تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جيأ]:

صفحة 130 - الجزء 1

  الرجُل يَجْنَأُ⁣(⁣١) عَلَيْهَا، أَي يُكِبُّ ويَمِيلُ عليها لِيَقِيَهَا الحِجَارة. وجَنَأَت المرأَة على الوَلَد: أَكبَّت عليه قال:

  بَيْضَاء صَفْراء لم تَجْنَأْ عَلَى وَلَد ... إِلَّا لِأُخْرَى وَلَمْ تَقْعُدْ عَلَى نَارِ

  وقال ثعلب: جَنَأَ: أَكَبَّ يُكَلِّمه، وعن الأَصمعيّ: جَنَأَ يَجنَأُ جُنُوءًا إِذا انكبَّ على فَرَسه يَتَّقي [الطعْنَ]⁣(⁣٢). قال مالكُ بن نُويرة:

  ونَجَّاكَ مِنَّا بَعْدَ مَا مِلْتَ جَانِئاً ... وَرُمْتَ حِيَاضَ المَوْتِ كُلَّ مَرَامِ

  وجَانَأَ عليه وتَجَانَأَ كاجْتَنأَ إذا أَكَبَّ عليه.

  وجَنِئَ كَفرِحَ: أَشْرَفَ كَاهِلُه على صَدْرِه، فهو أَجْنَأُ بَيِّن الجَنَإِ، قاله الليث، وقيل: هو مَيْلٌ في الظَّهْر وَاحْدِيَدابٌ⁣(⁣٣)، وهي جَنْوَاءُ، قال الأَصمعي: إِذا كان مُستقيمَ الظهرِ ثم أَصَابَه جَنَأٌّ فهو أَجْنَأُ، وأَنكر الليث أَن يكون الجَنَأُ الاحْدِيدَابَ⁣(⁣٤) وعن أَبي عمرو رجل أَجْنَأُ وأَدْنَأُ، مَهموزانِ بمعنى الأَقعس، وهو الذي في صَدْرِه انكبابٌ إِلى ظَهْرِه، وظَلِيمٌ أَجْنَأُ ونَعامَة جَنْآءُ، ومن حذف الهمزَة قال جَنْوَاءُ، وأَنشد:

  أَصَكُّ مُصَلَّمُ الأُذَنَيْنِ أَجْنَا

  والْمُجْنَأُ بِالضَّمِّ: التُّرْسُ سُمِّي به لِاحْدِيدَابِهِ ( *) وَمَيْلِه، قال أَبو قَيْس بن الأَسلت:

  أَحْفِزُها عَنِّي بِذِي رَوْنَقٍ ... مُهَنَّدِ كَالمِلْحِ قَطَّاعِ

  صَدْقٍ حُسَامٍ وَادِقٍ حَدُّهُ ... وَمُجْنَاءٍ أَسْمَرَ قَرَّاعِ

  والمُجْنَأَة بِهَاءٍ: حُفْرَةُ القَبْرِ قال ساعِدَةُ بن جُؤَيَّة الهُذلِيّ:

  إِذَا مَازَارَ مُجَنَأَةً عَلَيْهَا ... ثِقَالُ الصَّخْرِ وَالخَشَبُ القَطِيلُ

  والجَنْآءُ كَحَمْراءَ: شَاةٌ ذَهَبَ قَرْنَاهَا أُخُراً عن الشيباني، وِفي العُباب: التركيب يَدلُّ على العطف على الشيء والحُنُوِّ عليه⁣(⁣٥).

  [جوأ]: يَجُوءُ بالواو لُغَةٌ في يَجِيءُ بالياء.

  وجَاءٌ بالتنوين اسمُ رَجُل ذكروه والأَشبه أَن يكون مُصَحَّفاً عن حاء، بالمهملة، كما سيأْتي.

  والجُوءَةُ بالضَّمِّ قَرْيتَانِ باليَمنِ في نَجْدِها⁣(⁣٦) أَوْ هِيَ جُؤَة كَثُبَةٍ.

  * ومما يستدرك عليه:

  الجَاءَةُ والجُؤْوَة، وهو لَوْنُ الأَجْأَى، وهو سَوادٌ في غُبْرةٍ وحُمْرةٍ⁣(⁣٧).

  * ويستدرك أَيضاً:

  [جهجأ]: جَهْجَأَه الرجلُ زجره ودَفعه، وقد جاءَ في الحديث، هكذا قال ابنُ الأَثير⁣(⁣٨)، أَراد جَهْجَههُ فأَبدَل الهمزة هاءً لِقُرْبِ المَخرج، نقلَه شيخُنَا.

  [جيأ]: جَاءَ الرجل يَجِيءُ جَيْئاً وجَيْئَةً بالفتح فيهما، والأَخير من بناء المَرّة وُضِع مَوضِع أَصْلِ المصدر للدَّلالة على مُطْلق الحَدَث ومَجِيئاً وهو شاذٌّ، لأَن المصدر من فَعَل يَفْعِل مَفْعَلٌ بفتح العين، وقد شَذَّت منه حُروفٌ فجاءَت على مَفْعِل كالمَجِيءِ والمَعيش والمَكِيل والمَصِير والمَسِير والمَحِيد والمَمِيل والمَقِيل والمَزِيد والمَعِيل والمَحيص والمَحِيض: أَتَى قال الراغب في المُفردات: المَجيء هو الحُصول. قال: ويكون في المعاني والأَعيان فـ {إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ}⁣(⁣٩) حقيقةٌ كما هو ظاهرٌ. وجاءَ كذا: فَعَله، ومنه {لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا}⁣(⁣١٠) ويرد في كلامهم لازماً ومُتعدّياً، نقله شيخنا. وحَكى سِيبويه عن بعض العرب: هو يَجِيك، بحذف الهمزة. والاسْمُ منه الجِيئَة كالجِيعَةِ بالكسر ويقال:


(١) اللسان والنهاية: يُجْنيءُ.

(٢) عن اللسان.

(٣) زيد في اللسان: وقيل: في العنق. وقال في العين (جنأ): والأجنأُ الذي في كاهله انحناء على صدره، وليس بالأحدب.

(٤) وهو ما ذهب إليه الخليل، أما في المجمل: والجنأ: الاحديداب.

(*) في القاموس: لا حَدِيدَ به وهو خطأ وأثبتا الصواب.

(٥) انظر المقاييس (جنأ).

(٦) معجم البلدان؛ الجوءة بالضم وبعد الواو الساكنة همزة، وهاء، بلد قريب من الجند من أرض اليمن، والجوءة أيضاً من قرى زبيد باليمن.

(٧) زيد في اللسان: وقيل غبرة في حمرة، وقيل كدرة في صُدْأة.

(٨) اللسان والنهاية.

(٩) سورة النصر الآية ١.

(١٠) سورة مريم الآية ٢٧.