تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

(فصل الهاء) مع الجيم

صفحة 514 - الجزء 3

  قَوْلِها: الوَيْل. وقال غيرُه: هَجْ، في زَجْرِ النَّاقة. قال جَنْدَل:

  فَرَّجَ عنها حَلَقَ الرَّتائجِ ... تَكفُّحُ السَّمائمِ الأَواجِجِ

  وقِيلُ: عاجٍ، وأَيَا أَيَا هجِ

  فكسر القافية، وإِذا حَكَيْت قلْت: هَجْهَجْت بالنَّاقة.

  والهَجْهَاجُ: النَّفُورُ. والشَّديدُ الهَديرِ من الجِمالِ.

  والبَعِير يُهاجُّ في هَديره: يُردِّدُه.

  وفَحْلٌ هَجْهاجٌ، في حكايةِ شدَّةِ هَديرِه.

  وهَجْهَجَ الفَحْلُ في هَديرِه.

  والهَجْهاجُ: الطَّويلُ منها، أَي من الجِمال، ومنَّا.

  يُقال: رَجُلٌ هَجْهاجٌ: طويلٌ، وكذلك البَعيرُ. قال حُمَيدُ بن ثَوْرٍ:

  بَعِيدُ العَجْبِ حين تَرَى قَرَاهُ ... مِن العِرْنِينِ هَجْهاجٌ جُلالُ

  والهَجْهَاجُ: الجَافِي الأَحمقُ، وقد تقدّم. والهَجْهاجُ: الدَّاهِيَة.

  والهَجْهَجُ بالفتح: الأَرْضُ الصُّلْبةُ الجَدْبَةُ التي لا نَباتَ بها، والجميعُ هَجاهِجُ. قال:

  فجِئتُ كالعَوْدِ النَّزِيعِ الهادِجِ ... قُيِّدَ في أَراملِ العَرافِجِ

  في أَرضِ سَوْءٍ جَدْبَةٍ هَجَاهِجِ

  جَمَعَ على إِرادةِ المَواضِع.

  وهُجَهِجٌ كعُلَبِط: الكَبْشُ. والمَاءُ الشَّروبُ، قال اللِّحْيَانيّ: ماءٌ هُجَهِجٌ: لا عَذْبٌ ولا مِلْحٌ، ويقال ماءُ زَمْزَمَ⁣(⁣١)، هُجَهجٌ.

  وهُجَاهِجٌ كعُلابِطٍ: الضَّخْمُ منّا.

  والهَجْهَجَةُ: حِكايةُ صَوْتِ الكُرْدِ عندَ القِتال.

  ويقال تَهَجْهَجَتِ النَّاقةُ، إِذا دَنا نِتَاجُها.

  وهَجَّ البَيتَ يَهُجُّه هَجّاً وهَجيجاً: هَدَمَه، قال:

  أَلَا مَنْ لقَبْرٍ لا تزالُ تَهُجُّه ... شَمَالٌ ومِسْيافُ العَشِيِّ جَنُوبُ

  والهُجّ، بالضّمّ: النِّيرُ على عُنُقِ الثَّوْرِ، وهي الخَشَبَةُ التي على عُنُقِه بأَدَاتِهَا.

  وسَيْرٌ هَجَاجٌ، كسَحَابٍ: شَدِيدٌ قال مُزاحِمٌ العُقَيْليّ:

  وتَحْتَي من بَناتِ العِيدِ نِضْوٌ ... أَضَرَّ بِنَيِّه سَيْرٌ هَجَاجُ⁣(⁣٢)

  والأَحمق اسْتَهَجّ: إِذا رَكِب رأْيَه غَوِيَ أَم رَشِدَ، واسْتِهْجاجُه: أَنْ لا يُؤامِرَ أَحداً وَيرْكب رَأْيَه واستَهَجَّ السّائِرَةَ في الطَّرِيق: اسْتَعْجَلَها. واهْتَجَّ فُلانٌ فيه، أَي في رِأْيه، إِذا تَمَادَى عليه ولم يُصْغ لمَشورةِ أَحدٍ.

  * ومما يستدرك عليه:

  عن اللّيث: هَجَّجَ البَعيرُ يُهَجِّجُ، إِذا غارَتْ عَيْنُه في رأْسِه من جُوعٍ أَو عطشٍ أَو إِعْيَاءٍ غَيْر خِلْقةٍ. قال:

  إِذا حِجاجَا مُقْلَتَيْها هَجَّجَا

  ومثله قوله الأَصمعيّ⁣(⁣٣).

  وعين هَاجّةٌ: أَيّ غائِرةٌ. قال ابن سيده: وأَما قول ابنةِ الخُسِّ حين قيل لها: بِمَ تَعرفين لِقَاحَ نَاقتِك؟ فقالت: أَرى العَيْنَ هَاجّ، والسَّنامَ رَاجّ، وتَمْشِي فتَفَاجّ، فإِما أَن⁣(⁣٤) تكون على هَجَّتْ وإِن لم يُسْتَعْمل، وإِمّا أَنّها قالت: هَاجًّا، إِتباعاً لقولهم: راجّاً.

  قال: وهم يجعلون للإِتباع حُكْماً لم يكن قبلَ ذلك، فذَكَّرَتْ على إِرادة العُضْو أَو الطَّرْف، وإِلّا فقد كان حُكْمها أَن تقول هاجَّةً. ومثله قولُ الآخر:

  والعَيْنُ بالإِثْمِدِ الحارِيِّ مكحولُ


(١) هذا ضبط اللسان والتكملة. وفي التهذيب: ماءٌ زُمَزِمٌ.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله وتحتى الخ هكذا أنشد، الأزهري، والرواية:

أضر بطرقه سير هجاجي

وأصله هجاجيّ فسكن للقافية وهي مكسور».

(٣) قال الأصمعي: هجّجَتْ عينُه: غارت.

(٤) سقطت من المطبوعة الكويتية.