تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[متح]:

صفحة 197 - الجزء 4

  أَقبُّ البَطْنِ خَفّاقٌ حَشَاهُ

  يُضِئُ اللَّيْلَ كالقَمَرِ اللِّيَاحِ⁣(⁣١)

  قال ابن بَرِّيّ: البَيت لمالكِ بن خالدٍ الخُنَاعِيّ يمدح زُهيرَ بنَ الأَغَرِّ. اللِّيَاح الأَبيضُ المتلأْلئ. وقال الفَارسيّ: وأمّا لَيَاحٌ، يعنِي كسَحابٍ فشاذّ: انقلبت واوه ياءً لغير عِلّة إِلّا طَلبَ الخِفّة.

  ولوَّحَهُ بالنّار تَلويحاً أَحْمَاه، قال جِرَانُ العَوْدِ، واسمه عامر بن الحارث:

  عُقَابٌ عَقَنْبَاةٌ كأَنّ وَظِيفَهَا

  وخُرْطُومَها الأَعلَى بنارٍ مُلَوَّحُ

  ولَاحَ الشَّيبُ يَلوحُ في رَأْسه: بدَا، ولَوَّحَ الشَّيْبُ فُلاناً غَيَّره، وذلك إِذا بَيَّضَه. قال:

  من بعْد ما لوَّحَكَ القَتيرُ

  وقال الأَعشى:

  فلَئِنْ لاحَ في الذُّؤَابَة شَيْبٌ

  يَا لَبَكْرٍ وأَنْكَرَتْني الغَوَانِي

  * ومما يُستدرك عليه:

  اللَّوْحُ، اللَّوْحُ المَحْفُوظ، وهو في الآيَة⁣(⁣٢) مُستودَعُ مَشِيئاتِ الله تَعالى، وإِنَّمَا هو على المَثَلِ: وفي قوله تعالى: {وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ}⁣(⁣٣) قال الزّجّاج: قيل: كانَا لَوْحَيْن، ويجوز في اللُّغَة أَن يقال للَّوْحينِ أَلواحٌ.

  ولَوْحُ الكَتِفِ: مَا مَلُسَ منها عنْد مُنقَطَع عَيْرِهَا⁣(⁣٤) من أَعلاها.

  قال ابن الأَثير: وفي أَسماءِ دَوابِّه ÷ أَنّ اسمَ فَرسِه مُلَاوِحٌ، وهُو الضَّامر الّذي لا يَسْمَن، والسَّرِيعُ العطَشِ، والعظيمُ الأَلوَاحِ.

  ومن المجاز: لاحَ لي أَمرُك وتَلوَّحَ: بانَ ووَضَحَ، كذا في الأَساس⁣(⁣٥).

  وقال أبو عُبَيْدٍ: لاحَ، الرَّجلُ وأَلاحَ، فهو لائحٌ ومُلِيحٌ، إِذَا بَرَزَ وظَهَر.

  ولَوائحُ الشيْءِ: ما يَبدو منه وتَظهرُ عَلامَتُه عليه. وأَنشد يعقوب في المقلوب قَول خُفاف بن نَدْبَةَ.

  فإِمّا تَرَىْ رَأْسي تَغَيَّرَ لَوُنه

  ولَاحَتْ لواصي الشَّيبِ في كلِّ مَفْرِقِ

  قال: أَراد لَوائح.

  وفي الأَساس: نَظَرْت إِلى لَوَائِحه وأَلْواحِه، إِلى ظَواهِره.

  ومن المجاز أَلاحَ بثَوْبه ولَوّحَ به، الأَخيرة عن اللِّحْيَانِيّ: أَخَذَ طَرَفه بيَدِه من مكانٍ بعيدٍ ثم أدارَه ولَمَع به ليُرِيَه مَن يُحِبُّ أَن يَراه: وكلُّ من لَمَعَ بشيْءٍ وأَظهرَه فقد لاحَ به، ولَوَّح وأَلاحَ، وهما أَقلّ.

  ولَوَّحَه بالسَّيْف والسَّوطِ والعَصَا: عَلَاه بها فضَرَبه.

  وفي الأَساس من المجاز: لَوَّحْتُه بعَصاً أَو نعْل: عَلَوْتُه، ولَوَّحَ لِلكَلْب بِرَغيفٍ فَتبِعه.

  وأَلاح بحَقّي: ذَهَبَ به. وقُلتُ له قَولاً فما أَلَاحَ منه، أَي ما استحَى. وأَلاحَ على الشيءِ: اعْتَمَدَ.

  وفي الأَساسِ: ومن المجاز: لم يَبْقَ منه إِلّا الأَلْواحُ، وهي العِظَامُ العِرَاضُ للمَهزول.

فصل الميمِ مع الحاءِ المهملة

  [متح]: مَتَحَ الماءَ كمَنَعَ، يَمْتَحه مَتْحاً: نَزَعَه. وفي اللسان: المَتْح: نَزْعُكَ رِشاءَ الدَّلوِ تَمُدُّ بيَدٍ وتَأْخُذ بيَدٍ على رأْسِ البِئر. مَتَحَ الدّلْوَ يَمْتَحها مَتْحاً ومَتَحَ بها. وقيل: المَتْح كالنَّزْع، غيرَ أَنَّ المَتْح بالقَامَة وهي البَكَرَةِ.

  وفي الصّحاح: الماتِح المُستَقِي، وكذلك المَتُوح.


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «وفي اللسان: خفاق الحشايا» ومثله في الصحاح والتكملة، قال الصاغاني: والرواية: أقب الكشح خفاق حشاه.

(٢) يريد قوله تعالى في سورة البروج «فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ» الآية ٢٢.

(٣) سورة الأعراف الآية ١٤٥.

(٤) بالأصل «غيرها» بالغين المعجمة والصواب ما أثبتناه، والعير: كل عظم ناتئ.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله كذا في الأساس، الذي في الأساس: لاح لي أمرك فقط، وأما قوله: وتلوح فهو في اللسان» وتمام العبارة في اللسان.