[هتت]:
  وقِيلَ: فِيهِ هَبْتَةٌ، للَّذِي فِيه كالغَفْلَةِ، وليسَ بمُسْتَحْكِمِ العَقْلِ، وأَنشدَ ثَعْلبٌ:
  تُرِيكَ قَذًى بِهَا إِنْ كانَ فِيهَا ... بُعَيْدَ النَّوْمِ نَشْوَتُهَا هَبِيتُ
  قال ابنُ سيده: لم يُفَسِّرْهُ، وعِنْدي أَنّه فعِيلٌ في مَعْنَى فاعل، أَي نَشْوَتُهَا شَيءٌ يَهْبِتُ أَي يُحَمِّقُ وَيُحَيِّر ويُسَكِّنُ ويُنَوِّم(١).
  * ومما يستدرك عليه:
  هَبَتَ الرَّجُلَ يَهْبتُهُ هَبْتاً: ذَلَّلَهُ.
  والهَبِيتُ: الذي به الخَوْلَعُ، وهو الفَزَعُ والتَّلَبُّدُ.
  وفي حديث مُعَاوِيَة: «نَوْمُه سُبَاتٌ، وليْلهُ(٢) هُبَاتٌ» وهو من الهَبْتِ بمعنى اللِّينِ والاسْتِرْخاءِ، والمَهْبُوتِ: الطَّائِرُ يُرْسَلُ عَلى غَيْرِ هِدَايَةٍ، قال ابنُ دُرَيْد: وأَحْسَبُهَا مُوَلَّدةً.
  [هتت]: الهَتُّ: سَرْدُ الكلامِ.
  هَتَّ القُرْآنَ هَتًّا: سَرَدَه سَرْداً، وفُلانٌ يَهُتُّ الحديثَ هَتًّا إِذا سَرَدَه وتَابَعَه، وفي الحديث «كانَ عَمْرُو بن شُعَيْب وفُلانٌ يَهُتَّانِ الكَلامَ.
  وقال الأَصْمَعِيّ: يُقال للرَّجُلِ إِذا كان جَيّدَ السِّيَاقِ للحَدِيثِ: هو يَسْرُدُهُ سَرْداً، ويهُتَّه هَتًّا.
  وعن ابنِ الأَعرابِيّ: الهَتُّ: تَمْزِيقُ الثِّيَابِ والأَعْراضِ، ونَصُّ عبارته: تَمْزِيقُ الثَّوْبِ والعِرْضِ.
  والهَتُّ: الصَّبُّ، هَتَّ المَزَادَةَ إِذا صَبَّهَا، والسَّحَابَةُ تَهُتُّ المَطَرَ، إِذا تابَعَت صَبَّه، وهَتَّ الشَّيْءَ يَهُتُّه هَتًّا: صَبَّ بعضَه في إِثْرِ بعضٍ.
  والهَتُّ: حَطُّ المَرْتَبَةِ في الإِكْرَامِ، قاله ابنُ الأَعرابيّ.
  والهَتُّ: مُتابَعَةُ المَرْأَةِ في الغَزْلِ هَتَّت المرأَةُ غَزْلَهَا تَهُتُّه غَزَلَت بَعضَه في إِثْرِ بعضٍ.
  وعن الأَزهَرِيّ: المرْأَةُ تَهُتُّ الغَزْلَ، إِذَا تابَعَتْ(٣)، قال ذُو الرُّمّة:
  سُقْيَا مُجَلِّلَةٍ يَنْهَلُّ رَيِّقُها ... مِن باكِرٍ مُرْثعِنَّ الوَدْقِ مَهْتُوتِ
  والهَتُّ: حَتُّ وَرَقِ الشَّجَرِ، أَي أَخْذُه.
  والهَتُّ: الكَسْرُ، هَتَّ الشَّيءَ يَهتُّه هَتًّا فهو مَهْتُوتٌ وهَتِيتٌ: وَطِئه وَطْأً شدِيداً فكَسَرَه(٤). وتَرَكَهُمْ هَتًّا بَتًّا، أَي كَسَرَهُم(٥)، وقيلَ: قَطَعَهُم.
  والهَتُّ: كَسْرُ الشَّيْءِ حتّى يَصِيرَ رُفَاتاً.
  وفي الحديث: «أَقْلِعُوا عن المَعَاصِي قبْلَ أَنْ يَأْخُذَكُمُ اللهُ فَيَدَعَكُمْ هَتًّا بَتًّا» الهَتُّ: الكَسْرُ، والبَتُّ القَطْعُ، أَي قَبْلَ أَنْ يَدَعَكُم هَلْكَى مَطْرُوحِينَ مَقْطُوعِينَ.
  كالهَتْهَتَةِ، هَتَّهُ وهَتْهَتَهُ سَوَاءٌ.
  وقال الأَزْهَرِيّ: الهَتْهَتَةُ: الْتِوَاءُ اللِّسَانِ عندَ الكَلامِ.
  وقال الحَسَنُ البَصْرِيّ - في بعضِ كلامِه(٦) -: «واللهِ ما كَانُوا بالهَتَّاتِينَ، ولكِنّهُمْ كانُوا يَجْمَعُونَ الكلامَ ليُعْقَلَ عَنْهُم».
  يقال: رَجُلٌ مِهَتٌّ، بكسر ففتح، وهَتَّاتٌ [وهَتْهاتٌ](٧): مِهْذَارٌ خَفِيفٌ كَثِيرُ الكَلامِ.
  وعن ابنِ الأَعْرَابِيّ: قولهم: أَسْرَعُ من المُهَتْهِتَةِ، يقال: هَتْهَتَ في كلامِهِ إِذا أَسْرَعَ، كهَتَّ.
  ومن أَمثالهم: «إِذَا وَقَفْتَ البَعِيرَ(٨) على الرَّدْهَةِ، فَلا تَقُلْ لَهُ هَتْ» وبعضُهُم يقول: فلا تُهَتْهِتْ بِهِ. هَتْهَتَ بَعِيرَهُ: زَجَرَه عِنْد الشُّرْبِ بِهَتْ هَتْ قَالَهُ أَبو الهَيْثَمِ(٩)، قال: ومعنى المَثَل: إِذا أَرَيْتَ الرَّجُلَ رُشْدَه فلا تُلِحَّ عليه، فإِنّ الإِلْحَاح في النَّصِيحَةِ يَهْجُمُ بكَ على الظِّنَّة.
(١) في الأصل: «بهبت أي بحمق وتحير، فيسكن وينوّم» وما أثبتناه عن اللسان.
(٢) في المطبوعة الكويتية: «ليلة» تصحيف.
(٣) الأصل والتهذيب، وفي اللسان: تابعته.
(٤) اللسان: فكسّره.
(٥) اللسان: كسّرهم ... قطّعهم.
(٦) الأصل واللسان، وفي التهذيب: في كلام له.
(٧) زيادة عن القاموس، وأشير إلى ذلك بهامش المطبوعة المصرية. ولم ترد في التهذيب ولا في اللسان.
(٨) في اللسان والتكملة والتهذيب: العير.
(٩) في التهذيب: قال أبو الهيثم: الهتهتة أن تزجره عند الشرب.