تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رحح]:

صفحة 47 - الجزء 4

  وقوْمٌ رُجَّحٌ ورُجُحٌ ومراجِيح ومَرَاجِحُ: حُلَمَاءُ. قال الأَعشى:

  مِنْ شَبَابٍ تَرَاهُمُ غَيْر مِيلٍ

  وكُهولاً مراجِحاً أَحْلامَاً⁣(⁣١)

  واحدُهم مِرْجَحٌ ومِرْجاحٌ. وقيل: لا وَاحدَ للمَراجِحِ ولا المَراجِيحِ من لَفْظها.

  والحلْمُ الرَّاجِحُ: الذَّي يَزِنُ بصاحبه فلا يُخِفُّه شَيْءٌ.

  ومن المَجَازِ: المَرَاجِيحُ من النَّخْلِ: المواقِيرُ. قال الطِّرِمَّاح:

  نَخْلُ القُرَى شَالَتْ مَراجِيحُه

  بالوِقْرِ فانْزَالتْ⁣(⁣٢) بأَكْمامِها

  انْزالَتْ: أَي تَدَلَّتْ أَكْمَامُها حين ثَقُلَ ثِمارُهَا.

  ومن المَجَاز: جِفَانٌ رُجُحٌ، ككُتُبٍ إِذا كانتُ مَمْلوءة ثَرِيداً ولحْماً، هكذا في النُّسخ، والصّواب «زُبْداً ولَحْماً»، كما في التَّهْذيب⁣(⁣٣) قال لَبيد:

  وإِذَا شَتَوْا عادَتْ عَلَى جِيرَانِهمْ

  رُجُحٌ يُوَفِّيها مَرابِعُ كُومُ

  أَي قِصَاعٌ يَمْلَؤُها نُوقٌ مَرابعُ.

  ومن المجاز: كَتَائِبُ رُجُحٌ ككُتُبٍ: جَرّارَةٌ ثَقِيلَة. قال الشاعر:

  بكتائبٍ رُجُحٍ تَعوَّدَ كَبْشُها

  نَطْحَ الكِبَاشِ كأَنهنّ نُجومُ

  وارْتَجَحَتْ رَوَادِفُها: تَذَبْذَبَتْ. قال الأَزهريّ: ويقال للجارِيَة إِذا ثَقُلَتْ رَوادِفُها فتَذَبذَبتْ: هي تَرْتَجحُ عليها⁣(⁣٤).

  ومَرْجَحٌ كمَسْكَنٍ، اسم جَماعةٍ، كرَاجِح.

  * ومما يستدرك عليه:

  رجَعَ الشَّيْءَ بيده: وَزَنه ونَظَرَ ما ثِقْلُه.

  والرَّجَاحَة: الحِلْمُ، وهو مَجاز.

  والرَّاجِح: الوَازِن.

  ومن المجاز: رَجَّحَ أَحَدَ قَوْلَيْه على الآخَرِ.

  وتَرَجَّحَ في القَوْل: تَمَيَّلَ به.

  وهذه رَحًى مُرْجَحِنَّة: للسَّحَابَة المُسْتَدِيرةِ الثَّقيلةِ؛ كذا في الأَساس.

  [رحح]: الرَّحَحُ، محرَّكةً: سَعَةٌ في الحافرِ وهو، أَي الرَّحَح مَحْمودٌ، هكذا في سائر النَّسخ الموجودة بين أَيدينا، ومثله في الصّحاح واللِّسان. فَقَوْلُ شيخنا: وصوابُه: محمودةٌ، لأَنه خبرٌ عن السَّعَة، غيرُ ظاهرٍ. ويقال: الرَّحَحُ انْبِسَاطُ الحَافِرِ في رقَّة. وإِنّما كان الرَّحَحُ محموداً لأَنَّه خِلافُ المُصطَرِّ، وإِذا انْبَطحَ جِداً فهو عَيْبٌ. ويقال: هو عِرَضُ القَدَم في رِقَّة أَيضاً. وهو أَيضاً في الحافِر عَيْبٌ. قال الشاعر:

  لَا رحَحٌ فيها ولا اصْطِرَارُ

  ولم يُقَلِّبْ أَرضَها البَيْطَارُ

  يعِني لا فيها عِرَضٌ مُفْرِطٌ ولا انقباضٌ وضيقٌ، ولكنه وَأْبٌ، وذلك⁣(⁣٥) محمودٌ.

  وقال ابن الأَعرابي: الرُّحُح بضَمَّتينِ: الجِفانُ الواسِعةُ. وجفْنَةٌ رَحّاءُ: واسِعةٌ، كرَوْحاءَ، عرِيضة ليستْ بقَعِيرةٍ. والفِعْل من ذلك: رَحَّ يَرَحُّ.

  والأَرَحُّ: منْ لا أَخْمَصَ لقَدَمَيْه، كأَرْجُلِ الزَّنج. وقَدَمٌ رَحّاءُ: مُسْتَوِيةُ الأَخْمَصِ بصَدْرِ القَدم حتَّى يَمَسّ الأَرّض.

  وقال الليث: الرَّححُ: انْبِسَاطُ الحافِرِ وعَرضُ القَدمِ. وكُلُّ شَيْءٍ كذلك فهو أَرَحُّ.

  والوَعِلُ المُنْبسِطُ الظِّلْفِ: أَرَحُّ قال الأَعشى:

  فلو أَنّ عِزَّ النّاسِ في رَأْس صَخْرةٍ

  مُلَمْلَمَةٍ تُعْيِي الأَرحَّ المُخدَّمَا

  لأَعْطَاكَ رَبُّ النّاسِ مِفْتاحَ بابِها

  ولوْ لمْ يَكُنْ بابٌ لأَعْطَاك سُلَّمَا


(١) ديوانه ص ٢٤٩ من قصيدة يعاتب فيها بني عبد مدان بن سعد بن قيس بن ثعلبة.

(٢) في التهذيب: اندالت بالدال.

(٣) في التهذيب الثريد واللحم.

(٤) وشاهده قول العجاج:

ومأكمات يرتجحن وُرَّما

(٥) وكذا بالأصل واللسان، وفي التهذيب: بقدر محمود.