تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صدح]:

صفحة 117 - الجزء 4

  يَتَتَبَّع دَقَائقَ الأُمورِ فيُحْصِيها ويَعْلَمُها.

  ومن المجاز: التُّرَّهَاتُ الصَّحاصِحُ لا سَدائدَ ولا صَحائِح: أَي أَباطِيل لا أَصْلَ لها، ومثله بالإِضافَة أَيضاً.

  وكذلك التُّرَّهاتُ البَسابِسُ، ومَعْنَاه الباطِل. وهما بالإِضافَة أَجْوَد. قال ابن مُقْبِل:

  وما ذِكْرُه دَهْمَاءَ بعدَ مَزَارِهَا

  بِنَجْرَانَ إِلَّا التُّرَّهاتُ الصَّحاصِحُ

  * ومما يستدرك عليه:

  اسْتَصَحَّ فُلانٌ من عِلَّتِه: إِذا بَرِئ قال الأَعشى:

  أَمْ كما قالوا سَقِيمٌ فَلَئِنْ

  نَفَضَ الأَسْقَامَ عنه واسْتَصَحّ

  وأَنا أَسْتَصِحُّ ما تقول، وهو مَجَاز.

  وأَرْضٌ مَصَحَّةٌ: بَريئةٌ من الأَوْبَاءِ، صحيحَةٌ لا وَبَاءَ فيها، ولا تكْثُرُ فيها العِلَلُ والأَسْقَامُ.

  وصَحَّ الشَّيْءَ: جَعَله صَحِيحاً.

  وصَحَّحْتُ الكِتَابَ والحِسَابَ تَصْحِيحاً: إِذَا كَانَ سَقِيماً فأَصْلَحْتَ خَطأَه. وأَتيتُ فلاناً فأَصْحَحْتُه، أَي وَجدْتُه صَحِيحاً.

  والصَّحِيحُ من الشِّعْرِ: ما سَلِمَ من النَّقْص. وقيل: كلُّ ما يُمْكِن فيه الزِّخافُ فَسِلَم منه فهو صحيحٌ. وقيل: الصَّحيحُ: كلُّ آخِرِ نِصْفٍ يَسْلَمُ من الأَشياءِ الّتي تقَع عِلَلاً في الأَعارِيض والضُّروبِ، ولا تَقَعُ في الحَشْوِ.

  والمُصَحْصِح في قول مُلَيحٍ الهُذليّ:

  فحُبُّكَ لَيْلَى حينَ تَدْنُو زَمَانَةٌ⁣(⁣١)

  ويَلْحاكَ في لَيْلَى العَريفُ المُصَحْصِحُ

  قيل: أَراد النّاصحَ، كأَنّه المُصحِّحُ، فكَرِه التّضْعيفَ⁣(⁣٢).

  ومن المجاز: صَحَّ عند القاضِي حَقُّه. وصَحَّتْ شَهادتُه.

  وصَحَّ له عليه كذا⁣(⁣٣). وصَحّ قَولُه؛ كذا في الأَساس.

  [صدح]: صَدَحَ الرّجلُ والطّائرُ كمَنَعَ يَصْدَح صَدْحاً، بفتح فسكون، وصُدَاحاً كغُرَابٍ: رَفَعَ صوتَه بغناءٍ أَو غيرِه.

  وصَدَحَ الدِّيكُ والغُرابُ: صاحَ. واسم الفاعل منه صَدّاحٌ.

  قال لبيد:

  وقَيْنَةٍ ومِزْهَرٍ صَدّاحِ

  وقال حُمَيْدُ بن ثَوْر:

  مُطوَّقةٌ خَطْبَاءُ تَصْدَحُ كُلَّمَا

  دَنَا الصَّيفُ وانْزَاحَ الرَّبيعُ فأَنْجَمَا

  والصَّدْحُ أَيضاً: شِدَّةُ الصَّوْتِ وحِدَّتُه. والفِعْل كالفِعْل، والمَصْدَرُ كالمَصْدَر.

  والقَيْنَةُ الصّادِحَة: المُغَيِّنَة.

  والصَّيْدَح، كصَيْقَلٍ⁣(⁣٤)، والصَّدُوح، كصَبُورٍ، والصَّيْداح والمِصْدَح: الصَّيّاحُ الصَّيِّتُ، أَي الشَّدِيدُ الصّوْتِ. قال:

  وذُعِرَتْ من زَاجِرٍ وحْواح

  مُلازِمٍ آثارَهَا صَيْداحِ

  وصَدَحَ الحِمَارُ، وهو صَدُوحٌ: صَوّتَ. قال [أَبو] النَّجم:

  مُحَشْرِجاً وَمَرّةً صَدُوحَا

  وقال الأَزهريّ: قال اللّيث: الصَّدْح: من شِدّةِ صَوْتِ الدِّيك والغُرَابِ ونَحْوِهما.

  والصَّدْحَة، وبالضّمّ، وبالتحريك واقتصر الجوهَرِيّ على الأَوّل: خَرَزَةٌ للتَّأْخِيذِ. وفي الصّحاح: خَرَزَةٌ يُؤَخَّذ بها الرِّجَالُ ... وفي اللسان: خَرَزَةٌ يُسْتَعْطَف بها الرِّجَالُ. وقال اللِّحيانيّ: هي خَرزةٌ تُؤْخِّذُ بها النِّسَاءُ الرِّجالَ.

  والصَّدَحُ، محرّكةً: العَلَمُ، والمَكانُ الخالي، وفي التّهْذيب: الصَّدَحُ: الأَكَمَةُ الصّغيرةُ الصُّلْبةُ الحِجَارةِ، جمع [ها] صِدْحانٌ. والصَّدَح: ثَمَرةٌ أَشَدُّ حُمْرَةً من العُنّابِ وأَنْشَزُ منه قليلاً، وحُمْرتُه تَضرِبُ إِلى السَّواد؛ قاله


(١) بالأصل واللسان: «حين يدنو زمانه» وما أثبت «حين تدنو زمانة» هي رواية المحكم.

(٢) ورد عجزه في الأساس شاهداً على: «وفلان مصحصح: يأتي بالأباطيل.

(٣) في الأساس: وصح لي على فلان كذا.

(٤) في المطبوعة الكويتية: «كصقيل» خطأ.