تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نمذج]:

صفحة 503 - الجزء 3

  نُفُجُ الحَقيبةِ بَضِّةُ المُتجَرَّدِ

  وفي الحديث في صفة الزُّبَير «أَنه كان نُفُجَ الحَقِيبةِ»، أَي عظيمَ العَجُزِ.

  وصوتٌ نافِجٌ: غليظٌ جافٍ قال الشاعر:

  تَسْمعُ للأَعْبُد زَجْراً نَافِجَا ... مِن قولِهم أَيَا هَجَا أَيَا هَجَا

  وقيل: أَرادَ بالزَّجْر النَّافِجِ الَّذي يَنْفُجُ الإِبلَ حتى تَتَوسَّعَ في مَراتِعها ولا تَجتَمِع.

  وتَنفَّجَ الرَّجلُ وانْتَفَجَ: إِذا افْتَخَر بأَكثرَ ممّا عندَه، أَو بما ليس له ولا فيه.

  وعن ابن سيده: أَنْفَجَه الصّائدُ واسْتَنْفَجهُ، الأَخيرةُ عن ابن الأَعرابيّ، أَي اسْتَخْرجه، من ذلك، يقال: ما الذي اسْتَنْفَجَ غَضَبَك، أَي أَظْهَره وأَخْرَجه، وأَنشد: يَسْتَنْفِجُ الخِزّانَ مِنْ أَمْكائِها⁣(⁣١) * ومما يستدرك عليه: النَّفْجَة: الوَثْبة.

  ونَفَجَ اليَربوعُ يَنْفِج وَيَنْفُجُ نُفوجاً وانْتَفجَ عَدَا وقيل: أَرْخَى عَدْوِه⁣(⁣٢) من الأَساس.

  وانْتَفَج جَنْبَا البَعيرِ: إِذا ارْتفعَا وعَظُمَا خِلْقَةً، ومنه «انْتِفاجُ الأَهِلَّةِ» في حديث الأَشْراطِ. ورجل مُنتفِجُ الجَنْبَين، وبَعيرٌ مُنتفِجٌ: إِذا خَرَجَتْ خَواصِرُه.

  ونَفَجْت الشَّىْءَ فانْتَفَجَ، أَي رَفَعْتُه وعَظَّمْته.

  وفي حديث عليٍّ «نافِجاً حِضّنَيهِ» كَنَى به عن التَّعاظُم والخُيَلاءِ.

  ونَفَجَ السِّقاءَ نَفْجاً: مَلأَه.

  والنَّافِجةُ: الإِبلُ التي يَرِثُها الرَّجلُ فيَكْثُر بها إِبلُه.

  وتَنَفَّجَت الأَرنبُ: اقْشعَرَّتْ [يَمانيَة]⁣(⁣٣).

  وكلَّ ما اجْتالَ: فقد انْتَفَج.

  وفي حديث المُستضعَفين بمكَّةَ: «فنَفَجتْ بهم الطَّريقُ»، أَي رَمَتْ بهم فَجأَةً.

  [نفرج]: النِّفْرِجُ كزِبْرِجٍ والنِّفْراجُ كسِرْدَاحٍ والنِّفْرِجَة، والنِّفْراجَة ونِفْرِجَاءُ كطِرْمِسَاءَ مَعْرِفة، بكَسْر الكُلِّ: هو الجَبَانُ الضَّعيف؛ كذا في الرُّباعيّ من التهذيب، عن ابن الأَعرابيّ. وقيل: هو الّذي لا جَلَادَةَ له ولا حَزْمَ. وحكى ابنُ القَطّاع: نِفْرِجٌ، للجَبان. وقال أَبو زيدٍ: رجل نِفْرِجٌ ونِفْرِجَاءُ: يَنْكَشِف فَرْجُه، قيل: نونُه زائدةٌ. قلت: ومال إِليه أَبو حَيَّانَ وغيرُه، وصَرَّحَ له أَهلُ التّصريف. واستدلَّ ابنُ جِنِّي بقول العرب: أَفْرَجُ وفِرْجٌ، لمَن لا يَكتُمُ سِرّاً، فَنِفْرِج مُشتَقٌّ منه، لأَن إِفشاءَ السِّرِّ من قِلَّةِ الحَزْم. وضَعَّفه ابنُ عُصفورٍ. وقد ردَّ على ابن عُصفور أَبو الحَسنِ بنُ الضَّائع.

  والصَّوابُ أَصالَةُ النُّونِ، على ما ذَهبَ إِليه المصنِّفُ.

  والنِّفْرِيج، بالكسر: المِكْثارُ. المِهْذارُ. وقد نَفْرَجَ الرَّجلُ، إِذا أَكْثَرَ الكَلَام.

  [نلنج]: النِّيلَنْج، بكسر أَوّله وسكون التّحتية والنُّون الثَّانية، وفتح الَّلام، هكذا هو مضبوطٌ على الصَّواب، وفي نسخ اللسان: نِينَلَج، بتحتية بين نُونين، قال: حكاه ابنُ الأَعرابيّ، ولم يُفَسِّره، وأَنشد:

  جَاءَتْ بِه مِن اسْتِها سَفَنَّجَا ... سَوْدَاءُ لم تَخْطُطْ لها نِينَيْلَجَا

  وهو دُخانُ الشَّحْمِ يُعالَجُ به الوَشْمُ ليَخْضَرَّ. قلت: وهو مُعرّب.

  [نمذج]: النَّمُوذَجُ، بفتح النُّون، والذّال المعجمة، والميم مضمومة، وهو مِثالُ الشَّيْءِ، أَي صَورةٌ تُتَّخَذُ على مِثالِ صُورةِ الشَّيْءِ ليُعرَف منه حالُه، مُعرَّب نُمُودَه⁣(⁣٤) والعَوامُّ يقولون: نُمُونَهْ. ولم تُعرِّبه العربُ قديماً، ولكنْ عَرّبَه المُحدَثون. قال البُحْترِيّ:

  أَو أَبْلَقٍ يَلْقَى العُيونَ إِذا بدَا ... مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مُعْجِبٍ بِنَمُوذَجِ


(١) بالأصل «الحزان» بدل الخزان وما أثبت عن اللسان.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله وقيل أرخى عدوه، لعله: أوحى. قال في اللسان: نفج الأرنب إذا ثار، ونفجت، وهو أوحى عدوها.

(٣) زيادة عن اللسان.

(٤) في التكملة: نَموُذَه.