تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نخت]:

صفحة 147 - الجزء 3

  والنَّحْتُ والنَّحَاتُ، بالفَتْح، والنَّحِيتَةُ: الطَّبِيعَةُ التي نُحِتَ عَلَيْهَا الإِنسانُ، أَي قُطِعَ، وهو مَجَازٌ.

  في الأَساس: يقال: هو كَرِيمُ النَّحِيتَةِ [أَي الطبيعة]⁣(⁣١)، وهو مِنْ مَنْحَتِ صِدْقٍ، وهم كِرامُ المَنابِتِ والمَنَاحِتِ، ونُحِتَ على الكَرَمِ، والكَرَمُ من نَحْتِه، وتقول: هو عَجِيبُ [النَّعْتِ، كَرِيمُ]⁣(⁣٢) النَّحْتِ.

  وقال اللّحْيَانيّ: هو الطَّبِيعَةُ والأَصْلُ، والكَرَمُ من نَحْتِه، أَي أَصْلِه الذي قُطِعَ منه، وقالَ أَبو زَيْد: إِنَّه لكَرِيمُ الطَّبِيعَةِ والنَّحِيتَةِ والغَرِيزَةِ، بمعنًى واحِدٍ. وقال اللِّحْيَانيّ: الكَرَمُ من نَحْتِه ونِحَاسِهِ⁣(⁣٣)، وقد نُحتَ على الكَرَمِ، وطُبعَ عَلَيْهِ.

  ونَحَتَ يَنْحِتُ نَحِيتاً: زَحَرَ.

  والنَّحِيتُ: النَّئِيتُ، وقد تقدَّم، والزَّحِيرُ، كالنَّحِيتَةِ، بزيادة، الهاء⁣(⁣٤).

  والنَّحِيتُ: المُشْطُ نقله ابن بَرّيّ في: م ش ط.

  والذَّاهِبُ الحُرُوفِ من الحَوَافِرِ، يقال: حافِرٌ نَحِيتٌ.

  والنَّحِيتُ الدَّخِيلُ في القَوْمِ قالت الخِرْنِقُ أُخْتُ طَرَفَةَ:

  الضَّارِبِينَ لَدَى أَعِنَّتِهِمْ ... والطَّاعِنِينَ وخَيْلُهُمْ تَجْرِي

  الخَالِطِينَ⁣(⁣٥) نَحيتَهُمْ بنُضَارِهِمْ ... وذَوِي الغِنَى مِنْهُمْ بِذِي الفَقْرِ

  هذَا ثَنَائِي ما بَقِيتُ لَهُمْ ... فَإِذَا هَلَكْتُ أَجَنَّنِي قَبْرِي⁣(⁣٦)

  قال ابنُ بَرِّيّ: النُّضَارُ: الخَالِصُ النَّسَبِ.

  ويُرْوَى بيتُ الاستشهادِ، وهو البيْتُ الثّاني، لحاتم طَيِّئ.

  والنَّحِيتُ: البَعِيرُ المُنْضَى، وهو الذي انْتُحِتَتْ⁣(⁣٧) مَنَاسِمُه، من السَّفَر، قال رُؤبَةُ:

  يُمْسِي بها ذُو الشِّرّةِ السَّبُوتُ ... وهْوَ منَ الأَيْنِ حَفٍ نَحِيتُ

  والنُّحَاتَةُ، بالضَّمِّ: ما نُحِتَ من الخَشَبِ، و: البُرَايَةُ، كذا في نسختنا على الصواب، وفي بعضِها: البُرادَة.

  والمِنْحَتُ، بالكَسْرِ، والمِنْحاتُ: ما يُنْحَتُ بِه، أَي هو آلَةُ النَّحْتِ.

  والنَّحائِتُ: ع⁣(⁣١٠)، وفي اللسان: آبارٌ مَعْرُوفَةٌ، صِفةٌ غالِبَة، لأَنّها نُحِتَتْ، أَي قُطِعَتْ، قال زُهَيْر:

  قَفْراً بِمُنَدَفَعِ النَّحائِتِ مِنْ ... صَفَوَا أُولَاتِ الضَّالِ والسِّدْرِ

  ونَحَتَ الجَبَلَ يَنْحِتُهُ: قَطَعَه، وفي التَّنْزِيل: {وَتَنْحِتُونَ}⁣(⁣٨) وقرأَ الحَسَن بن سعيدٍ البصريّ سيِّدُ التّابعين: تَنْحَاتُون مِنَ الجِبَالِ بُيُوتاً آمنِين⁣(⁣٩) وهو بِمَعْنَى تَنْحِتُونَ.

  قالَ شَيْخُنا: وقَيَّد بعضُهُمْ النَّحْتَ في الشَّيْءِ الذي فيهِ صلَابَةٌ وقُوَّة، كالحَجَرِ والخَشَبِ ونحوِ ذلك.

  والوَلِيدُ بنُ نُحَيْتٍ كزُبَيْرٍ: قاتِلُ جَبَلَةَ بنِ زَحْرٍ يَوْمَ الجَمَاجِمِ.

  * ومما يستدرك عليه:

  النَّحِيتَةُ: جِذْمُ شَجَرَةٍ يُنْحَتُ فَيُجَوَّفُ كَهَيْئةِ الحُبِّ للنَّحْلِ، والجمعُ نُحُتٌ، عن ابنُ دُريد.

  والنَّحِيتُ: الرَّدِيءُ من كُلِّ شَيْءٍ.

  [نخت]: النَّخْتُ أَهمله الجوهريّ، وقال الصّاغانيّ: هو النَّقْرُ، وهو في الطَّير مثلُ النَّتْخ، مَقْلُوبه بمعْنَاه.

  والنَّخْتُ أَيضاً: أَنْ تَأْخُذَ من الوعاءِ تَمْرَةً أَو تَمْرَتَينِ.

  والنَّخْتُ: اسْتِقْصَاءُ القَوْلِ لأَحَدٍ.


(١) زيادة عن الأساس.

(٢) زيادة عن الأساس، وأشار إلى عبارة الأساس بهامش المطبوعة المصرية.

(٣) عن التهذيب وبالأصل: نحاته.

(٤) في المطبوعة الكويتية: «الها». تصحيف.

(٥) قال ابن بري: صوابه «والخالطين، بالواو».

(٦) أرادت أنها قد قام عذرها في تركها الثناء عليهم إذ ماتت فهذا ما وضع فيه السبب موضع المسبّب، لأن المعنى: فإذا هلكت انقطع ثنائي، وإنما قالت: أجنّني قبري، لأن موتها سبب انقطاع الثناء.

(٧) الأصل واللسان، وفي التهذيب: انحتّت.

(١٠) في القاموس: ع، م.

(٨) من الآية ٧٤ سورة الأعراف.

(٩) الآية ٨٢ من سورة الحجر، فيها: {وَكانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً آمِنِينَ}.