تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نصت]:

صفحة 149 - الجزء 3

  قال الشَّاعر:

  أَنْعَتُها إِنِّيَ مِن نُعّاتِها

  وفي صفته «يقولُ ناعِتُه: لم أَرَ قَبْلَه ولا بَعْدَه مِثْلَه».

  قال ابنُ الأَثِير: النَّعْتُ: وَصْفُ الشيءِ بما فيه من حُسْنٍ، ولا يُقَال في القَبِيحِ، إِلّا أَنْ يَتَكَلَّف مُتَكَلِّفٌ، فيقول: نَعْتَ سَوْءٍ، والوَصْفُ يقالُ في الحَسَنِ والقَبِيحِ.

  قلت: وهذا أَحَدُ الفُروقِ بين النَّعْتِ والوَصْفِ، وإِن صَرَّح الجَوْهَرِيُّ والفَيُّومِيُّ وغيرُهما بتَرادُفِهِما.

  ويقال: النَّعْتُ بالحِلْيَةِ، كالطَّوِيلِ والقَصِيرِ، والصِّفَةُ بالفِعْلِ، كضَارِب.

  وقال ثعلب: النَّعْتُ ما كان خاصّاً بمَحَلٍّ من الجَسَدِ، كالأَعْرَج مثلاً، والصِّفَةُ للعُمُومِ، كالعَظِيم والكَرِيم، فاللهُ تعالى يُوصَفُ ولا يُنْعَتُ.

  كالانْتِعاتِ يقال: نَعَتُّ الشيءَ وانْتَعَتُّهُ⁣(⁣١)، إِذا وَصَفْتَه.

  وجَمْعُ النَّعْتِ نُعُوتٌ. قال ابنُ سِيده: لا يُكَسَّرُ على غيرِ ذلك.

  والنَّعْتُ من كُلِّ شيءٍ: جَيِّدُه، وكلّ شيءٍ كان بالِغاً تَقُول: هذا نَعْتٌ، أَي جَيِّدٌ.

  قال الأَزْهَرِيّ: والفَرَسُ النَّعْتُ: العَتِيقُ السَّبَّاقُ الذي يكونُ غايةً في العِتْقِ والسَّبْقِ⁣(⁣٢) كالمُنْتَعِتِ والنَّعْتَةِ بالفتح والنَّعِيتِ والنَّعِيتَةِ كلّ ذلك بمعنَى العَتِيقَةِ.

  وفَرسٌ [نَعْتٌ، و]⁣(⁣٣) مُنْتَعِتٌ، إِذا كان موصوفاً بالعِتْقِ والجَوْدَةِ والسَّبْقِ.

  قال الأَخْطَل:

  إِذَا غَرَّقَ الآلُ الإِكامَ عَلَوْنَه ... بِمُنْتَعِتَات لا بِغَالٌ ولا حُمْرُ⁣(⁣٤)

  والمُنْتَعِتُ من الدَّوابِّ والنّاسِ: الموصوفُ بما يُفَضِّله على غيرِه من جِنْسِه، وهو مُفْتَعِلٌ من النَّعْتِ، يقالُ: نَعَتُّه فانْتَعَتَ، كما يُقالُ: وصَفْتُه فاتَّصَفَ، وقد غَفَلَ عن ذلك شيخُنا، فجعلَ قولَ المُصَنّف «العَتِيق السَّبّاق» من غرائبه، مع كونِه موجوداً في دَواوين اللُّغَةِ وأُمَّهاتِها، واخْتَلَفَ رأَيُه فيما بعده من قوله: والنَّعْتَة، إِلى آخره، وجعل عِبارةَ المُصَنِّف قَلِقَةً، والحالُ أَنَّه لا قَلَقَ فيها على ما فَسَّرنا، واتَّضَحَت من غير عُسْرٍ فيها.

  وقد نَعُتَ الفرسُ ككَرُمَ، نَعَاتَةً، إِذا عَتُقَ.

  ونَعُتَ الإِنْسانُ، ككَرُم، نَعَاتَةً، إِذا كان النَّعْتُ له خِلْقةً وسَجِيَّةً، فصارَ ماهِراً في الإِتْيانِ بالنُّعوتِ، قادِراً عليها، كذا في المصْباح.

  وأَمّا نَعِتَ كَفَرِحَ يَنْعَتُ نَعَتاً فللمُتَكَلِّفِه⁣(⁣٥) فَعُرِف من ذلك أَن نَعتَ من المُثلِّثَاتِ، باخْتِلافِ المَعْنَى.

  وقال شيخُنا في هذا الأَخير: إِنّه غريبٌ، لأَنّ فَعِلَ المكسورَ ليس مما يدُلُّ على التَّكَلُّفِ. لكنّه جاءَ كأَنه موضُوعٌ لذلك من غير الصِّيغَة.

  واسْتَنْعَتَهُ: اسْتَوْصَفَه، هو في التَّهْذِيب.

  وقال ابنُ الأَعرابيّ: أَنْعَتَ الرّجل إِذا حَسُنَ وَجْهُهُ حَتّى يُنْعَتَ أَي يُوصَفَ بالجَمَالِ.

  والنَّعِيتُ: الرّجلُ الكَرِيمُ الجَيِّدُ السّابِقُ.

  والمُسَمَّى به شاعِرَانِ: النَّعِيتُ بْنُ عَمْرو بْنِ مُرَّةَ اليَشْكُرِيّ. والنَّعِيتُ الخُزَاعِيّ، واسْمُه أَسِيدٌ⁣(⁣٦).

  والنَّعِيتُ رَجُلٌ آخَرُ مِنْ بَنِي سَامَةَ بنِ لُؤَيّ، ذكره أَبُو فِرَاس، وهو النَّعِيتُ بْنُ سَعِيدٍ السّامِيّ.

  وتقول: عَبْدُكَ أَو أَمَتُكَ نُعْتَةٌ، بالضَّمِّ، أَي غَايَةٌ في الرِّفْعَةِ وعُلُوّ المَقَام، وهو مَأْخوذٌ من قولهم فَرَسٌ نَعْتَة إِذا كان عَتيقاً، وقد تَقَدَّم، وعبارةُ الأَساس: وعبْدُكَ نَعْتٌ وأَمَتُكَ نَعْتَة⁣(⁣٧)، وفيه: وهو مَنْعُوتٌ بالكَرَمِ وبِخِصال الخَيْرِ، وله


(١) في اللسان: «تنعَّتُّه» وفي الصحاح فكالأصل.

(٢) ليست في التهذيب.

(٣) زيادة عن التهذيب واللسان.

(٤) التهذيب واللسان: حمر.

(٥) في القاموس: «فلمتكلفه». وأشار إليه بهامش المطبوعة المصرية.

(٦) في المؤتلف والمختلف للآمدي ص ٥٧: إسمه أسد والنعيت لقب، ويقال: اسمه أسيد بن يعمر بن وهيب بن أصرم بن عبد الله ... بن عمرو بن عامر.

(٧) الأساس: وإن عبدك لنعتٌ وإن أمتك لنعتةٌ.