[لفح]:
  واللَّطْح كاللَّطْخ إِذا جَفَّ وحُكَّ ولم يَبْقَ له أَثَرٌ. ومثله في التهذيب والمحكم.
  [لفح]: لَفَحَهُ بالسَّيْفِ، كَمنَعَه: ضَرَبَه به لَفْحةً: ضَرْبَةً خفيفَةً. وفي الصّحاح: لفحَتِ النّارُ بحرِّهَا وكذا السَّمومُ: أَحرقَتْ. وفي التنزيل {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النّارُ}(١) قال الأَزهَرِيّ: لفَحَتْه النّارُ إِذا أَصابَت أَعلَى جَسَدِه فأَحْرَقَتْه.
  وفي العُباب والمحكم: لفَحَتْه النّارُ تَلفَحه لَفْحاً، بفتح فسكون، ولَفَحَاناً، محرّكةً: أصابَت وَجْهَه؛ إِلّا أَنَّ النَّفْح أَعظَمُ تأْثيراً منه، وكذلك لفحَتْ وَجْهَه. وقال الزَّجّاج في ذلك: تَلْفَحُ وتَنْفَح بمعنًى واحدٍ، إِلّا أَنّ النَّفْح أَعظُم تأْثيراً منه. قال أَبو منصور: ومَّما يُؤيِّد قولَه قولُه تعالى: {وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ}(٢).
  وفي حديث الكسوف: «تَأَخّرْتُ مخَافَةَ أَن يُصِيبَنِي مِنْ لَفْحها»، لفْحُ النّار: حَرُّهَا ووَهَجُها. والسَّمُومُ تَلفَح الإِنسانَ. ولَفحَتْه السَّمومُ لَفْحاً: قابلَتْ وَجْهَه. وأَصابَه لَفْحٌ منن حَزُورٍ وسَمُومٍ. والنَّفْح لكُلِّ بارِدِ(٣) وأَنشَدَ أَبو العَالية:
  ما أَنت يا بَغْدَادُ إِلّا سَلْحُ
  إِذَا يَهُبُّ مطَرٌ أَو نَفْحُ
  وإِنْ جَفَفْتِ فتُرَابٌ بَرْحُ
  بَرْح: خالصٌ دَقيقٌ.
  واللُّفَّاح كَرُمّان: نَبْتٌ يَقْطِينيٌّ أَصْفَرُ، م، يُشْبه الباذنجانَ طَيِّبُ الرائحةِ، قال ابنُ دُريد: لا أدري ما صِحّتُه. وفي الصّحَاح: اللُّفَّاح هذا الذي يُشَمّ شَبيهٌ بالباذنْجَان إِذا اصْفَرَّ.
  واللُّفّاح: ثَمَرَةُ اليَبْرُوحِ، بتقديم المثنّاة التحتيّة على الموحّدة، لا على ما زعمَه شيخُنَا فإِنّه تصحيفٌ في نُسخته، وقد تقَدّمت الإِشارة بذلك في برح، وتقدّم أَيضاً تحقيقُ معناه، فراجعْه إِنْ شئت.
  [لقح]: لَقِحَتِ النّاقَةُ كسَمِعَ تَلْقَح لَقْحاً، بفتْح فسكون، ولَقَحاً، محرّكة، ولَقَاحاً، بالفتح، إِذا حَمَلَتْ، فإِذا اسْتبانَ حَمْلُهَا قيل: استَبانَ لَقَاحُها. وقال ابن الأَعرابيّ: قَرَحَت تَقرَحُ قُرُوحاً، ولَقِحَت تَلْقَح لَقَاحاً ولَقْحاً: قَبِلَت الِلَّقَاحَ، بالكسر والفتح معاً، كما ضُبط في نُسختنا بالوَجْهَين.
  وروي عن ابن عبّاسٍ «أَنه سُئل عن رجُل كانت له امرأَتانِ أَرضَعتْ إِحداهما غُلاماً، وأَرضعت الأُخرى جاريةً، هل يتزوّج الغُلام الجارية؟ قال. لا، اللِّقَاحُ واحدٌ.» قال الليث: أَراد أَن ماءَ الفَحْل الذي حَمَلَتَا منه واحدٌ، فاللَّبَن الَّذِي أَرضعتْ كلُّ واحدٍة منهما مُرْضَعَها كان أَصلُه ماءَ الفَّحْل، فصار المُرْضَعَانِ وَلدَيْن لزوجِهِما، لأَنّه كان أَلقحَهما. قال الأَزهريّ: ويحتمل أن يكون اللّقَاح في حديث ابن عباس معناه الإِلقاح، يقال أَلقَحَ الفَحلُ النّاقةَ إِلقاحاً ولَقَاحاً، فالإِلقاحُ مصدرٌ حقيقيّ، واللَّقاحُ(٤) اسمٌ لما يقوم مَقَامَ المصدرِ، كقولك أعطَى عَطاءً وإِعْطاءً وأَصلحَ صَلَاحاً وإِصلاحاً، وأَنبتَ نباتاً وإِنباتاً. فهي ناقَةٌ لاقِحٌ وقارِحٌ يومَ تَحمِل، فإِذا استبانَ حَملُهَا فهي خَلفَةٌ قاله، ابن الأعرابيّ، منْ إِبلٍ لَوَاقحَ ولُقَّحٍ كقُبَّرٍ، ولَقُوحٌ، كصَبور مِنْ إِبلٍ لُقُحٍ، بضمتين.
  واللَّقَاحُ كسَحاب: ما تُلْقَح به النَّخْلَةُ، وطَلْعُ الفُحَّالِ، بضمّ فتشديد، وهو مَجَاز.
  والحَيّ اللَّقَاح، والقَوْمُ اللَّقَاح - ومنه سُمِّيَت بنو حنيفةَ باللقَّاح، وإِيَّاهم عَنَى سعدُ بنُ ناشبٍ:
  بِئْسَ الخلائفُ بَعدَنا
  أَولادُ يَشْكُرَ واللَّقَاحُ(٥)
  وقد تقدَّم في برح فراجِعْه - الذين لا يَدِينُون للمُلوك ولم يُملَكُوا، أَو لم يُصِبْهُم في الجاهلِيَّة سِباءٌ أَنشد ابنُ الأَعرابيّ:
  لعَمْرُ أَبيكَ والأَنباءُ تَنْمِي
  لَنِعْمَ الحَيُّ في الجُلَّى رِيَاحُ
  أَبْوَا دِينَ المُلُوكِ فهم لَقَاحٌ
  إِذَا هِيجُوا إِلى حرْبٍ أَشَاحُوا
(١) سورة «المؤمنون» الآية ١٠٤.
(٢) سورة الأنبياء الآية ٤٦.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله والنفح الخ، عبارة اللسان: ابن الأعرابي: اللفح لكل حار والنفح الخ».
(٤) في المصباح: الاسم اللقاح بالفتح والكسر.
(٥) البيت في اللسان (برح) من قصيدة مرفوعة ونقل عن ابن الأثير أن البيت لسعد بن مالك يعرّض بالحارث بن عباد وكان قد اعتزل حرب تغلب وبكر ابني وائل.