تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غنث]:

صفحة 242 - الجزء 3

  واليَنْبُوتُ، واللَّصَفُ، والعِشْرِق، والسَّفَا، والأَسَلَ، والبَرْدِيُّ، والحَنْظَلُ، والتَّنُّومُ، والخِرْوَعُ.

  وفي الصّحاح: وقد غَلِثَ الذِّئبُ بغَنَمِ آلِ فُلانٍ، إِذا لَزِمَها يَفْرِسُهَا، وقد تقدّم.

  وفي اللّسان: المُغَلَّثُ: المُقارِبُ من الوَجَعِ ليس يُضْجِعُ صاحِبَه، ولا يُعْرَفُ أَصْلُه⁣(⁣١).

  وقال مُبْتَكِرٌ: فُلانٌ يَتَغَلَّثُ بِي، أَي يَتَوَلَّعُ بِي.

  وقال ابنُ دُريد: غَلِثَ الطَّائِرُ - كفَرِحَ - هَاعَ ورَمَى من حَوْصَلَتِه شَيْئاً كان اسْتَرَطَهُ⁣(⁣٢) واغْتَلَثَ للقَوْمِ⁣(⁣٣) غُلْثَةً: كَذَبَ لهم كَذِباً نَجا بِهِ.

  [غنث]: غَنِثَ، كفَرِحَ يَغْنَثُ غَنَثاً. هذه المادة مكتوبة عندنا بالحُمْرَةِ في سائِر النسخ إِلّا ما شَذَّت من نُسخة شيخنا، فلا يُعَوَّلُ عليها، وقد أَهمله الجَوْهَرِيّ، وقال اللَّيْثُ: أَي شَرِب ثم تَنَفَّسَ يقال: إِذا شَرِبْتَ فاغْنَثْ، قال الشاعر:

  قالَتْ لَهُ بالله يا ذَا البُرْدَيْن ... لَمّا غَنِثْتُ نَفَساً أَو نَفَسَيْنْ

  وقال الشيبانيّ: الغَنَثُ - هنا -: كِنايَةٌ عن الجِمَاع.

  وقال أَبو حنيفةَ: إِنما هو غَنَثَ يَغْنِث غَنْثاً، أَي من باب ضَرَب، وأَنشد هذا البيتَ.

  وغَنِثَتْ نَفْسُه إِذا خَبُثَتْ.

  وقال الأَزْهَرِيّ: غَنِثَتْ نَفْسُه لَقِسَتْ.

  والتَّغَنُّثُ: اللُّزُومُ وأَنشد:

  تَأَمَّلْ صُنْعَ رَبِّكَ غَيْرَ شَرٍّ ... زَمَاناً لا تُغْنِّثْكَ الهُمُومُ

  والتَّغَنُّثُ: الثِّقَلُ يقال: تَغَنَّثَه الشَّيْءُ، إِذا ثَقُلَ عليه، ولَزِقَ به، قال أُميَّةُ بنُ أَبي الصَّلْتِ:

  سَلَامَكَ رَبَّنا فِي كُلِّ فَجْرٍ ... بَرِيئاً مَا تَغَنَّثُكَ الذُّمُومُ

  وعن أَبي عَمْرٍو: الغُثَّاثُ كرُمَّان: هم الحَسَنُو الآدابِ فِي الشُّرْبِ والمُنَادَمةِ والعِشْرَةِ.

  وغَنْثُ بنُ أَفْيَان بنِ القَحْمِ بنِ مَعَدِّ بنِ عَدْنَانَ من بني مَالِكِ بنِ كِنَانَةَ، ذكرَه ابنُ حَبيب هكذا.

  [غوث]: غَوَّثَ الرَّجُلُ، واستغاثَ: صاح وا غَوْثَاهُ، وتقول: ضُرِبَ فلانٌ فَغَوَّثَ تَغْويثاً، قال: وا غَوْثَاهُ، قال شيخُنا: وقد صَرَّح أَئمَّةُ النَّحْوِ بأَنَّ هذا هو أَصْلُه، ثم إِنهم استعمَلُوه بمعنى صَاحَ ونَادَى طَلَباً للغَوْثِ.

  والاسمُ الغَوْثُ، بالفَتْح، والغُوَاثُ، بالضّمّ، على الأَصلِ، وفَتْحُه شَاذُّ، أَي وارد على خلافِ القِيَاس؛ لأَنّه دَلَّ على صَوْتٍ، والأَفعالُ الدَّالَّة على الأَصواتِ لا تكون مفتوحةً أَبداً، بل مضمومة، كالصُّرَاخِ، والنُّبَاحِ، أَو مكسورة، كالنِّداءِ والصِّياحِ، وهو قولُ الفرّاءِ، كما نقلَه الجوهريُّ⁣(⁣٤) وقال العَامِرِيّ - وقيل: هو لعَائِشَةَ بنتِ سَعْدِ بنِ أَبي وَقَّاص -:

  بَعَثْتُكَ مائِراً فَلَبِثْتَ حَوْلاً ... مَتَى يَأْتِي⁣(⁣٥) غَوَاثُكَ مَنْ تُغِيثُ

  قال ابن بَرِّيّ: وصوابه بَعَثْتُكَ قابِساً، وكان لعائشةَ هذه مَوْلًى يقالُ له: فِنْدٌ، وكان مُخَنَّثاً من أَهلِ المَدِينَةِ، بعثَتْهُ يَقْتَبِسُ⁣(⁣٦) بها ناراً، فتوجَّه إِلى مِصْرَ، فأَقَام بها سَنةً، ثم جاءَهَا بنار وهو يَعْدُو، فعَثَرَ فَتَبَدَّد الجَمْرُ، فقال: تَعِسَتِ العَجَلَة، فقالت عائِشَةُ: بَعَثْتُكَ ... الخ، وقال بعضُ الشُّعَرَاءِ:

  مَا رَأَيْنَا لغُرَابٍ مَثَلاً ... إِذْ بَعَثْنَاهُ يَجِي بالمِشْمَلَهْ

  غيرَ فِنْدٍ أَرْسَلُوهُ قَابِساً ... فَثَوَى حَوْلاً وسَبَّ العَجَلَهْ

  واسْتَغَاثَنِي فُلانٌ فأَغَثْتُهُ إِغَاثَةً ومَغُوثَةً، ويقال: اسْتَغَثْتُ


(١) عن اللسان، وبالأصل «ولا يعرف صاحبه».

(٢) عن الجمهرة ٢/ ٤٦ وبالأصل «اشترطه».

(٣) عن اللسان، وبالأصل «القوم».

(٤) عبارة الجوهري: قال الفراء: يقال: أجاب الله دعاءه وغواثه. قال: ولم يأت في الأصوات شيء بالفتح غيره وإنما يأتي بالضم مثل البكاء والدعاء أو بالكسر مثل النِدّاء والصِيّاح.

(٥) اللسان والصحاح، وفي التهذيب: متى يرجو.

(٦) اللسان: ليقتبس.