تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أرث]:

صفحة 164 - الجزء 3

  والجَمْعُ كالجَمْعِ أَي إِثاثٌ وأَثائِثُ، هكذا في سائر الأُمَّهات، وقد ضبط شيخُنا هنا بما لا يُجْدِي نَفْعاً.

  والأَثائِثُ: الكَثِيراتُ اللَّحْمِ، أَو الطِّوَالُ التَّامّاتُ مِنْهُنّ قال رؤبة:

  ومن هَوايَ الرُّجُحُ الأَثائِثُ ... تُمِيلُها أَعْجَازُهَا الأَواعِثُ

  والأَثَاثُ، كسَحَابٍ: الكَثِيرُ من المالِ. وقيل: كَثْرَةُ المَالِ.

  وقيل: مَتَاعُ البَيْتِ ما كَانَ من لِباسٍ، أَو حَشْوٍ لِفراشٍ، أَو دَثَارٍ، قال الفَرّاءُ: هو بلا وَاحِدٍ، كما أَنّ المَتَاعَ لا وَاحِدَ له، وكذلك قال أَبُو زَيْد.

  أَو هو المالُ أَجْمَعُ أَي كلّه: الإِبِلُ والغَنَمُ والعَبِيدُ والمَتَاعُ، والوَاحِدةُ أَثَاثَةٌ، بالفتح، وفي التَنْزِيل العزيز {أَثاثاً وَرِءْياً}⁣(⁣١).

  قال الفرّاءُ: ولو جَمَعْتَ الأَثَاثَ لقُلْتَ: ثَلَاثَةُ آثَّةٍ، وأُثُثٌ كثِيرَةٌ.

  وقال شيخُنا: قال بعض اللّغويّين: الأَثَاثُ: ما يُتَّخَذُ للاسْتَعْمَال والمَتاعِ لا لِلتِّجارةِ. وقيل: هما بِمَعْنًى.

  وقيل: الأَثاثُ: ما جَدَّ من متاعِ البَيْتِ لا ما رَثَّ وبَلِيَ، وبه جَزم القُرْطُبِيّ.

  وفي الصّحاح: تَأَثَّثَ فُلانٌ، إِذا أَصابَ رِيَاشاً.

  والأَثَاثِيُّ: الأَثَافِيُّ وَزْناً وَمَعْنًى، وهِيَ حِجَارَةٌ تُنْصَبُ وتُجْعَلُ القِدْرُ عليها.

  قال شيخُنا: هو مما عدُّوه فيما أُبْدلتْ الثّاءُ فيه من الفاءِ؛ كمُغْفُورٍ ومُغْثُورٍ، ولم يَتَعَرَّض له هُنا الجَوْهَرِيُّ ولا ابنُ مَنْظور، ولا غيرُهما من أَئمّة اللُّغَةِ والتَّصْرِيف، بناءً على أَنّ الهَمْزَةَ زائدَة، والثَّاءَ جُعِلَتْ بدَلَ الفاءِ.

  قلت: وهو لُغَة تميمٍ خاصَّة، كما نقله الصَّاغَانيّ.

  والأَثافِيّ⁣(⁣٢) بن الخُزَزِ بن ذِي الصُّوفَةِ بن أَعْوَجَ فرسٌ للحَبطاتِ.

  وأُثَاثَةُ، كثُمَامَة، ويُفْتَح: اسمُ رَجُل، الفتح عن ابن دُرَيْد.

  وأُثَاثَةُ: اسمُ والِد مِسْطَحٍ الصَّحابِيّ، ¥، قريب سيّدنا أَبِي بَكْرٍ الصّدّيق، ¥، قَالَ ابنُ دُرَيْد: أَحْسَبُه مُشْتَقًّا من هذا، يعني من تَأَثَّثَ الرَّجُلُ، وسيأْتي.

  قلت: وكذا أُخْتَه هِنْد بنتُ أُثَاثَةَ وعَمْرُو بن أَبي أُثَاثَةَ العَدَوِيّ صحابِيّان.

  * ومما يستدرك عليه:

  لِحْيَةٌ أَثَّةٌ، وأَثِيثَةٌ⁣(⁣٣)، أَي كَثَّةٌ.

  وَتَأَثَّثَ الرَّجُلُ: أَصابَ خَيْراً، وفي الصّحاح، أَصابَ رِياشاً.

  [أرث]: الإِرْثُ بالكسر: المِيراثُ قاله الجَوْهَرِيّ، وأَصلُ الهَمْزِ فيه واوٌ⁣(⁣٤). قلت: فكانَ الأَوْلَى ذِكرُه في الواو، كما هو ظاهِرٌ.

  قال شيخُنا: ثم إِنّ هَذا تَفْسِيرُ الشيْءِ بنَفْسِه؛ لأَن الإِرْثَ والمِيرَاثَ مادّةٌ واحدة، فكان الأَوْلَى تفسيرَه بأَوْضَحَ منه، نحو استيلاءِ الشَّخْصِ على مالِ وَلِيّهِ الهالِكِ، أَو يقال:

  الإِرْثُ مَعْرُوفٌ.

  والإِرْثُ: الأَصْلُ يقال: هو في إِرْثِ صِدْقٍ، أَي في أَصْلِ صِدْقٍ.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ: الإِرْثُ في الحَسَبِ، والوِرْثُ في المالِ.

  وحكى يَعْقُوبُ: إِنّه لفي إِرْثِ مَجْدٍ، وإِرْفِ مَجْدٍ، على البَدَل.

  والإِرْثُ: الأَمْرُ القَدِيمُ الذي تَوَارَثَهُ الآخَرُ عن الأَوَّلِ وفي حديثِ الحَجّ: «إِنَّكُم على إِرْثٍ من إِرْثِ أَبِيكُم إِبْرَاهِيمَ»⁣(⁣٥) يريدُ به مِيرَاثَهُمْ مِلَّتَه، وأَصلُ هَمزَتهِ واو، كذا في النّهاية.

  والإِرْثُ: الرَّمَادُ، قالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:

  عفَا غيرَ إِرْثٍ مِن رَمَادٍ كأَنَّهُ ... حَمَامٌ بأَلْبَادِ القِطَارِ جُثُومُ

  قالَ السُّكَّرِيّ: أَلْبَادُ القِطَارِ: ما لَبَّدَه القَطْرُ.

  والإِرْثُ: البَقِيَّةُ مِنَ الشَّيْءِ وفي نسخة أُخْرَى: من كُلِّ شَيْءٍ، وعبارةُ اللّسان: الإِرْثُ من الشيْءِ: البَقِيَّةُ من أَصْلِهِ،


(١) سورة مريم الآية ٧٤.

(٢) في التكملة: الأثاثي.

(٣) في المطبوعة الكويتية «وأثيتة» تصحيف.

(٤) قال أبو عبيد: الإرث أصله من الميراث، إنما هو ورث فقلبت الواو ألفاً مكسورة، لكسرة الواو، كما قالوا للوسادة: إسادة، وللوكاف: إكاف.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قال في النهاية: ومن هاهنا للتبيين مثلها في قوله تعالى {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ} اه».