تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فوج]:

صفحة 463 - الجزء 3

  [فندرج]: فُنْدُورَجُ⁣(⁣١)، من قُرَى نَيْسَابورَ، ومنها أَبو الحَسن عليُّ بنُ نَصر بن محمّد بن عبد الصّمد الأَديب، سمع أَبا بكرٍ عبدَ الغافر السّيّوري⁣(⁣٢)، وعنه أَبو سَعْد السّمعانيّ، وكتب الإِنشاءَ بديوان السُّلطان.

  [فنزج]: الفَنْزَجُ والفَنْزَجَةُ: النَّزَوَانُ. وقيل: هو اللَّعِبُ الذي يُقَال له الدَّسْتَبَنْد، يُعْنَى به رَقْصُ المَجوس. وفي الصّحاح رَقْصٌ للعَجَم يَأْخُذ بَعضهم بيَدِ بَعضٍ⁣(⁣٣)، مُعرب پَنْچَهْ وأَنشد قول العجّاج:

  عَكْفَ النَّبِيطِ يَلعبونَ الفَنْزَجَا

  وقال ابن السِّكّيت: هي لُعْبة لهُم تُسَمَّى بَنْجَكان، بالفارِسية، فعُرِّب. وعن ابن الأَعْرَابيّ: الفَنْزَجُ: لَعِبُ النَّبِيطِ إِذا بَطِرُوا. وقيل: هي الأَيّامُ المُسْتَرَقَةُ في حِسابِ الفُرْسِ.

  [فوج]: الفَوْجُ والفائِج: القَطِيعُ من النّاس. وفي الصّحاح والنّهَايَة: الجَمَاعَة من النّاس. وقيل: أَتباعُ الرُّؤساءِ. ومن سَجَعات الأَساس: وأَقبلوا فَوْجاً [فوْجاً]⁣(⁣٤) يَمُوجُ بهم الوادِي مَوْجاً. ج فُؤُوجٌ، حكاه سيبويه، وأَفْوَاجٌ، وجج، أَي جمعُ الجمع أَفاوِجُ، ويقال: أَفَائِجُ وأَفاوِيجُ.

  وفَاجَ المِسْكُ: سَطَعَ. وفَاجَ: مِثْل فَاحَ، قال أَبو ذُؤَيب:

  عَشِيَّةَ قامتْ في الفنَاءِ كأَنّهَا ... عَقِيلَةُ سَبْيٍ تُصْطَفَى وتَفوجُ

  وصُبَّ عَلَيْهَا الطِّيبُ حتى كأَنّها ... آسِيٌّ علَى أُمِّ الدِّماغِ حَجِيجُ

  وفاجَ النَّهَارُ: إِذا بَرَدَ، وهذا على المَثل.

  وأَفَاجَ: أَسْرَعَ، وعَدَا، قال الراجز يَصف نَعْجَةً:

  لا تَسْبِقُ الشَّيْخَ إِذا أَفَاجَا

  قال ابن بَرِّيّ: الرَّجز لأَبي محمد الفَقْعَسِيّ، وقَبْلَه:

  أَهْدَى خَليلي نَعْجَةً هِمْلاجَا⁣(⁣٥)

  وقيل: أَفاجَ القَوْمُ في الأَرضِ: ذَهَبُوا وانْتَشَروا. وأَفاج في عَدْوِه: أَبْطأَ؛ كذا في اللسان⁣(⁣٦) وأَفاج، إِذا أَرْسَلَ الإِبلَ على الحَوْضِ قِطْعَةً قِطْعةً.

  والفَائِجَةُ من الأَرض: مُتَّسَعُ ما بينَ كلِّ مُرْتَفِعَيْن من غِلَظٍ أَو رَمْلٍ، وهو مذكورٌ في فيج أَيضاً. وعن ابن شُمَيْلٍ: الفائجةُ كهيْئةِ الوادِي بين الجَبَلَيْن أَو بين الأَبرَقَيْن كهيئةِ الخَلِيفِ، إِلّا أَنّها أَوسَعُ، والجمعُ فَوَائِجُ. والفائجة: الجماعَة، كالفَوْجِ.

  والفَيْجُ: رَسولُ السُّلطانِ على رِجْلِه، فارِسيّ مُعَرَّبُ بَيْكَ والجمع فُيُوجٌ، ومثلُه في معرّب ابنِ الجَوالِيقيّ وزاد: وليس بعربيّ صحيحٍ. وفي النِّهاية: الفَيْج: المُسْرعُ في مَشْيِه الذي يَحْمِل الأَخبارَ من بَلدٍ إِلى بَلدٍ. وفي العُبَاب: الفَيْج: الذي يُسمِّيه أَهلُ العراقِ الرِّكاب والسَّاعي؛ نَقَله الطِّيبيّ أَوَّلَ البقرةِ، نقله شيخنا. ثم قال: هو ثابتٌ عند كَثِيرٍ، وأَهملَه المصنّفُ تقصيراً. قلت: المصنّف لم يُهمِله لأَنه لما صرَّحَ بتَعْرِيبه ظَهَر معناه لشُهْرتِه عندهم. والفَيْج أَيضاً: الجماعَةُ من النَّاس كالفَوْجِ، والفائجةِ، جاءَ في شعرِ عَدِيّ بن زيدٍ:

  وَبَدَّلَ الفَيْجَ بالزَّرافَةِ وال ... أَيَّامُ خُونٌ جَمٌّ عَجَائبُهَا

  قال العَلّامة ابنُ لُبّ: الفَيْجُ، في قوله هذا: المُنْفَرِدُ في مَشْيِه، والزَّرافةُ: الجَماعةُ. قال شيخُنا: وإِذا صحّ النَّقْلُ كَان من الأَضداد.

  وأَبو المعالي أَحمدُ بنُ الحَسنِ⁣(⁣٧) بنِ أَحمدَ بن طاهرٍ الفَيْجُ، بغداديّ، عن أَبي يَعْلَى بن الفَرّاءِ، وأَبي بكرٍ الخَطيب، وعنه أَبو الحُسين هِبةُ الله بن الحسن الأَمين⁣(⁣٨) الدِّمشقيّ، مات في رجب سنة ٥١٣، [وهِبَةُ اللهِ الفَيْجُ]⁣(⁣٩) وأَبو رَشيدٍ الفَيْجُ، وأَحمدُ بنُ محمّدٍ الأَصْبَهَانيّ ابن الفَيْج⁣(⁣١٠)، مُحَدِّثُون.


(١) في اللباب لابن الأثير: «فَنْدُور» وفي معجم البلدان فكالأصل.

(٢) في اللباب لابن الأثير: الشيروي.

(٣) في الصحاح: يأخذ فيه بعضٌ بيد بعضٍ.

(٤) زيادة عن الأساس.

(٥) في اللسان: قال (يعني ابن بري): والأصل في الهملاج أنه البرذون. والهملجة سيره، فاستعاره للنعجة. والمشهور في رجزه: أعطى عقال نعجة ... وهو اسم رجل.

(٦) العبارتان في اللسان في مادة «فيج».

(٧) القاموس: «حسن» وفي اللباب لابن الأثير فكالأصل.

(٨) عن اللباب، وبالأصل: الأمير.

(٩) زيادة عن القاموس، وأشار إليها بهامش المطبوعة المصرية.

(١٠) بالأصل: «ابن أبي الفيج» وما أثبت عن القاموس.