تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رهأ]:

صفحة 166 - الجزء 1

  هَزِجَاتٍ إِذَا أَدْرِنَ عَلَى الكَفِّ ... يُطَرِّبْنَ بِالغِنَاءِ المُدِيرَا

  فترك المُؤلّف هذه المادَّةَ المتَّفَقَ عليها وذكر ما اختُلِف في صِحَّتها وإِعلالها، وهو عَجبٌ منه ¦.

  وعن الأَصمعي جاءَ يَرْنَأَ في مِشْيَتِه: يَتَثَاقَلُ

  والْيَرُنَّأُ بفتح الياء وضم الراء والنون مشدَّدة⁣(⁣١) كذا هو مضبوط عندنا، وكذا اليَرْنَأُ كيَمنَع، واليُرْنَأُ بضم فسكون وهمز الأَلف⁣(⁣٢): اسم للحِنَّاء، قال ابن جنى: قالوا: يَرْنَأَ لِحْيَتَه: صَبَغَها بِاليرناءِ وقال: هذا يَفْعَلَ في الماضي، وما أَغربَه وأَظْرَفَه⁣(⁣٣)، كذا في لسان العَرَب، سيأْتي في فَصْلِ الياء إِشارة إِلى أَن ذِكرها في الرَّاء بناء على أَن الياءَ زائدةٌ ليست من الأَصالة⁣(⁣٤) ولكن ذكر أَبو حَيَّان زِيادَتها، واستدلُّوا له بحذف الياء في اشتقاق الفِعل، قالوا رَنَأَ رَأْسَه، إِذا جعل فيه اليرنأَ، قاله شيخُنا. قلت: وقد دلَلْناكَ على نَصّ الأُمّهات من قول ابنِ جِنّي في استعمال الفعلِ الماضي، فاعتَمِدْ عليه وكن من الشاكرين.

  [رهأ]: الرَّهْيَأَةُ في الأَمر: الضَّعْفُ والعَجْز والتَّواني قاله ابنُ شُمَيْلٍ وقال الليث أَن تَجعلَ أَحَدَ العِدْلَيْن أَثقَلَ من الآخرِ تقول: رَهْيَأَ الحِمْلَ، وهو الرَّهْيَأَةُ ورَهْيَأْتَ حِمْلَكَ رَهْيَأَةً، وأَنْ تَغْرَوْرِقَ العَيْنَانِ جَهْداً أَوْ كِبَراً⁣(⁣٥) قال الليث أَيضاً: وعيناه تَرَهْيَآن لا يَقَرُّ طَرْفَاهُمَا وأَنشد:

  إِن كَانَ حَظُّكُمَا مِنْ مَالِ شَيْخِكُمَا ... نَاباً تَرَهْيَأُ عَيْنَاهَا مِنَ الكِبَرِ⁣(⁣٦)

  وعن أَبي زيد: الرَّهْيَأَةُ: أَنْ يُفْسِدَ رَأْيَه ولا يُحْكِمَهُ يقال: رَهْيَأَ رأْيَه رَهْيَأَةً: أَفْسَدَه فلم يُحْكِمْه، وكذلك رَهْيَأتَ أَمْرَك إِذا لم تُقَوِّمْه، وهو أَيضاً التخليطُ في الأَمرِ وتَرْكُ الإِحكام، يقال: جَاءَنَا بأَمْرٍ مُرَهْيَاءٍ، وقال أَبو عُبيْدٍ: رَهْيَأَ في أَمرِه رَهْيَأَةً إِذا اختلَطَ فلم يَلْبَثْ⁣(⁣٧) على رَأْيٍ، ويقال للرجل إِذا لم يُقِمْ على الأَمر وجَعل يَشُكُّ ويتردَّد: قد رَهْيَأَ وأَنْ يَحْمِلَ الرجلُ حِمْلاً فَلَا يَشُدَّه وهو يَمِيلُ وفي بعض النسخ: فهو يَمِيل. ورهْيَأَ الحِمْلَ: جعل أَحَد العِدْلَيْنِ أَثقَلَ من الآخر، وقال أبو زيد: رَهْيَأَ الرجلُ فهو مُرَهْيِئٌ، وذلك أَن يَحْمِل حِمْلاً فلا يَشُدَّه بالحِبالِ فهو يَمِيل كُلَّما عَدَلَه.

  وتَرَهْيَأَ فيه: اضطرَبَ وترهْيَأَ الشيءُ: تَحَرَّك، والرجلُ تَرَهْيَأَ في مِشْيتِهِ: تَكَفَّأَ والذي في الأُمهات: والمرأَة تَرَهْيَأُ في مِشْيَتِها: تَكَفَّأُ تَكَفُّؤَ⁣(⁣٨) النَّخْلَةِ العَيْدَانَةِ وتَرَهْيَأَ السَّحَابُ إِذا تَحرَّكَ وتَهَيَّأَ للمطَرِ، كَرَهْيَأَ يقال: رَهْيَأَت السحابةُ وتَرهْيَأَت: اضطربتْ، ويقال: رَهْيَأَةُ السَّحابةِ: تَمَخُّضُّها وَتَهيُّؤُها للمطَرِ، وفي حديث ابن مسعودٍ أَن رجلاً كان في أَرضٍ له إِذا مَرَّتْ به عَنَانَةٌ تَرَهْيَأُ، فسَمع فيها قائلاً يقول: ائْتِي أَرْضَ فُلان فَاسْقِيها، قال:

  فَتِلْكَ عَنَانَةُ النِّقَمَاتِ أَضْحَتْ ... تَرَهْيَأُ بِالعِقابِ لِمُجْرِمِيهَا

  وقال الأَصمعيّ: تَرَهْيَأُ، يعني أَنَّها قد تَهَيَّأَتْ للمطر فهي تُرِيد ذلك⁣(⁣٩) وعن أبي عُبيدٍ: تَرهْيَأَ في أَمْرِه إِذا هَمَّ به ثم أَمسَكَ عنه وهو يُرِيد فِعْلَه.

  ورَهْيأَ في أَمرِه: لم يَعْزِمْ عليه.

  [روأ]: رَوَّأ، على الهمز اقتصر في الصحيح⁣(⁣١٠). وتبعه أَكثر شُرَّاحه، قال ابنُ دُرُستويه في شَرْحه: أَصل رَوَّأْتُ الهمز، وَتَرْكُ الهمزِ فيه جائزٌ، قاله شيخنا، وفي لسان العرب: قالوا رَوَّأَ، فهمزوه على غيرِ قياسٍ، كما قالوا حَلَّأتُ السَّوِيقَ، وإِنما هو من الحَلْوَاءِ⁣(⁣١١)، ورَوَّى لُغَةٌ. قلت: وقد ذكره المؤلف كغيره في المعتلّ في الأَمرِ تَرْوِئَةً على إِلحاق فِعْل المهموز بفعْلِ المعتلّ كَزكَّى تَزْكِيةً، وكثيراً ما عاملوا المَهموز معاملةَ المُعتَلِّ وتَرْوِيئاً على القياس: نَظَر فيه وتَعَقَّبَه كذا في سائر النسخ الموجودة بأَيدينا، وهكذا في لسان العرب وغيره، ومعناه أَي رَدَّد فيه


(١) في القاموس: «اليُرَنَّأُ» ومثلها في اللسان.

(٢) في اللسان: اليَرَنَّأُ واليُرَنَّأُ. وفي المقاييس: اليُرَنَّأُ، (كاللسان) الحناء.

(٣) اللسان: أطرفه.

(٤) بالأصل «الاصابة» ووافقنا المطبوعة الكويتية فيما أثبتته.

(٥) في المجمل: تغرورق العينان دمعاً وفي نسخة: دماً.

(٦) اللسان وفيه: نابٌ ترهيأٌ.

(٧) اللسان: فلم يثبت.

(٨) اللسان: تكفأ كما ترهيأ.

(٩) في اللسان زيادة: ولمّا تفعل.

(١٠) بهامش المطبوعة المصرية: قوله: «الصحيح لعله الفصيح».

(١١) اللسان: الحلاوة.