[صدح]:
  يَتَتَبَّع دَقَائقَ الأُمورِ فيُحْصِيها ويَعْلَمُها.
  ومن المجاز: التُّرَّهَاتُ الصَّحاصِحُ لا سَدائدَ ولا صَحائِح: أَي أَباطِيل لا أَصْلَ لها، ومثله بالإِضافَة أَيضاً.
  وكذلك التُّرَّهاتُ البَسابِسُ، ومَعْنَاه الباطِل. وهما بالإِضافَة أَجْوَد. قال ابن مُقْبِل:
  وما ذِكْرُه دَهْمَاءَ بعدَ مَزَارِهَا
  بِنَجْرَانَ إِلَّا التُّرَّهاتُ الصَّحاصِحُ
  * ومما يستدرك عليه:
  اسْتَصَحَّ فُلانٌ من عِلَّتِه: إِذا بَرِئ قال الأَعشى:
  أَمْ كما قالوا سَقِيمٌ فَلَئِنْ
  نَفَضَ الأَسْقَامَ عنه واسْتَصَحّ
  وأَنا أَسْتَصِحُّ ما تقول، وهو مَجَاز.
  وأَرْضٌ مَصَحَّةٌ: بَريئةٌ من الأَوْبَاءِ، صحيحَةٌ لا وَبَاءَ فيها، ولا تكْثُرُ فيها العِلَلُ والأَسْقَامُ.
  وصَحَّ الشَّيْءَ: جَعَله صَحِيحاً.
  وصَحَّحْتُ الكِتَابَ والحِسَابَ تَصْحِيحاً: إِذَا كَانَ سَقِيماً فأَصْلَحْتَ خَطأَه. وأَتيتُ فلاناً فأَصْحَحْتُه، أَي وَجدْتُه صَحِيحاً.
  والصَّحِيحُ من الشِّعْرِ: ما سَلِمَ من النَّقْص. وقيل: كلُّ ما يُمْكِن فيه الزِّخافُ فَسِلَم منه فهو صحيحٌ. وقيل: الصَّحيحُ: كلُّ آخِرِ نِصْفٍ يَسْلَمُ من الأَشياءِ الّتي تقَع عِلَلاً في الأَعارِيض والضُّروبِ، ولا تَقَعُ في الحَشْوِ.
  والمُصَحْصِح في قول مُلَيحٍ الهُذليّ:
  فحُبُّكَ لَيْلَى حينَ تَدْنُو زَمَانَةٌ(١)
  ويَلْحاكَ في لَيْلَى العَريفُ المُصَحْصِحُ
  قيل: أَراد النّاصحَ، كأَنّه المُصحِّحُ، فكَرِه التّضْعيفَ(٢).
  ومن المجاز: صَحَّ عند القاضِي حَقُّه. وصَحَّتْ شَهادتُه.
  وصَحَّ له عليه كذا(٣). وصَحّ قَولُه؛ كذا في الأَساس.
  [صدح]: صَدَحَ الرّجلُ والطّائرُ كمَنَعَ يَصْدَح صَدْحاً، بفتح فسكون، وصُدَاحاً كغُرَابٍ: رَفَعَ صوتَه بغناءٍ أَو غيرِه.
  وصَدَحَ الدِّيكُ والغُرابُ: صاحَ. واسم الفاعل منه صَدّاحٌ.
  قال لبيد:
  وقَيْنَةٍ ومِزْهَرٍ صَدّاحِ
  وقال حُمَيْدُ بن ثَوْر:
  مُطوَّقةٌ خَطْبَاءُ تَصْدَحُ كُلَّمَا
  دَنَا الصَّيفُ وانْزَاحَ الرَّبيعُ فأَنْجَمَا
  والصَّدْحُ أَيضاً: شِدَّةُ الصَّوْتِ وحِدَّتُه. والفِعْل كالفِعْل، والمَصْدَرُ كالمَصْدَر.
  والقَيْنَةُ الصّادِحَة: المُغَيِّنَة.
  والصَّيْدَح، كصَيْقَلٍ(٤)، والصَّدُوح، كصَبُورٍ، والصَّيْداح والمِصْدَح: الصَّيّاحُ الصَّيِّتُ، أَي الشَّدِيدُ الصّوْتِ. قال:
  وذُعِرَتْ من زَاجِرٍ وحْواح
  مُلازِمٍ آثارَهَا صَيْداحِ
  وصَدَحَ الحِمَارُ، وهو صَدُوحٌ: صَوّتَ. قال [أَبو] النَّجم:
  مُحَشْرِجاً وَمَرّةً صَدُوحَا
  وقال الأَزهريّ: قال اللّيث: الصَّدْح: من شِدّةِ صَوْتِ الدِّيك والغُرَابِ ونَحْوِهما.
  والصَّدْحَة، وبالضّمّ، وبالتحريك واقتصر الجوهَرِيّ على الأَوّل: خَرَزَةٌ للتَّأْخِيذِ. وفي الصّحاح: خَرَزَةٌ يُؤَخَّذ بها الرِّجَالُ ... وفي اللسان: خَرَزَةٌ يُسْتَعْطَف بها الرِّجَالُ. وقال اللِّحيانيّ: هي خَرزةٌ تُؤْخِّذُ بها النِّسَاءُ الرِّجالَ.
  والصَّدَحُ، محرّكةً: العَلَمُ، والمَكانُ الخالي، وفي التّهْذيب: الصَّدَحُ: الأَكَمَةُ الصّغيرةُ الصُّلْبةُ الحِجَارةِ، جمع [ها] صِدْحانٌ. والصَّدَح: ثَمَرةٌ أَشَدُّ حُمْرَةً من العُنّابِ وأَنْشَزُ منه قليلاً، وحُمْرتُه تَضرِبُ إِلى السَّواد؛ قاله
(١) بالأصل واللسان: «حين يدنو زمانه» وما أثبت «حين تدنو زمانة» هي رواية المحكم.
(٢) ورد عجزه في الأساس شاهداً على: «وفلان مصحصح: يأتي بالأباطيل.
(٣) في الأساس: وصح لي على فلان كذا.
(٤) في المطبوعة الكويتية: «كصقيل» خطأ.