تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لمهج]:

صفحة 476 - الجزء 3

  قال أَبو حَنيفةَ: قال أَبو زيد: لا أَعرف اللَّمْجَ إِلَّا في الحَمير. قال: وهو مِثْلُ اللَّمْسِ أَو فَوْقَه.

  واللَّمْجُ: الجِمَاعُ. يقال: لَمَجَ المَرأَةَ: نَكَحَها. وذكَرَ أَعرابيٌّ رجُلاً فقال: مالَه، لَمَج أُمَّه - فَرفَعوه إِلى السُّلطان.

  فقال: إِنّما قلت: مَلَجَ أُمَّه. فخَلَّى سبيلَه. مَلَجَ أُمَّه: رَضَعَها.

  والمَلامِجُ: المَلاغِمُ وما حَوْلَ الفَمِ قال الراجز:

  رأَتْه شَيْخاً حَثِرَ المَلَامِجِ

  واللَّمَاجُ، كسَحَاب: أَدْنَى ما يُؤْكَل. وقولُهم: ما ذُقْتُ شَمَاجاً⁣(⁣١) ولا لَمَاجاً، وما تَلمَّجْتُ عنده بلَمَاجٍ، أَي ما ذُقْت شيئاً. واللَّمَاجُ: الذَّوَاقُ، وقد يُصْرَف في الشَّرَابِ.

  وما تَلمَّجَ عندهم بلَمَاجٍ ولَمُوجٍ ولُمْجَةٍ، أَي ما أَكَلَ.

  اللُّمْجَة، بالضّمّ. ما يُتَعلَّل به قَبلَ الغَدَاءِ⁣(⁣٢).

  وقد لَمَّجَه تَلْميجاً ولَهَّنَه، بمعنًى واحدٍ. وهو مما رُدّ به على أَبي عُبيد في قوله: لَمَجْتُهم⁣(⁣٣). وتَلمَّجَها:⁣(⁣٤) أَكَلها قال أَبو عَمروٍ: التَّلَمُّجُ: مثلُ التَّلمُّظِ. ورأَيته يَتلَمَّجُ بالطَّعام: أَي يَتلمَّظُ. والأَصمعيُّ مِثله.

  واللَّسجُ: الكثيرُ الأَكْل. واللَّمِيجُ: الكَثيرُ الجماعِ، كاللّامِج وقد لَمَجَها.

  ورجُلٌ سَمْجٌ لَمْجٌ، بالتسكين وسَمِجٌ لَمِجٌ، بالكسر، وسَمِيجٌ لَمِيجٌ، إِتباعُ، أَي ذَوّاقٌ؛ حكاه أَبو عُبيدةَ، كذا في الصّحاح⁣(⁣٥).

  ومن زياداته: رُمْحٌ مُلَمَّج مُمَرَّنٌ أَي مُمَلَّسٌ⁣(⁣٦).

  [لمهج]: لَبَنٌ سَمْهَجٌ لَمْهَجٌ، أَي دَسِمٌ حُلْوٌ، وقد تقدّم في سمهج.

  [لنج]: وذكر هنا ابن منظور في اللّسان «لنج» وأَورد عن اللِّحيانيّ وابن السِّكِّيت، اليَلَنْجُوج ولُغاته،؛ وقد تَقدَّم بيانُه.

  [لهج]: لَهِجَ به، أَي بالأَمر، كفَرِحَ، لَهَجاً - محرَّكةً - ولَهْوَجَ وأَلْهَجَ: أُغْرِيَ به وأُولِعَ فثابَرَ عليه واعتادَه.

  وأَلْهَجْتُه به. ويقال: فُلانٌ مُلهَجٌ بهذا الأَمْرِ: أَي مُولعٌ به. وأَنشد:

  رَأْساً بتَهْضَاضِ الأَمور مُلْهَجَا⁣(⁣٧)

  واللهَجُ بالشْيءِ: الوَلُوعُ به⁣(⁣٨).

  وأَلْهَجَ زيدٌ: إِذا لَهِجَتْ فِصَالُه بِرِضَاعِ أُمّهاتِها فيَعْمَل عند ذلك أَخِلَّةً يَشُدُّها في الأَخْلافِ لئلّا يَرْتضِعَ الفَصيلُ.

  قال الشَّمّاخُ يَصف حِمارَ وَحْشٍ:

  رَعَى بَارِضَ الوَسْمِيِّ حَتَّى كأَنَّمَا ... يَرَى بسَفَى البُهْمَى أَخِلَّةَ مُلْهَجِ

  في اللسان: وهذه «أَفْعَلَ» التي لإِعْدامِ الشيْءِ وسَلْبِه.

  قال أَبو منصور: المُلْهِج: الرّاعي الذي لَهِجَتْ⁣(⁣٩) فِصالُ إِبلِ بأُمّهاتِها فاحتاجَ إِلى تَفْليكها وإِجْرارها. يقال: أَلْهَجَ الرَّاعي صاحب⁣(⁣١٠) الإِبل فهو مُلْهِجٌ. والتَّفْليكُ: أَن يَجَعَلَ الرَّاعي من الهُلْب مثْلَ فَلْكَةِ المِغْزَل، ثم يُثْقَبَ لِسانُ الفَصيل فيُجعَلَ⁣(⁣١١) فيه لئلّا يَرْضَعَ. والإِجرارُ: أَن يُشَقَّ لِسانُ الفَصيلِ لئلّا يَرْضَع، وهو البَدْحُ⁣(⁣١٢) أَيضاً. وأَما الخَلُّ: فهو أَن يَأْخُذَ خِلَالاً فيجعَلَه فوقَ أَنْفِ الفَصيل يُلْزِقه به⁣(⁣١٣)، فإِذا ذَهَب يَرْضَع خِلْفَ أُمِّه أَوْجَعها طَرَفُ الخِلال، فزَبَنَتْه عن نَفْسها⁣(⁣١٤). ولا يقال: أَلْهَجْتُ الفَصيلَ، إِنّما يقال: أَلْهَجَ الرَّاعي، إِذا لَهِجَتْ فِصالُه. وبيت الشَّمَّاخ حُجَّةٌ لما وَصَفْته ... والبارِضُ⁣(⁣١٥): أَوّلُ النَّبْتِ حتى بَسَقَ وطَال، ورَعَى البُهْمَى فَصارَ سَفَاها كأَخِلَّةِ المُلْهِجِ فتَركَ رَعْيَها. قال الأَزهريّ: هكذا أَنشدَه المُنْذِريّ، وذكر أَنّه عَرَضَه على أَبي


(١) الشماج: النبات الذي لا يتنوق في مضغه كما يشمج الخياط.

(٢) في التهذيب واللسان بكسر الغين.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: قوله لمجتهم أي بالتخفيف.

(٤) في القاموس: وتلمج.

(٥) ومثله في التهذيب قال: كل ذلك حكاه اللحياني.

(٦) ورد في التكملة: رمحٌ مملّج، أي ممرّن مملّس.

(٧) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله الأمور، في اللسان الرؤوس بدل الأمور» ومثله في التهذيب، ونسب الرجز فيه للعجاج.

(٨) ضبطت في اللسان بضم الواو، وأهمل ضبطها في الصحاح.

(٩) الأصل واللسان، وفي التهذيب: هاجت.

(١٠) التهذيب واللسان: وصاحب.

(١١) الأصل واللسان، وفي التهذيب: فيجعله.

(١٢) الأصل واللسان، وفي التهذيب: البَذْج.

(١٣) في التهذيب: فيلزقه بأنف الفصيل طولاً.

(١٤) الأصل واللسان، وفي التهذيب: عن ضرعها.

(١٥) في التهذيب: أول ما نبت إلى أن يبس سَفَا ذلك البارض فكرهه ليبسه. وما في اللسان، نقلاً عن الأزهري، فكالأصل.