تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أنث]:

صفحة 166 - الجزء 3

  وفي اللسان: الأَنِيثُ من السُّيُوف: الذي من حَديدٍ غيرِ ذَكَرٍ، وقيل: هو نَحْوٌ من الكَهَامِ. قال صَخْرُ الغَيِّ:

  فيُعْلِمُهُ بَأَنَّ العَقْلَ عندي ... جُرَازُ لا أَفَلُّ ولا أَنِيثُ

  أَي لا أُعطِيه إِلّا السَّيْفَ القَاطِعَ، ولا أُعطِيه الدِّيَةَ.

  وسيفٌ أَنِيثٌ: وهو الذي ليس بِقاطِعٍ⁣(⁣١).

  ومن المجاز: المُؤَنَّثُ من الرِّجَالِ: المُخَنَّثُ شِبْهُ المَرْأَةِ في لِينِهِ، ورِقَّةِ كَلامِه، وتَكَسُّرِ أَعضَائِه كالمِئْناث والمِئْنَاثَةِ، والأَنِيثِ.

  وبعضُهُم يقول: تَأَنَّثَ في أَمْرِه وتَخَنَّثَ، وقال الكُمَيْتُ - في الرَّجُلِ الأَنِيث -:

  وشَذَّبْتُ عَنْهُمْ شَوْكَ كُلِّ قَتَادَةٍ ... بِفَارِسَ يَخْشَاهَا الأَنِيثُ المُغَمَّرُ⁣(⁣٢)

  والأُنْثَيَانِ: الخُصْيَتانِ.

  وفي الأَساس: ومن المجاز: ونَزَعَ أُنْثَيَيْه وضَرَبه تَحْتَ أُنْثَيَيْهِ، الأُنْثَيَانِ: الأُذُنَانِ، يَمَانِيَة، والأُنوثَةُ فيهِما من تَأْنِيثِ الاسْمِ. وأَنشد الأَزْهَرِيّ لذي الرُّمّة:

  وكُنّا إِذا القَيْسِيُّ نَبَّ عَتُودُه ... ضَرَبْنَاهُ فوقَ الأُنْثَيَيْنِ على الكَرْدِ

  وفي أَصْلِ الجَوْهَرِيّ: العَبْسِيّ، وهو خَطَأٌ. قال: يَعني الأُذُنَيْنِ؛ لأَنَّ الأُذُنَ أُنْثَى، وأَورده الجَوْهَريّ - [على ما أَورده الأَزهري]⁣(⁣٣) لذِي الرُّمّة - ولم يَنْسُبْه لأَحَدٍ.

  قال ابن بَرِّيّ: البيتُ للفَرَزْدَق، قال: والمَشْهُور في الرّوايةِ:

  وكُنَّا إِذا الجَبَّارُ صَعَّر خَدَّهُ

  كما أَورَدَه ابنُ سِيده.

  والأُنْثَيانِ، من أَحياءِ العَرَب: بَجِيلَةُ وقُضَاعَةُ، عن أَبي العَمَيْثَل الأَعرابيّ، وأَنشد للكُمَيْت:

  فيا عَجَباً للأُنْثَيَيْنِ تَهَادَتَا ... أَذَاتِيَ إِبْرَاقَ البَغَايَا إِلى الشَّرْبِ⁣(⁣٤)

  ومن المَجَاز: قال الكِلَابيّ⁣(⁣٥): أَرْضٌ أَنِيثَةٌ ومِئْناثٌ:

  سَهْلَةٌ مِنْباتٌ، خَلِيقَةُ بالنَّباتِ، لَيستْ بغَلِيظَة، وفي الصّحاح: تُنْبِتُ البَقْلَ سَهْلَةٌ.

  وبَلَدٌ أَنِيثٌ: لَيِّنٌ سَهْلٌ. حكاه ابنُ الأَعْرَابيّ.

  ومكانٌ أَنِيثٌ، إِذا أَسْرَعَ نَبَاتُه وكَثُر، قال امُرؤُ القَيْس:

  بمَيْثٍ أَنِيثٍ في رِياضٍ دَمِيثَةٍ ... تُحِيلُ سَواقِيهَا بمَاءٍ فَضِيضِ

  ومن كلامهم: بَلَدٌ أَنِيثٌ دَمِيثٌ، طَيّبُ الرَّيْعَة مَرْتُ⁣(⁣٦) العُودِ.

  وزعم ابن الأَعرابيّ: أَنّ المرأَةَ إِنّمَا سُمِّيَتْ أُنْثَى من البَلَدِ الأَنِيثِ، قال لأَن المَرْأَةَ أَلْيَنُ مِن الرَّجُل، وسُمِّيَتْ أُنْثَى لِلِينِها، قال ابن سيده: فأَصلُ هذا الباب - على قوله - إِنّما هو الأَنيثُ الذي هو اللَّيِّنُ.

  ومن المجاز: أَنَّثْتُ لَهُ في الأَمْرِ تَأْنِيثاً، وتَأَنَّثْتُ: لِنْتُ له، ولم أَتَشَدَّدْ.

  والإِنَاثُ بالكسر: جمعُ الأُنْثَى وهو خلافُ الذَّكر من كلّ شَيْءٍ وجَمعُ الجَمعِ أَنُثٌ، كحِمَارٍ وحُمُرٍ، وفي التنزيل العَزيز {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلّا إِناثاً}⁣(⁣٧) وقُرِئ «إِلّا أُنُثاً» جمع إِنَاثٍ مثْل نِمَارٍ ونُمُرٍ⁣(⁣٨)، وقرأَ ابنُ عبّاس: إِنْ يَدْعُونَ من دُونِهِ إِلّا أُثُناً. قال الفرّاءُ: هو جَمْعِ الوَثَنِ كالأَنَاثَى كعَذَارَى، جاءَ ذلك في الشِّعْر ومن قرأَ: {إِلّا إِناثاً}، أَرادَ المَوَات الذي هو خِلافُ الحَيَوَان كالشَّجَرِ والحَجَرِ والخَشَب، عن اللِّحْيَانِيّ.

  وعن الفَرَّاءِ تقول العَرَبُ: الَّلاتُ والعُزَّى، وأَشْبَاهُهما⁣(⁣٩)، من الآلِهَة المُؤَنَّثَةِ.


(١) في التهذيب: بقطاع.

(٢) في التهذيب واللسان: «المغمز».

(٣) زيادة عن اللسان.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله تهادتا، في التكملة تهادنا» وما في التكملة والتهذيب واللسان «تهادتا» كالأصل.

(٥) في التهذيب: قال ابن شميل. وفي الصحاح فكالأصل.

(٦) عن اللسان، وبالأصل «مرث».

(٧) سورة النساء الآية ١١٧.

(٨) في اللسان: «تمار وتمر».

(٩) اللسان: وأشباهها.