تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ببج]:

صفحة 289 - الجزء 3

  شَيْءٌ واحدٌ، وجَعَل الكَلَامَ بَأْجاً وَاحِداً، أَي وَجْهاً واحِداً.

  ابنُ السِّكّيتِ: اجْعَلْ هذَا الشَّيْءَ بَأْجاً واحِداً، قال: ويقال أَوّلُ من تَكَلَّم بها عُثْمَانُ ¥، أَي طريقةً واحدةً، قال: ومثله⁣(⁣١) الجَأْش والفَأْسُ والكَأْسُ والرَّأْسُ.

  والبَأْج البَيَّانُ.

  وحكى المُطَرِّزيّ عن الفرّاءِ أَن العرب تقول: اجْعَل الأَمْرَ بَأْجاً واحداً، واجعله بَبّاناً واحداً، وسِماطاً واحداً، وسِكَّة واحِدةً، وسَطْراً واحداً، ورَزْدَقاً⁣(⁣٢) واحداً، وشَوْكَلاً واحداً، وهُوَّةً واحدةً، وشِرَاكاً واحداً، ودُعْبُوباً واحداً، ومَحَجَّةً واحدةً، كلّ ذلك بمعنى شَيْءٍ واحدٍ مُسْتَوٍ.

  وبَوَائِجُ الدَّهْرِ: دَوَاهِيه، وسيأْتي في ب وج.

  [ببج]: بَابَاجُ؛ كهامَانَ: اسمٌ، وهو جَدٌّ لمُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ المُحَدِّث.

  [بثج]: ابْثَأْجَّجْتُ⁣(⁣٣) أَي اسْتَرْخَيْت [وتَثَاقَلْتُ، من ابْثَأَجَ يَبْثَئِجُ ابْثِئْجَاجاً]⁣(⁣١٠)، وهو من أَبواب المزيد، مثل: احْمَارّ يَحْمَارّ، احْمَارَرْتُ، أَو هو مثل: اطْمَأَنَّ يَطْمَئنّ، اطْمَأْنَنْتُ، واطْرَغَشَّ يَطْرَغِشّ، اطْرَغْشَشْتُ، ولم يأْتِ من هذا الباب على الأصل إِلّا اسْمَأَدَّ، واصْطَخَمَّ بتشديد الميم وتخفيفها⁣(⁣٤) وتحقيقُ ذلك في بُغْيَة الآمال، لأَبي جعفر اللَّبْلِيّ.

  [بجج]: بَجَّ شَقَّ يقال: بَجَّ الجُرْحَ والقُرْحَةَ يَبُجُّهَا بَجّاً شَقَّها، وكُلّ شَقٍّ بَجٌّ، قال الرّاجز:

  بَجَّ المَزادِ مُوكَراً مَوْفُوراً

  وبَجَّ: طَعَنَ بالرُّمْحِ. ابن سيده: بَجَّهُ بَجّاً: طَعَنَه، وقيل: طَعَنَه فخَالَطَتِ الطَّعْنَةُ جَوْفُه، وقال غيره: البَجُّ: الطَّعْنُ يُخالِط الجَوْفَ ولا يَنْفُذ، يقال: بَجَجْته [أَبُجُّهُ]⁣(⁣٥) بَجّاً، أَي طَعَنْتهُ، وأَنشد الأَصمعيّ لرُؤْبَةَ:

  قَفْخاً⁣(⁣٦) على الهَامِ وبَجّاً وَخْضَا

  ومن المجاز: بَجَّ الكَلَأُ الماشِيَة بَجّاً: أَسْمَنَهَا، أَي فَتَقَهَا السِّمَنُ من العُشْب فَوَسِعَتْ لذلك خَوَاصِرُها، وهي مُبْتَجَّةٌ، هكذا من باب الافتعال.

  وفي اللّسان: انْبَجَّتِ الماشِيَةُ⁣(⁣٧) فهي مُنْبجَّةٌ، من باب الانفعال، قال جُبَيْهَاءُ الأَشْجَعِيّ⁣(⁣٨)، في عَنْزٍ له مَنَحَهَا لرَجُلٍ ولم يَرُدَّها:

  فجَاءَتْ كَأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها ... عَسالِيجُه والثّامِرُ المُتَناوِحُ

  قال ابن بَرّيّ: أَورده الجوهريّ «فَجَاءَتْ»، وصوابه «لَجَاءَتْ»⁣(⁣٩)، قال: واللّام فيه جوابُ «لَوُ» في بيتٍ قبله، وهو:

  فَلَوْ أَنّهَا طافَتْ بِنَبْتٍ مُشَرْشَرٍ ... نَفَى الدِّقَّ عنهُ جَدْبُه وهو كالِحُ

  قال: والقَسْوَرُ: ضربٌ من النّبْتِ، وكذلك الثَّامِرُ، والكالحُ: ما اسْوَدّ منه، والمُتَنَاوِحُ: المُتَقَابِلُ.

  يقول: لو رَعَتْ هذه الشَّاةُ نَبْتاً أَيْبَسَه الجَدْبُ، قد ذَهَبَ دِقُّه، وهو الّذي تَنْتَفِعُ بِه الرّاعيةُ، لجاءَت كأَنّهَا قدْ رَعتْ قَسْوَراً شديدَ الخُضْرَةِ فسَمِنَتْ عليه، حتّى شَقَّ الشَّحْمُ جِلْدَها.

  والبَجَجُ: سَعَةُ العَينِ وضَخْمُهَا بَجَّ يَبَجُّ بَجَجاً، وهو بَجِيجٌ، والأُنْثَى بَجّاءُ.

  والأَبَجُّ: الوَاسِعُ مَشَقِّ العَيْنِ، قال ذو الرُّمَّة:

  ومُخْتَلَقٍ للمُلْكِ أَبيضَ فَدْغَمٍ ... أَشَمَّ أَبَجَّ العَيْنِ كالقَمَرِ البَدْرِ

  وعَيْنٌ بَجّاءُ: واسِعةٌ.


(١) يريد أن تهمز ولا تهمز.

(٢) بالأصل «زردفا» وما أثبت عن مادة «رزدق».

(٣) الأصل والتكملة، وضبط القاموس بفتح الهمزة والجيم الأولى مشددة ضبط قلم.

(١٠) سقطت من المطبوعة الكويتية.

(٤) في المطبوعة الكويتية «وتخفيها» تحريف.

(٥) زيادة عن التهذيب واللسان.

(٦) الأصل واللسان والصحاح وديوانه، وفي التهذيب: نقخاً.

والنقاخ: الضرب على الرأس بشيء صلب، نقخ رأسه بالعصا.

(٧) عبارة اللسان: انبجت ماشيتك من الكلإ إذا فتقها السمن من العشب فأوسع خواصرها، وقد بجّها الكلأُ ...».

(٨) في التهذيب: الأسلمي. وقال ابن دريد: جبهاء الأشجعي على لفظ التكبير (غير مصغر).

(٩) في الصحاح: «لجاءت».