تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سطح]:

صفحة 89 - الجزء 4

  [سرفح]: السَّرْفَح: اسمُ شَيطَانٍ، هكذا بالفاءِ على وزن جعفر، وأَهمله كثيرون.

  [سطح]: السَّطْح: ظَهْرُ البيتِ إِذا كان مُسْتَوِياً، لانْبِسَاطه، وهو معروف، وأَعْلَى كلِّ شيْءٍ، والجمع سُطُوحٌ. والسَّطْح: ع بين الكُسْوَةِ وغُبَاغِبٍ، الكُسْوَة، بالضَّمّ: قَرْيَة بدمشق، وسيأْتي. وتقدّم غُبَاغبٌ، كان فيه وَقْعَةٌ للقَرْمَطِيّ أَبي القاسِم نُسِبُوا إِلى حَمْدَانَ بنِ الأَشْعَثِ الملقَّب بقَرْمَط صاحِبِ النَّاقَة.

  وسَطَحَه يَسْطَحه كمَنَعه فهو مَسْطُوحٌ وسَطِيحٌ: بَسَطَه.

  وفي حديث عُمرَ ¥: قال للمَرْأَةِ الّتي معها الصِّبْيَان: «أَطْعِمِيهم وأَنا أَسْطَح لك»، أَي أَبْسُطه حتى يَبْرُدَ. وسَطَحَه: إِذا صَرَعَه أَو صَرَعَه فبَسَطه على الأَرض، كما في اللّسَان.

  وسَطَحَه يَسْطَحُه: أَضْجَعه.

  وفي الأَساس: ضَرَبَه فسَطَحَه: بَطَحَه على قَفاه مُمْتَداًّ، فانْسَطَحَ، وهو سَطيحٌ ومُنْسَطِحٌ. ومثلُه في التَّهْذِيب.

  وانْسَطحَ الرَّجلُ: امتَدَّ على قَفَاه فلم يَتَحَرَّك.

  وسَطَحَ سُطوحَه سَوّاها. وسَطَحَ البَيْتَ يَسْطَحه سَطْحاً: كسَطَّحَهَا تَسْطِيحاً.

  وسَطَحَ السَّخْلَ: أَرْسَلَه مع أُمِّه.

  والسَّطِيحُ: القَتيلُ المُنْبسِطُ. وقال اللَّيث: السَّطِيحُ: كالمَسْطُوح، وأَنشد:

  حَتَّى يَرَاه وَجْهها سَطِيحا⁣(⁣١)

  وقيل: السَّطِيح: هو المُنْبَسِط البَطِيءُ القِيَامِ لضَعْفٍ وقد أَنكره شيخنا. وهو موجودٌ في أُمَّهاتِ اللُّغة⁣(⁣٢). والسَّطِيح أَيضاً: الّذِي يُولَد ضَعيفاً لا يَقْدِر على القِيَامِ والقُعودِ، فهو أَبَداً مُنْبسِطٌ، أَو السَّطِيح: المُسْتَلْقِي على قَفاه من زَمَانَةٍ.

  والسَّطِيح: المَزادَة الّتي من أَدِيمَيْنِ قُوبِلَ أَحَدُهما بالآخَر، وتكون صَغِيرَةً وتكون كبيرةً، كالسَّطيحةِ، وهي من أَوانِي المِيَاهِ.

  وفي الحديث «أَنّ النّبيّ كان في بعض أَسْفَارِه، ففَقَدُوا الماءَ، فأَرْسَلَ عَلِيّاً وفُلانا⁣(⁣٣) يَبْغِيَانِ المَاءَ، فإِذا هما بامرأَة بين سَطِيحَتَيْنِ».

  قال: السَّطِيحَةُ: المَزَادَةُ تكون من جِلْدَيْنِ، أَو المَزَادَةُ⁣(⁣٤) أَكْبَرُ مِنها.

  وسَطِيحٌ: كاهِنُ بني ذِئْبٍ، كان يَتَكَهَّن في الجاهليّة، واسمُه رَبِيعَةُ بنُ عَدِيِّ بنِ مسعودِ بنِ مازِنِ بنِ ذِئْبِ بن عَدِيّ بنِ مازِنِ بنِ غَسَّانَ. كان يُخبِّر بمَبْعَثِ نبِّينا . عاش ثلاثَمِائة سَنَةٍ. ومات في أَيّامِ أَنوشِرْوانَ، بعد مَوْلِده .

  سُمِّيَ بذلك لأَنه كان إِذا غَضِبَ قَعَدَ مُنْبَسِطاً، فيما زَعَموا.

  وقيل: سُمِّيَ بذلك لأَنه لم يكن له بين مفاصِلِه قَصَبٌ تَعْمِده، فكان أَبداً مُنْبَسِطاً مُنْسَطحاً على الأَرْضِ، لا يَقدِرُ على قِيام ولا قُعود. ويقال: مَا كان فيه عَظْمٌ سِوَى رَأْسِهْ.

  وهو خالُ عَبْد المَسِيحِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلَةَ الغَسّانيّ؛ كذا في شَرْح المَواهبِ، وفي المُضَاف والمنسوب: أَنّ سَطِيحاً كان يُطْوَى كما تُطْوَى حَصِيرَةٌ، ويتكلَّمُ بكلّ أُعْجُوبةِ.

  والسُّطَّاح كرُّمّان: نَبْتٌ، والواحدة سُحَّاحَةٌ. قال الأَزهريّ: السُّطَّاحَة: بَقْلَةٌ تَرْعَاهَا المَاشِيَة، وتُغْسَل بوَرَقِها الرُّؤوس. وقيل: هي نَبْتَةٌ سُهْليّة وقيل: هي شَجرةٌ تَنْبُتُ في الدِّيَارِ في أَعْطَانِ المِيَاهِ مُتَسطِّحَةً، وهي قليلةٌ، وليست فيها مَنفعةٌ. وقيل: السُّطَّاح: ما افْتَرَشَ من النّبَاتِ فانْبَسَطَ، ولم يَسْمُ؛ عن أَبي حَنيفَة.

  والمِسْطَحُ كمِنْبَرٍ وتُفتح مِيمه؛ قاله الجوْهَرِيّ⁣(⁣٥): مكانٌ مُسْتَوٍ يُبْسَطُ عليه التَّمْرُ ويُجفَّف؛ كذا في الرّوض للسُّهيليّ، ويُسمَّى الجرِين، يَمانِيَةٌ. والمِسْطَح عَمُودٌ للخِبَاءِ.

  وفي الحديث «أَن حَمَلَ بنَ مالِكٍ قال للنّبيّ : كُنْتُ بين جَارِيَتَيْنِ⁣(⁣٦) لي، فضرَبَتْ إِحداهما الأخْرَى بمِسْطَح، فأَلْقَتْ جَنيناً مَيتاً وماتَتْ». فقَضَى رَسُولُ اللهِ بِدِيَةِ المَقْتُولةِ على عاقِلَةِ القَاتِلَةِ، وجَعَل في الجَنينِ غُرَّةً».

  وقال عَوْفُ بن مالك


(١) رواية التهذيب:

حتى تراه وسطها سطيحا

(٢) ورد في اللسان.

(٣) كذا بالأصل واللسان والتهذيب. وفي النهاية: وفي حديث علي وعمران: فإِذا هما بامرأة.

(٤) في التهذيب: والمزادة.

(٥) في الصحاح: «والمسطح ... يفتح ميمه ويكسر.»

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله جاريتين، الذي في اللسان: جارتين، فليحرر».