تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

(فصل اللام) مع الجيم

صفحة 471 - الجزء 3

  ومن المجاز: اللُّجّ السَّيْفُ، تَشبيهاً بلُجِّ البَحْر.

  وفي حديث طَلْحةَ بن عُبيد⁣(⁣١): «إِنهم أَدخلوني الحَشَّ وقَرَّبوا فوَضَعُوا اللُّجَّ على قَفَيَّ» قال ابن سيده: فأَظنّ أَنّ السَّيف إِنما سُمِّيَ لُجًّا في هذا الحديث وَحدَه. وقال الأَصمعيّ: نُرَى أَنّ اللُّجَّ اسْمٌ يُسَمَّى به السَّيفُ، كما قالوا: الصَّمْصامَةُ، وذو الفَقَار ونَحْوه. قال: وفيه شَبَهٌ بلُجّه البَحر في هَوْلِه. ويقال: اللُّجُّ: السَّيفُ، بلغة طَيَّئٍ. وقال شَمِرٌ، قال بعضُهم: اللُّجُّ: السَّيْفُ، بلُغة طَيِّئٍ. وقال شَمِرٌ، قال بعضُهم: اللُّجّ: السَّيْفُ، بلُغة هَذَيل وطَوائفَ من اليَمن.

  واللُّجّ: جانبُ الوادِي، وهو أَيضاً المَكانُ الحَزْنُ من الجَبَل دُونَ السَّهل.

  واللُّجُّ: سَيْفُ عَمْرِو بن العَاص بن وائلٍ السَّهْميّ. إِنْ صَحَّ فهو سَيْفُ الأَشْتَرِ النَّخَعيّ، فقد نَقَل ابنُ الكَلْبيّ أَنه كان للأَشْتر سَيْفٌ يُسمِّيه اللُّجَّ واليَمَّ، وأَنشد له:

  ما خانَني اليَمُّ في مَأْقِطٍ ... ولا مَشْهدٍ مُذْ شَدَدْتُ الإِزَارَا⁣(⁣٢)

  ويروى: ما خَانني اللُّجُّ.

  واللَّجَّةُ، بالفتح: الأَصواتُ والضَّجَّةُ. و في حديث عِكْرمَة: «سَمِعْت لهم لَجَّةً بآمينَ» يعني أَصواتَ المُصلِّينَ.

  واللَّجَّةُ: الجَلَبَةُ وقد تكون اللَّجّةُ في الإِبل. وقال أَبو محمّدٍ الحَذْلَميّ:

  وجَعَلتْ لَجَّتُها تُغَنِّيه

  يعني أَصواتَها، كأَنّها تُطْرِبُه وتَسْتَرْحِمه ليُوْرِدَها الماءَ.

  وفي الأَساس: ومن المجاز: وكأَنه يَنظُر بمثْل اللُّجَّتَيْن.

  اللُّجّة بالضّمّ: المِرْآةُ. وتُطْلَقُ على الفِضَّة أَيضاً، على التَّشبيه.

  ولَجَّجَ السَّفِينُ تَلْجيجاً: خاضَ اللُّجَّةَ. ولَجُّوا: دخلوا في اللُّجِّ. وأَلجَّ القَوْمُ ولَجَّجُوا: رَكِبوا اللُّجَّةَ. وفي شِعر حُمَيدِ بنِ ثَوْرٍ:

  لا تَصْطَلِي النّارَ إِلّا مِجْمَراً أَرِجاً ... قد كَسَّرَتْ مِنْ يَلَنْجُوجٍ له⁣(⁣٣) وَقَصَا

  يَلَنْجُوجُ ويَلَنْجَجُ وأَلَنْجَجُ، بقلب الياءِ أَلفاً والأُلَنْجُوجُ واليَلَنْجَجُ والأَلَنْجَجُ واليَلَنْجوجُ والأَلَنْجيجُ واليَلَنْجُوجيّ، على ياءِ النِّسبة: عُودُ الطِّيبِ، وهو البَخُور، بالفتح: ما يُتبخَّرُ به. قال ابن جنِّي: إِنْ قيلَ لك: إِذا كان الزائد إِذا وَقَعَ أَوَّلاً لم يكن للإِلحاق، فكيف أَلحقوا بالهمزة في أَلَنْجَج، والياءِ⁣(⁣٤) في يَلَنْجَج، والدّليل على صِحَّةِ الإِلحاق ظُهورُ التَّضعيف؟ قيل: قد عُلِم أَنّهم لا يُلحِقون بالزّائد من أَوَّل الكلِمةِ، إِلّا أَن يكون معه زائدٌ آخَرُ، فلذلك جازَ الإِلحاقُ بالهمزة والباءِ في أَلَنْجَج ويَلَنْجَج، لمّا انضم إِلى الهمزة والياءِ النُّونُ⁣(⁣٥)؛ كذا في اللّسان. وقال اللّحيانيّ: عُودٌ يَلَنْجُوجٌ وأَلَنْجُوجٌ وأَلَنجِيجٌ، فوَصَفَ بجميع ذلك. وقد ذَكَرَ هذه الأَوزانَ ابنُ القطّاع في الأَبنية، فراجِعْها. وهو نافِعٌ للمَعِدَةِ المَسْترْخِيةِ أَكْلاً، ومن أَشهر مَنافِعه للدّماغ والقَلْب بَخُوراً وأَكْلاً.

  واللَّجْلَجَةُ: اختلاطُ الأَصواتِ:

  والْتَجَّت الأَصواتُ: ارتفَعَتْ ف اختَلَطَتْ.

  والمُلْتَجَّةُ من العُيون: الشَّديدةُ السَّوادِ.

  وكأَنّ عَيْنَه لُجَّةٌ، أَي شديدةُ السَّوادِ. وإِنّه لشديدُ الْتجاجِ⁣(⁣٦) العَيْنِ: إِذا اشتَدّ سَوادُهَا.

  ومن المجاز: المُلْتَجَّة من الأَرَضينَ: الشَّديدةُ الخُضْرةِ، يقال: الْتَجَّت الأَرْضُ: إِذا اجتمَع نَبْتُها وطالَ وكَثُرَ. وقيل: الأَرضُ المُلَتجَّةُ: الشَّديدةُ الخُضْرةِ، الْتَفَّتْ أَو لم تَلْتَفَّ. وأَرْضٌ بَقْلُها مُلْتَجٌّ: مُتكاثِفٌ.

  وأَلَجَّ القَوْمُ: إِذا صاحوا.

  ولَجَّ القَومُ وأَلَجَّوا: اختلَطَتْ أَصواتُهم.


(١) كذا بالأصل واللسان هنا «عبيد» وهو خطأ وصوابه «عبيد الله» وهو صحابي مشهور، يسمى طلحة الخير وطلحة الجود، وهو أحد الستة أصحاب الشورى.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله ما خانني كذا في اللسان أيضاً وقد دخله الخرم».

(٣) بالأصل «لها» والمثبت عن الصحاح واللسان.

(٤) في اللسان: وبالياء.

(٥) عن اللسان، وبالأصل «والنون».

(٦) عن التهذيب واللسان، وبالأصل: «الجاج».