[نحث]:
  وقال الأَصمعيّ: رجُلٌ نَجَّاثٌ، ونَجِثٌ ككَتِفٍ: يَتَتَبَّع الأَخْبَارَ ويَسْتَخْرِجُهَا، وأَنشد الأَصمعيّ:
  ليس بَقَسّاسٍ ولا نَمٍّ نَجِثْ
  والنَّجْثُ: الإِخْرَاجُ، والنَّجْثُ: الاسْتِخْرَاجُ، وكأَنَّه بالحديثِ أَخَصّ، وفي حديثِ أُمِّ زَرْعٍ: «ولا تُنَجِّثُ عن أَخْبَارِنَا تَنْجِيثاً».
  والنَّجْثُ: النَّبْشُ، وفي حديث هِنْد أَنَّهَا قالَتْ لأَبِي سُفْيَانَ، لمّا نَزَلوا بالأَبْواءِ في غزْوَةِ أُحُدٍ: «لو نَجَثْتُمْ قَبْرَ آمِنَةَ أُمِّ مُحَمّدٍ» ﷺ، أَي نَبَشْتُم.
  نَجَثَ فُلانٌ القَوْمَ: اسْتَغْواهُم، بالغين في سائر الأُصول، وقال أَبو عُبيدة: ويقال اسَتَعْواهُم، بالعين المهملة وبهما ضُبطَ في نسخة الصّحاح التي عندنا، وكذا نُسخة القاموس. وفي اللّسَان: نَجَثَ فُلانٌ بني فلانٍ يَنْجُثُهم نَجْثاً: اسْتَغْواهم واسْتَغَاثَ بِهِم ويقَال: يَسْتَعْوِيهِم، بالعين.
  والاستِنْجاثُ: الاستِخْرَاجُ والمُسْتَنْجِثُ: المستَخْرِج، كالانْتِجاث والنَّجْثِ، والتَّنَجُّثِ، وأَنشد الأَصمعيّ:
  أَو يَسْمَعُ العَوْراءَ تُنْثَى لم يُبِثْ ... سَفَاتَها عن سُوئِها فَيَنْتَجِثْ
  والاسْتِنْجَاثُ التَّصَدِّي للشَّيْءِ والإِقْبَالُ عليه والوَلُوعُ به، واسْتَنْجَثَ الشيْءَ: تَصَدّى له وأَولِعَ به وأَقْبَلَ عليه.
  والنَّجِيثُ، والنَّجِيثَةُ: ما أُخْرِجَ من تُرابِ البِئْرِ، مِثل النَّبِيثَة.
  والنَّجِيثَةُ: ما ظَهَرَ من قَبِيحِ الخَبَرِ.
  ويقال: بُلِغَتْ نَحيثَتُه وَنَكِيثَتُه أَي بُلِغَ مَجْهُودُه.
  والنَّجِيثُ: البَطِيءُ، وبَقْلَةٌ تُشْبِهُ النَّجْمَةَ.
  ومن المَجاز: النَّجِيثُ: سِرٌّ يُخْفَى.
  وهو نَجِيثُ القَوْمِ، أَي سِرهم. قال الفرَّاءُ: من أَمثالهم، في إِعلانِ السِّرِّ وإِبْدَائه بعدَ كِتْمانِه فقولُهم: «بدا نَجِيثُ القَوْمِ»، إِذا ظَهَر سِرُّهُم الذي كانوا يُخْفُونه.
  ونَجِيثُ الثَّنَاءِ: ما بَلَغَ منه.
  ونَجِيثُ الحُفْرَةِ ما خَرَجَ من تُرابِها.
  وأَتَانَا نَجِيثُ القَوْمِ، أَي أَمرُهُم [الذِي](١) كانُوا يُسِرُّونَه.
  والنَّجِيثُ: الهَدَفُ، وهو تُرابٌ يُجْمَعُ سُمِّيَ نَجِيثاً؛ لانتِصابِه واسْتِقْبَالِه.
  وقيل: النَّجِيثُ: تُرَابٌ يُسْتَخْرَج ويُبْنَى منه غَرَضٌ ويُرْمَى فيه، قال لَبيدٌ يَذْكُرُ بَقرَةً:
  مَدَى العَيْنِ منها أَن تُرَاعَ بنَجْوَةٍ ... كَقَدْرِ النَّجِيثِ ما يَبُدُّ المُنَاضِلا
  أَراد أَنّ البَقَرَةَ قَريبةٌ من وَلِدهَا تُرَاعِيه كقَدْرِ ما بينَ الرّامي والهَدَفِ.
  والنُّجْثُ، بالضّمّ ويُروى بضَمَّتُيْنِ: الدِّرْعُ وغِلافُ القَلْبِ، وبَيْتُ الرَّجُلِ الذِي يكون فيه ج: أَنْجَاثٌ قال:
  تَنْزُو قُلُوبُ النّاسِ(٢) في أَنْجَاثِها
  والتَّنَاجُثُ: التَّبَاثُّ والتَّبَاحُث.
  والانْتِجَاث: الانْتِفَاخُ وظهُورُ السِّمَنِ في الدّابَّةِ، يقال: انْتَجَثَت الشَّاةُ، إِذا سَمِنَتْ، قال كُثَيِّرُ عَزّةَ يَصف أَتاناً:
  تَلَقَّطَها تَحْتَ نَوْءِ(٣) السِّمَاكِ ... وقد سَمِنَتْ سَوْرَةً وانْتِجاثَا
  وأَمْرٌ له نَجِيثٌ، أَي عاقِبَةُ سَوْءٍ.
  [نحث]: * نحث، بالحاءِ المهملة بعد النُّون، هذه المادّة أَهملَها المُصَنّف، والصّاغَانِيّ، وقد جَاءَ منها: النَّحِيثُ، وهو لغةٌ في النَّحِيفِ، عن كرَاع، قال ابن سِيدَهْ: وأُرَى الثاءَ فيهِ بَدَلاً من الفاءِ، والله أَعلم.
  [نعث]: نَعَثَه، كمَنَعَهَ، أَهمله الجوهريّ، وقال الصّاغَانيّ: أَخَذَه وتَنَاوَلَه، كانْتَعَثَه.
  وأَنْعَثَ في مالِه: قَدَّمَ فيه، وقيلَ: أَسْرَفَ، وقيلَ: بَذَّرَه.
  وأَنْعَثَ: أَخَذَ في الَجِهَازِ للمَسِيرِ.
(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله أمرهم كانوا، الظاهر الذي كانوا كما في اللسان».
(٢) الأصل واللسان، وفي التهذيب: قلوب القوم.
(٣) عن اللسان، وبالأصل: نوّ».