُ بالسّين المُهْمَلة: لغةٌ في الدَّشْت، بالمُعْجَمة؛ أَو هو الأَصلُ، ثم عُرِّب بالإِهمال، كما عُكِس شام على تَسمِيتها بسَام بْن نُوحٍ، قاله شيخنا نقلاً عن الشِّهاب. وهو مِن الثِّيابِ والوَرَقِ وصَدْرِ البَيْتِ لثلاثةِ معانٍ مُعَرَّباتٌ عن المعجمة. واستعمله المتأخِّرون بمعنى الدِّيوان، ومجلس الوزارة، والرآسة، مُستعار من هذه. وفي سَجَعَات الأساس: أَعْجَبَهُ قولُه، فَزحَفَ له عن دَسْتِه.

  قال شيخُنا: الدَّسْتُ، بالفارسيّة: اليَدُ، وفي العربية بمعنى اللِّبَاس⁣(⁣١)، والرِّياسة، والحِيلة، ودَسْت القِمَار؛ وجمعَها الحريريُّ في المَقامة الثّالثةِ والعشرين في قوله: ناشدْتُك الله، ألست الّذي أَعارَهُ الدَّسْتُ؟ فقلت: لا، والَّذي أَجلسَكَ في هذا الدَّسْت، ما أَنا بصاحبِ ذلك الدَّسْتِ، بل أَنت الَّذِي تَمَّ عليك الدَّسْتُ. فالدَّسْتُ الأوّل اللِّبَاسُ، والثّاني صدرُ المَجْلِس، والثّالث: اللُّعْبَةُ، وهم يقولون لمن غُلِبَ: تَمَّ عليه الدَّسْتُ. وفي شرح المَقامَات: هو دَسْتُ القِمَار، كان في اصطلاحِ الجاهلية إِذا خابَ قِدْحُ أَحَدِهم، ولم يَنَلْ ما رامَهُ، قيل: تَمَّ عليه الدَّسْتُ.

  وفي الأَساس: وفُلانٌ حَسَنُ الدَّسْتِ: شِطْرِنْجِيٌّ حاذقٌ.

  قلت: هو مأخوذٌ من دَسْتِ القِمَار. قال الشّاعر:

  يَقولُون سادَ الأرْذلُون بأَرْضِنا ... وصارَ لهم مالٌ وخيْلٌ سَوابِقُ

  فقُلْتُ لهم شاخَ الزَّمَانُ وإِنَّما ... تَفرْزَنَ في أُخْرَى الدُّسُوتِ البَياذِقُ

  ونقل شيخُنا، عن الخَفَاجيّ في شفاءِ الغليل: أَنّ عامَّةَ مِصْرَ وغيرِهَا من بُلْدَان المَشْرِق يُطْلِقُونَ الدَّسْتَ على قِدْرِ النُّحاسِ. فيُنْظَر، وإِنْ صَحَّ فيُستدرَكُ به على المؤلِّف.

  والدَّسْتَفْسَارُ الذي ذكره شيخُنَا هنا فيُنَاسِب ذِكْرُه في الرّاءِ، لأَنّه صار مُرَكَّباً تركيباً مَزْجِيّاً، هو العَسَلُ الجَيِّدُ المعصورُ باليدِ.

  ودَسْتُوَى⁣(⁣٢)، بالقصرِ، وحكى بعضُهم المَدّ أَيضاً: ة بالأَهوازِ من فارِس، وفي أَصل الرّشاطِي: بفتح التّاءِ بضبط القَلَم، وقال: كُورَةٌ بالأَهْواز، والنّسْبَةُ إِليها: دَسْتُوانِيُّ بالنّون، كصَنْعَانيّ، قاله سيبويه. ودَسْتُوائِيٌّ، بالمَدّ: منها أَبُو بَكْرٍ هِشامُ بن سَنْبَر⁣(⁣٣) البَكْرِيّ كان يَبيعُ الثِّيابَ الدَّسْتُوائيَّةَ. أَثنَى عليه ابنُ أَبِي حاتم. وعن شُعْبَةَ: ما طَلبَ أَحدٌ الحديثَ للهِ إلَّا هِشامٌ الدَّسْتُوَائِيّ.

  ومنها أبو إِسحاقَ إِبراهيمُ بنُ سَعِيدِ، بنِ الحسن الحافظ، سَكنَ تُسْتَرَ، ذكره ابْنُ الأَثير.

  ودُوسْتُ، بالضَّمِّ بالفارسيّة، معناه المُحِبّ والصَّديق، وهو لقبُ القاسِمِ بنِ نَصْرِ بنِ العابِد هكذا في النُّسَخ، والصّواب: نَصْر العابِد مات بعدَ المائتينِ، كذا في التَّبْصِير.

  ولقبُ جَدِّ جَدِّ عبدِ الكريم بنِ عُثْمَان بنِ مُحمَّدِ بنِ يُوسُف العَلَّافِ روَى عن أَبيه وعَمِّه أَحمدَ بن محمّد.

  ولقبُ ذَوِيهِ وعَشيرتِهِ، وهم بَيتُ علْمٍ وحديث، مُترْجَمُون في تاريخ الإسلام للذَّهَبي، ومنهم: أَبو منصور عُبَيْدُ الله بنُ عثمان بنِ محمَّد، تُوُفِّي سنة ٤٧٩ عن ستٍّ وثمانين سنة؛ وابْن عمَّتهما محمّد بن عُمَرَ، عن الخِرَقيّ، وأُختُه أَمَةُ الرَّحمن بِنت عُمَرَ، عن عَمِّها عُثْمَان، وأَمَةُ القاهر بنتُ محمّد بنِ عُثمان، عن جَدِّها. وجَدّهم محمّد بن يوسُف، لقيَ البَغَوِيَّ.

  وآخرون.


(١) في المصباح: الدست من الثياب ما يلبسه الإِنسان ويكفيه لتردده في حوائجه والجمع دُسُوت مثل فَلس وفُلُوس.

(٢) في معجم البلدان دستوا بفتح أوله وسكون ثانيه وتاء مثناة من فوق، وضبطت التاء فيه بالفتح.

(٣) في اللباب هشام بن أبي عبد الله الدستوائي البصري البكري. وفي تقريب التهذيب: هشام بن سنبر وزن جعفر هو ابن أبي عبد الله.