تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نزج]:

صفحة 497 - الجزء 3

  الأَوّلُ فيُمْخَض⁣(⁣١) فيخْرُجُ منه زُبْدٌ رَقيقٌ. وقال غيره: هو النَّخِيجُ، بغير هاءٍ. وزاد في الصّحاح: ويقال النَّجِيخَة، بتقديم الجيم، ولا أَدري ما صِحَّته.

  * وممّا يستدرك عليه:

  فُلانٌ مَيمونُ العَريكةِ والَّنخيجَةِ والطَّبيعةِ، بمعنًى واحدٍ.

  [نرج]: النَّوْرَجُ: سِكَّةُ الحَرَّاثِ، كالنَّيْرَجِ، بالفتح أَيضاً؛ كذا في نوادر الأَعراب.

  والنَّوْرَجُ السَّرَابَ يُظَنّ أَنه ماءٌ وليس بماءٍ، من النوادر.

  ونرج: دَاسَ الطَّعامَ بالنَّيْرَجِ.

  والنَّوْرَجُ، والنُّورَجُ، الأَخيرة يمانِيَة، ولا نَظيرَ له، كلّ ذلك ما يُداسُ به الأَكْداسُ، جمع كُدْسٍ، وهي الصُّبْرَةُ الكَبيرةُ من الزَّرْع، من خَشبٍ كانَ أَو حَديدٍ، بيانٌ لما يُداسُ به. وفي سِفْر السَّعادة: النَّيْرَجُ: هذا الّذي يُدْرَسُ به الحَبُّ، من حديدٍ وخَشبٍ، والجمعُ النَّوارِجُ، قال:

  أَيَا لَيتَ لي نَجْداً وطِيبَ تُرابِها ... وهذا الذي تَجْرِي عليه النَّوارِجُ

  والنَّوْرَجَة والنَّيْرَجَة: الاختلافُ إِقْبالاً وإِدْباراً، وكذا النَّوْرَجَةُ في الكلامِ: وهي النَّميمةُ والمَشْيُ بها.

  ومن ذلك قيل: النَّيْرَجُ: النَّمّامُ. والنَّيْرَجُ: النَّاقةُ الجَوَادُ لسُرْعتها في عَدْوِها.

  وفلانٌ عَدَا عَدْواً نَيْرَجاً، أَي بسُرعةٍ وتَردُّدٍ، يقال أَقْبَلَت الوَحْشُ والدّوَابُّ نَيْرَجاً، وهي تَعْدُو نَيْرَجاً: وهي سُرْعَةٌ في تَردُّد. وكلُّ سريعٍ نَيْرَجٌ. قال العَجّاجُ:

  ظَلَّ يُبارِيها وظَلَّتْ نَيْرَجا⁣(⁣٢)

  ومن المجاز: نَيْرَجَها: جامَعَها.

  وعن الليث: النِّيرَنْجُ، بالكسر، هكذا في سائر النُّسخ، والمنقول عن نَصِّ كلامِ الليث: النِّيرَجُ، بإِسقاط النون الثانية⁣(⁣٣): أُخَذٌ، بضمٍّ ففتح⁣(⁣٤) كالسِّحْر، وليس به، أَي ليس بحقيقتِه ولا كالسِّحر، إِنّما هو تَشْبيهٌ وتَلْبيسٌ، وهي النِّيرَنْجِيّات.

  والنّارَنْج: ثَمَرٌ، م، فارسيّ مُعَرَّبُ نارَنْك، أَنشد شيخنا قال: أَنشدنا الإِمام محمد بن المسناويّ:

  وشَادِنٍ قُلتُ له صِفْ لنا ... بُسْتانَنا الزّاهِي ونارَنْجَنَا

  فقَالَ لي: بُستَانُكم جَنّةٌ ... ومَنْ جَنَى النَّارَنْجَ ناراً جَنَى

  وأَنشدنا شيخنا نورُ الدّين محمد القَبُولِيّ المُتوفَّى بحضرةِ دِهْلِي سنة ١١٥٩:

  إِنّ في بُسْتانِنا نارَنْجَنا ... مَنْ جَنَى نارَنْجنَا ناراً جَنَى

  * ومما يستدرك على المصنّف:

  ريح نَيْرَجٌ ونَوْرَجٌ: عاصِفٌ. وامرأَةٌ نَيْرَجٌ: داهِيةٌ مُنْكَرَةٌ، كلاهما من نوادر الأَعراب. والنَّيْرَجُ: ضَرْبٌ من الوَشْيِ؛ من سِفرْ السّعادة.

  ونَارجَةُ قَريةٌ كبيرةٌ بالأَندلس من أَعمال مالَقَة.

  [نزج]: نَزَجَ، بالزّاي بعد النُّون: رَقَضَ، عن ابن الأَعرابيّ.

  وقال غيره: النَّيْزَجُ بالفتح: جَهَازُ المَرأَةِ إِذا كان نَازِيَ البَظْرِ طَويلَه، وأَنشد:

  بذاك أَشْفِي النَّيْزَجَ الخِجَامَا

  [نسج]: نَسَجَ الحائكُ الثَّوْبَ يَنْسِجُه، بالكسر، ويَنْسُجه، بالضّمّ، نَسْجاً. فانْتَسَجَ. والنَّسْجُ معروفٌ.

  ونَسَجَت الرِّيحُ الوَرَقَ والهَشِيمَ: جَمَعَتْ بَعْضهُ إِلى بَعْضٍ.

  قيل: ونَسَجَ الحائكُ الثَّوْبَ، من ذلك، لأَنه ضَمَّ السَّدَى إِلى اللُّحْمة فهو ناسِجٌ⁣(⁣٥)، وصَنْعَتُه النِّسَاجةُ، بالكسر،


(١) الأصل واللسان، وفي التهذيب: «فيتمخض» ومثله في الصحاح.

(٢) روايته في ديوانه ص ١٠.

فراح يحدوها وراحت نيرجا

(٣) ومثلها في التهذيب واللسان.

(٤) كذا بالأصل والتهذيب واللسان. وضبطت في القاموس «أَخْذٌ» جميعها ضبط قلم.

(٥) في القاموس والتهذيب واللسان: نسَّاج.