تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الدال المهملة مع الجيم

صفحة 364 - الجزء 3

  الأُخْرَى فَتَرْأَمُهُ، ويقال لتلك اللَّفِيفَةِ: الدُّرْجَةُ، والجَزْمُ والوَثيغَةُ⁣(⁣١).

  وعبارة المُحكمِ: والدُّرْجَةُ مُشَاقَةٌ وخِرَقٌ وغيرُ ذلك يُدْرَجُ فَيُدْخَلُ وفي نُسخة: ويُدْخَلُ في حَيَاءِ النَّاقَةِ، ونصُّ المحكم: في رَحِمِ النَّاقَةِ ودُبُرِهَا ويُشَدُّ وتُتْرَكُ أَيَّاماً مَشْدُودةَ العَيْنِ⁣(⁣٢) والأَنْفِ فيَأْخذُهَا لذلك غَمٌّ كغَمِّ⁣(⁣٣) المَخَاضِ، ثم يَحُلُّونَ الرِّباطَ عنها فيَخْرُج ذلك مِنها، ونصُّ المحكم: عنها ويُلْطَخُ به وَلدُ غَيْرِهَا فتَظُنُّ وتَرَى أَنه وَلَدُهَا.

  وعبارة الجوهريّ: فإِذا أَلْقَتْه حَلُّوا عَيْنَيْهَا وقد هَيَّئُّوا لها حُوَاراً فيُدْنُونَه إِليها فتَحْسَبه وَلَدَها فَتَرْأَمُهُ، قال: ويقال لذلك الشيءِ الذِي يُشَدُّ به عَيناها: الغِمَامَةُ، والذي يُشَدُّ به أَنْفُها: الصِّقَاعُ.

  والجَمْعُ الدُّرَجُ والأَدْرَاجُ، قال عِمْرَانُ بنُ حِطَّانَ:

  جَمَادٌ لا يُرَادُ الرِّسْلُ مِنْهَا ... ولم يُجْعَلْ لَهَا دُرَجُ الظِّئارِ

  والجَمَادُ: النَّاقَةُ الَّتي لا لَبَنَ فيها، وهو أَصْلَبُ لجِسْمِها.

  أَو الدُّرْجَةُ: خِرْقَةٌ يُوضَع فيها دَوَاءٌ فَيُدْخَلُ في حَيَائِهَا أَي النّاقَةِ، وذلك إِذَا اشَتْكَتْ مِنْه، هكذا نَصَّ عليه ابنُ منظورٍ وغيرُه فلا أَدْرِي كيفَ قولُ شيخِنَا: قد أَنكره الجَماهِيرُ. ج دُرَجٌ كصُرَدِ وقد تقدَّم الشاهِدُ عليه.

  وفي الحدِيث المَرْوِيّ في الصَّحِيحينِ وغيرِهِمَا، عن عائشةَ، ^ «كن يَبْعَثْنَ بِالدُّرْجَةِ

  بضمّ فسكونٍ، وهو مجازٌ، لأَنهم شَبَّهُوا الخِرَقَ تَحْتَشِي بها الحائضُ مَحْشُوَّةً بالكُرْسُفِ، بدُرْجَةِ النَّاقَةِ.

  وقد تقدَّمَ تفسيرُهَا، ورُوِيَ: بِالدِّرَجَةِ، كعِنَبَةٍ، قال ابنُ الأَثيرِ: هكذا يُرْوَى. وتَقَدَّمَ أَنّ واحدَها الدُّرْجَةُ بمعنَى حِفْشِ النِّسَاءِ وضَبَطَه القاضي أَبو الوليد البَاجِيُّ في شَرْحِ المُوطَّإِ بالتَّحْرِيكِ كغيرِه وكَأَنَّهُ وَهَمٌ، أَخذ ذلك من قولِ القاضِي عياضٍ، قال شيخُنَا، وإِذا ثَبتَ رِوَايةً وصَحَّ لُغَةً فلا بُعْدَ ولا تَشْكِيكَ.

  والدَّرَّاجَةُ، كجَبَّانَةٍ: الحَالُ، وهي الَّتِي يَدْرُجُ⁣(⁣٤) عَلَيْهَا الصَّبِيُّ إِذا مَشَى هكذا نصُّ عِبارةِ الجوهريّ. وقال غيرُه: الدَّرَّاجَةُ: العَجَلَةُ⁣(⁣٥) التي يَدِبُّ الشَّيخُ والصَّبِيُّ عليها.

  وهي أَيضاً الدَّبَّابَةُ التي تُتَّخَذُ وتُعْمَلُ لِحَرْبِ الحِصَار يَدْخُلُ تَحْتَهَا وفي بعض الأُمهاتِ: فيها الرِّجَالُ، وفي التّهذيب: ويقال للدَّبَّابَاتِ التي تُسَوَّى لحَرْبِ الحِصَارِ يَدْخُلُ تَحْتَهَا الرِّجالُ: [الدَّبَّابَاتُ]⁣(⁣٦) والدَّرَّاجَاتُ⁣(⁣٧).

  والدُّرْجَةُ، بالضّمّ، والدَّرَجَةُ بالتَّحْرِيك، والدُّرْجَة كهُمَزَةٍ الأَخِيرَة عن ثَعْلَبٍ وتُشَدَّدُ جِيمُ هذه، والأُدْرُجَّةُ، كالأُسْكُفَّةِ: المِرْقَاةُ التي يُتَوَصَّلُ مِنها إِلى سَطْحِ البَيْتِ.

  ووَقَعَ فُلانٌ في دُرَّجٍ، كسُكَّرٍ، أَي الأُمُور العَظِيمة الشَّاقّة.

  والدِّرِّيجُ، كسِكِّينٍ: شَيْءٌ كالطُّنْبُورِ ذُو أَوْتَارٍ يُضْرَبُ بِه، ومثلَه قال ابنُ سِيدَه.

  وَدَرَّجَني الطَّعَامُ والأَمْرُ تَدْرِيجاً: ضِقْتُ به ذَرْعاً.

  وَدَرَّجْتُ العَلِيلَ تَدْرِيجاً، إِذا أَطعَمْته شَيْئاً قليلاً⁣(⁣٨)، وذلك إِذَا نَقِهَ حتّى يَتَدَرَّجَ إِلى غَايَةِ أَكْلِه كَان قَبْلَ العِلَّةِ دَرَجَةً دَرَجَةً.

  ورُوِيَ عن أَبي الهَيثمِ: امْتَنَعَ فُلانٌ مِن كذَا وكَذَا، حتَّى أَتاه فُلانٌ ف اسْتَدْرَجَه، أَي خَدَعَهُ حَتَّى حَمَلَه علَى أَنْ دَرَجَ في ذلك.

  واسْتَدْرَجَه: رَقَّاهُ، وأَدْنَاهُ منه على التَّدْرِيج، فتَدَرَّجَ هو كدَرَّجَه إِلى كذا تَدْرِيجاً: عَوَّدَه إِيّاه كأَنَّما رَقَّاه مَنزِلَةً بعد أُخْرَى، وهذا مَجاز.

  وعن أَبي سعيدٍ: اسْتَدْرَجَه كَلامِي أَي أَقْلَقَهُ حتَّى تَرَكَه يَدْرُجُ على الأَرْضِ، قال الأَعشى:


(١) عن التهذيب، وبالأصل واللسان عن التهذيب: الوثيقة. خطأ. وفي القاموس (وثغ): وثيغة هي الدرجة تتخذ للناقة:

(٢) اللسان: العينين.

(٣) اللسان: مثل غمِّ.

(٤) الصحاح: «يُدرَّج» وفي التهذيب: «يَدرَج» وفيه أول ما يمشي.

(٥) قوله العجلة صحيح لغة واستعمالاً هنا، وهي على كل حال تسمية مجازية لما فيها من العجلة أي السرعة.

(٦) زيادة عن التهذيب واللسان.

(٧) عن التهذيب واللسان والتكملة، وبالأصل «والدارجات» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله الدارجات، كذا في النسخ، والذي في اللسان والتكملة: «الدراجات».

(٨) في التهذيب زيد: من الطعام، ثم زدته عليه قليلاً.