تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شرج]:

صفحة 413 - الجزء 3

  الصّحاحِ: انْشِقاقٌ في القَوْس وقد انْشَرَجَت: إِذا انشَقَّتْ، عن ابن السِّكِّيت.

  والشَّرْجُ: الفِرْقَةُ، وهما شَرْجَان. يقال: أَصْبَحوا في هذا الأَمرِ شَرْجَينِ: أَي فِرْقَتَيْنِ. وفي الحديث⁣(⁣١): «فأَصْبَحَ النَّاسُ شَرْجَيْنٍ، في السَّفَر»، أَي نِصْفَيْنِ، نِصْفٌ صِيَامٌ، ونِصْفٌ مَفَاطِيرُ والشَّرْجُ: مَسيلُ ماءٍ من الحَرَّةِ إِلى السَّهْل كالشَّرْجَة. وج أَي جمعهما شِرَاجٌ، بالكسر، وشُروجٌ، بالضَّمّ والشَّرْج: الشِّرْكَةُ والمَزْجُ، قاله الزمخشريّ في الأَساس⁣(⁣٢). والجَمْعُ والكَذِبُ، الأَخيرُ إِمّا لُغة في المُهْملة وقد تَقَدَّم، أَو مُصَحَّفٌ منه.

  والشَّرْجُ: شَدُّ الخَريطةِ، كالإِشْرَاجِ والتَّشْرِيجِ. قال أَبو زيد: أَخْرَطْت الخَرِيطةَ وشَرَّجْتُها وأَشْرَجْتها: شَدَدْتها.

  والشَّرْجُ: المِثْلُ، كالشَّرِيج تقول: هذا شَريجُ هذا، أَي مِثلُه، والشَّرْجُ: النَّوْع والضَّرْب. وهما شَرْجٌ واحدٌ.

  والشّرْجُ: نَضْدُ اللَّبِن ككَتِف. وفي الصّحاح: وشَرَجْت اللَّبِنَ شَرْجاً: نَضَدْتُه. وفي نسخةٍ اللَّبْن، بكسر اللام. وفي اللسان: وشَرَّجَ اللَّبِنَ: نَضَدَ بعضَه إِلى بعضٍ. وكلُّ ما ضُمَّ بعضُه إِلى بعضٍ فقد شُرِجَ وشُرِّجَ.

  والشَّرْجُ: وادٍ باليمن.

  وفي المثل: «أَشْبَهَ شَرْجٌ شَرْجاً لو أَنَّ أُسَيْمراً». كذا في الصّحاح. ووجدْت على حاشيته ما نصُّه: هذا المثَلُ يُضْرَب للأَمْرَينِ يَشْتبِهان ويَفترقانِ في شيْءٍ، وذَكرَ أَهلُ الباديةِ أَن لُقْمانَ بن عادٍ قال لابنه لُقَيمٍ: أَقِمْ هاهنا حتى أَنطلِقَ إِلى الإِبلِ. فنَحَر لُقَيمٌ جَزوراً فأَكلَها ولم يَخْبَأْ لِلُقمانَ شيئاً. فكرِه لائمتَه، فحَرَّقَ ما حولَه من السَّمُر الذي بشَرْج - وشَرْجٌ: وادٍ - لِيَخْفَى المَكَانُ. فلمَّا جاءَ لُقْمَانُ جعلَت الإِبلُ تُثيرُ الجَمْرَ بأَخْفافِهَا. فعرَف لقمانُ المكانَ، وأَنكرَ ذَهَابَ السَّمُر، فقال: أَشْبَه شَرْجٌ شَرْجاً لو أَن أُسَيْمِراً». وأُسَيْمرٌ تصغير أَسْمُرٍ، وأَسْمُرّ جمع سَمُرٍ. وذكر ابنُ الجَوالِيقي في تفسير هذا المثل خلافَ ما ذَكرنا هنا⁣(⁣٣).

  وفي الصّحاح: قال يَعقُوبُ: شَرْجٌ: ماءٌ لبني عَبْسٍ⁣(⁣٤).

  وسَعْدُ بنُ شِرَاجٍ، ككِتَاب، مُحَدِّثٌ مُقْرِيءٌ فَرْدٌ.

  وزَيدُ بنُ شَرَاجَةَ⁣(⁣٥)، كسَحَابَة: شيخٌ لعَوْفٍ الأَعْرَابيّ.

  وزُرْزُورُ - بالضمّ - بنُ صُهَيبٍ مولَى آلِ جُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ الشَّرْجِيّ مُحَدِّثٌ صالِحٌ، روى عن عَطَاءٍ، وعنه ابنُ عُيَينَةَ، منسوبٌ إِلى الشَّرْجةِ: مَوْضِعٍ بمكَّةَ.

  وشَرْجُ العَجوزِ - في حديثِ كَعْبِ بن الأَشْرَفِ -: ع، بقُرْبِ المَدِينةِ على ساكِنِها أَفضلُ الصلاةِ وأَتمّ التسليمِ.

  والشَّرِيجةُ: شيْءٌ يُنسَجُ من سَعَف النَّخْلِ يُحمَلُ فيهِ البِطِّيخُ ونَحْوُه، كذا في الصّحاح. والشَّريجةُ: قَوْسٌ تُتَّخَذُ من الشَّريجِ والشَّرِيجُ اسمٌ للعُودِ الّذِي يُشقّ فلْقَيْنِ. وفي اللسان: الشَّريجُ: العُودُ يُشَقُّ منه قَوْسَان، فكلَّ واحدة منهما شَرِيجٌ. وقيل: الشَّريجُ: القَوسُ المُنْشَقَّة، وجمعها شَرَائِجُ. قال الشَّمّاخ:

  شرائِجُ النَّبْعِ بَرَاهَا القَوّاسْ

  وقال اللِّحْيَانيّ: قوسٌ شَريجٌ: فيها شَقٌّ وشِقٌّ. فوصفَ بالشَّريجِ، عَنَى بالشَّقّ المَصدَرَ، وبالشِّقّ الاسمَ. والشَّرَجُ: انشقاقُها. وقيل: الشَّرِيجةُ من القسِيّ: الّتي ليستْ من غُصْن صَحيحٍ مثل الفِلْق. وعن أَبي عمرٍو: من القِسِيِّ الشريجُ، وهي التي تُشَقُّ من العُودِ فِلْقَتينِ، وهي القَوْسُ الفِلْقُ⁣(⁣٦) أَيضاً. وقال الهُذَلِيّ:

  وشَرِيجَةٌ جَشّاءُ ذَاتُ أَزاملٍ ... يُخْظِي الشِّمَالَ بِها مُمَرٌّ أَمْلَسْ

  يعني القَوْسَ يُخْظِي: يُخرِجُ لَحْمَ السّاعِد بشِدّةِ النّزْعِ حتى يكتنِزَ السّاعِدُ.

  والشَّرِيجةُ جَدِيلةٌ من قَصَب تُتَّخَذ للحَمَامِ.

  الشَّريجةُ: العَقَبَةُ التي يُلْصَق بها رِيشُ السَّهْمِ.

  وعليُّ بنُ محمدِ الشَّرِيجيّ: مُحَدِّث.


(١) في النهاية: وفي حديث الصوم: فأمرنا رسول الله بالفطر فأصبح.

(٢) عبارة الأساس: شرج الشيء: مزجه.

(٣) أنظر ما ذكره التهذيب واللسان في شرح المثل، باختلاف النصين عما ذكر بالأصل.

(٤) ومثله في التهذيب.

(٥) في التكملة شراجة بالضم.

(٦) عن التهذيب واللسان، وبالأصل «للفلق».