تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جيح]:

صفحة 33 - الجزء 4

  * ومما يستدرك عليه:

  الجائِح: الجَرَادُ؛ ذَكَرَه الأَزهريّ نقلاً عن ابن الأَعرابيّ في ترجمة جحا.

  وجَوْحَانُ اسمٌ.

  ومَجَاحٌ: موضع. أَنشد ثعلب:

  لَعَنَ الله بَطْنَ قُفٍّ مَسيلاً

  ومَجَاحاً فلا أُحِبُّ مَجَاحَا

  قال: وإِنّما قَضَينَا على مَجَاحٍ أَنّ أَلِفَه واوٌ، لأَنَّ العَيْنَ واواً أَكثُر منها ياءً، وقد يكونُ مَجَاحٌ فَعَالاً، فيكون من غيرِ هذا البَاب، وقد تَقدّمت الإِشارَةُ إِليه، وسيأْتي فيما بعدُ.

  [جيح]: * ومما يستدرك عليه:

  جيح، واستُعْمِل منها جَيْحَانُ وجَيْحُونُ، مثلُ سَيْحَانَ وسَيْحُونَ: وهما نَهرانِ عَظِيمانِ مَشْهُورانِ؛ وقد ذُكِر سَيْحَانُ في سَاح.

  وجَيْحَانَ: وادٍ معروفٌ.

  وقد جاءَ في الحديث ذِكْرُهما، وهما نَهْرَانِ بالعَوَاصِمِ عند أَرْضِ المَصِّيصةِ وطَرَسُوسَ؛ كذا في اللسان.

  وقد جَاحَهم اللهُ جَيْحاً وجائِحة: دَهَاهُم، مَصْدَرٌ كالعَافِيَةِ⁣(⁣١).

فصل الحاءِ المهملة مع نفسها

  [حدح]: يقال: امرأَةٌ حُدُحَّةٌ، كعُتُلَّةٍ، أَي قَصيرةٌ.

  كحُدْحُدَة⁣(⁣٢).

  [حرح]: الحِرُ بالكسر والتخفيف، وهذا هو الأَكثر: في معنَى فَرْجِ المرأَةِ. ويقال: الحِرَةُ بزيادة الهاءِ في آخرِه، وهو غَرِيبٌ. قال الهُذَليّ:

  جُرَاهِمَةٌ لها حِرَةٌ وثِيلُ

  وهما مخَفَّفانِ. وأَصْلُهُمَا حِرْحٌ، بالكسر، ممّا اتفقت فيه الفاءُ واللام، وهو قليل، كسَلس وبابه وج أَحْرَاحٌ، لا يُكَسَّر على غير ذلك. قال:

  إِنّي أَقود جَمَلاً مِمْراحَا

  ذا قُبَّة مَملوءَةٍ أَحْرَاحَا

  قال أَبو الهيثم: الحِرُّ: حِرُ المَرْأَة، مُشدَّد الرَّاءِ، لأَنَّ الأَصلَ حِرْحٌ، فثَقُلت الحاءُ الأَخيرةُ مع سكون الرَّاءِ، فثَقَّلوا الرَّاءَ وحَذفُوا الحَاءَ، والدّليلُ على ذلك جَمْعُهم الحِرَّ أَحْرَاحاً.

  وقالوا: حِرُونَ كما قالوا في جمع المنَقُوص: لِدُونَ، ومِؤُونَ.

  والنِّسْبَة إِليه حِريٌّ وإِنْ شِئْت حِرَحِيّ فتفتح عين الفِعْل كما فتحوها في النِّسبة إِلى يَدٍ وغَدِ، قالوا: يَدَويّ وغَدَويّ، وإِن شئت قلت: حَرِحٌ، كسَتِهٍ، أَي كما قالوا: رَجُلٌ سَتِةٌ كفَرِحٍ، مبنيّ من الاسْتِ على أَصله.

  والحَرِحُ، ككَتِفٍ أَيضاً المُولَعُ بِها، أَي بالأَحْرَاحِ.

  وأَرْجَعه شيخنا إِلى الحِرِ، فغَلَّط المصنِّف؛ وليس كما زعم.

  وفي اللسان: ورجلٌ حَرِحٌ: يُحِبّ الأَحْرَاحَ. قال سيبويه: هو على النَّسب.

  ويقال: حَرَحَها، كمَنَعَها، إِذا أَصابَ حِرَحَها، وهي مَحْروحَةٌ، قال⁣(⁣٣): أُصِيبتْ في حِرِحِها. وفي بعض النِّسخ: أَصاب حِرَّها، هكذا، استثقلَت العربُ حاءً قَبلَها حَرفٌ ساكنٌ، فحذفوها وشدّدوا الراءَ.

  [حنح]: حِنْح⁣(⁣٤)، بالكسر مُسَكَّن؛ زَجْرٌ للغَنَم.

  [حيح]: حاحَيْتُ حِيحَاءً، بالكسر، مُثِّلَ به في كتب التَّصْريف، ولم يُفسَّر عندهم. وقال الأَخْفَش: لا نَظِيرَ له سِوَى عاعَيْتُ وهاهَيْتُ. قال شيخنا نقلا عن ابن جنّي في سرّ الصناعة، في مبحث اشتقاق العرب أَفعالاً من الأَصوات، ما نصُّه: وهذا من قولهم في زَجْرِ الإِبل: حاحَيْتُ وعَاعَيْت وهَاهيْت: إِذا صِحْتَ فقلْتَ: حا، و: عا و: ها. ثم قال شيخنا: وبه تعلم أَنها أَفعالٌ بُنِيَتْ


(١) في اللسان: كالعاقبة.

(٢) عن اللسان، وبالأصل: «كحدحدحة».

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله قال، لعل الصواب إِذا».

(٤) هذا ضبط اللسان والتكملة، وضبط القاموس: «حِنْحٌ».