تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[تونكث]:

صفحة 177 - الجزء 3

  لَرَوْضَةٌ من رِيَاض الحَزْنِ أَو طَرَفٌ ... من القُرَيَّة حَزْنٌ غيرُ مَحْرُوثِ

  أَحْلَى وأَشْهَى لِعَيْنِي إِن مَرَرْتُ بِه ... من كَرْخِ بَغْدَادَ ذِي الرُّمّانِ والتُّوثِ

  ونقل ابنُ بَرِّيّ في حواشيه على الدُّرّة: حكى أَبو حنيفةَ أَنه يُقَال بالتَّاءِ، والثَّاءُ من كلامِ الفُرْسِ، والتّاءُ هي لُغَةُ العَرَبِ، وأَنشد البَيْتَيْنِ.

  قال شيخُنا: وعلى المثلّثة اقتَصر صاحِبُ عُمْدَةِ الطَّبِيب، وقال: إِنّ المُثَنّاةَ لَحْنٌ، وهو غريبٌ لم يوافقوه عليه. وصَرَّحَ في المُزْهِرِ - عن شرحِ أَدبِ الكَاتِبِ - أَنّ التُّوتَ أَعْجَمِيُّ مُعَرَّب، وأَصله باللّسان العَجَميّ تُوث وتوذ، فأَبْدَلَتِ العربُ من الثّاءِ المثَلَّثة والذّال المعجمة تاءً ثَنَوِيّة؛ لأَنَّ المثَلَّثَةُ والذّالَ مُهْمَلانِ في كلامهم.

  والتُّوثُ: ة بِمَرْوَ، ويُقَال فيها بالذَّالِ المُعْجَمَةِ أَيضاً، منها أَبو الفَيْضِ بَحْرُ بنُ عبدِ الله بنِ بَحْر التُّوثِيّ الأَدِيبُ المَرْوَزِيّ صاحبُ سليمانَ بن مَعْبَدٍ السَّنْجيّ.

  والتُّوثُ: ة أُخرى بأَسْفِرايِنَ منها: أَبوُ القَاسِمِ عليُّ بنُ طاهِر، سَمِع ببغدادَ أَبا محمَّدٍ الجَوْهَرِيّ توفِّي سنة ٤٨٠⁣(⁣١).

  وأُخرى ببُوشَنْجَ.

  والتُّوثَةُ: واحِدَةُ التُّوثِ.

  ومَحَلَّةٌ بِبَغْدادَ قُرْبَ الشُّونِيزيَّة، فيها جامِع بالجَانِب الغَرْبِيّ، منها: أَبُو طاهِر مُحَمَّدُ بن أَحمدَ بنِ قَيْدَاسٍ رَوَى عن أَبي عَلِيِّ بنِ شَاذَانَ، وعنه السِّلَفِيّ. ومَسْعُودُ بنُ عَلِيّ بنِ النَّادِر. ومُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، ومُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِيّ الزّاهِدُ. ومُحَمَّدُ بنُ عبدِ الله بنِ أَبِي زَيْد الأَنْمَاطِيّ، روى عنه أَبُوبكرٍ الخَطيبُ التُّوثِيُّونَ: مُحَدِّثُون.

  وكَفْرُ تُوثَا: ع بالجَزِيرَة.

  [تونكث]: ومِما يستدرك عليه: تُونَكْث⁣(⁣٢)، بالضَّمّ وفَتْحِ النّون مع سكون الكاف: قريَةٌ ببُخَارَا، منها أَبُو جَعْفَر حَمُّ بنُ عُمَرَ البُخَارِيّ، روى عن مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ البُخَارِيّ، قيَّده الحافظ.

(فصل الثاءِ) المثلثة مع نفسها

  [ثلث]: الثُّلُثُ، بضمّ فسكون وبِضَمَّتَيْنِ ويُقَال: بضَمَّة ففَتْحَة - كأَمثاله -: لُغَةً أَو تَخْفِيفاً، وهو كَثِير في كلامهم، وإِنْ أَغْفَلَه المُصَنِّفُ تَبَعاً للجوهريّ، كذا قاله شيْخُنَا: سَهْمٌ أَي حَظُّ ونَصِيبٌ من ثَلاثَةِ أَنْصِباءَ كالثَّلِيثِ يَطَّرِدُ ذلك عِنْد بعضِهم في هذِه الكُسُورِ، وجَمْعُهَا، أَثْلَاثٌ.

  ونَصُّ الجوهَرِيّ: فإِذا فتَحْتَ الثَّاءَ زِدْت ياءً، فقلت: ثلِيثٌ، مثل: ثَمِينٍ وسَبِيعٍ وسَدِيسٍ وخَمِيسٍ ونَصِيفٍ، وأَنْكَرَ أَبو زَيْدٍ منها خَمِيساً وثَلِيثاً.

  قلت: وقَرَأْتُ في مُعْجَمِ الدِّمْياطِيِّ ما نَصُّه: قال ابنُ الأَنْبَارِيّ: قال اللُّغَوِيُّون: في الرُّبعِ ثلاثُ لُغاتٍ: يقال: هو الرُّبْعُ والرُّبُعُ والرَّبِيعُ، وكذلك العُشْرُ والعُشُرُ والعَشِيرُ، يَطَّرِدُ في سائِرِ العَدَدِ، ولم يُسْمَع الثَّلِيثُ، فمن تَكَلَّمَ به أَخْطَأَ، فالمصنّف جَرَى على رَأْيِ الأَكْثَرِ، وقالوا: نَصِيفٌ بمعنى النِّصْف، لكِن المعروف في النِّصْفِ الكَسْرُ، بخلافِ غيرِه من الأَجزاءِ، فإِنّهَا على ما قُلْنَا.

  وعن الأَصمعيّ: الثَّلِيثُ: بمعنى الثُّلُثِ، ولم يَعْرِفُه أَبو زيد، وأَنشدَ شَمِرٌ:

  تُوِفي الثَّلِيثَ إِذا ما كانَ في رَجَبٍ ... والحَيُّ في خَاثِرٍ منها وإِيقاعِ

  والثِّلْث⁣(⁣٣) بالكَسْرِ من قَوْلِهِم: سَقَى نَخْلَهُ الثِّلْثَ - بالكسر - أَي بَعْدَ الثُّنْيَا.

  وثِلْثُ النّاقَةِ أَيضاً: وَلَدُهَا الثَّالِثُ، وطَرَدَه⁣(⁣٤) ثعلب في وَلَدِ كلِّ أُنْثَى، وقد أَثْلَثَت، فهي مُثْلِثٌ، ولا يُقَال: نَاقَةٌ ثِلْثٌ.

  وفي قولِ الجَوْهَرِيّ: ولا تُسْتَعْمَلُ أَي الثِّلْث بالكَسْرِ إِلّا في الأَوَّلِ - يعني في قولهم: هو يَسْقِي نَخْلَه الثِّلْثَ - نَظَرٌ


(١) الأصل واللباب، وفي معجم البلدان سنة ٤٠٨ هـ.

(٢) في اللباب: تونكث ضبط قلم.

(٣) عن الصحاح، وبالأصل «والثليث».

(٤) في اللسان: وأطرده ثعلب.