تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مرح]:

صفحة 202 - الجزء 4

  ما بالُ مَرْحَى قَد امْسَتْ وهي ساكنةٌ

  باتَتْ تَشَكَّى إِليَّ الأَينَ والنَّجَدَا

  والتَّمرِيحُ: تَنْقِيَةُ الطَّعَامِ من العَفَا، هكذا في سائر النُّسخ، وفي بعض الأُمَّهَات من الغَفَى⁣(⁣١) ب المَحاوِقِ، أَي المَكَانِس.

  والتَّمريح: تَدْهِينُ الجِلد. قال:

  سَرَتْ في رَعيلٍ ذِي أَدَاوَى مَنُوطَةٍ

  بلَبَّاتها مَدبوغَةٍ لم تُمرَّحِ⁣(⁣٢)

  ومن المجاز: التَّمريح: مَلْءُ المَزَادَةِ الجَديدةِ مَاءً ليَذْهَبَ مَرَحُها أَي لتَنْسَدّ عُيُونُها ولا يسيلَ منها شيءٌ. وفي التهذيب: هو أَن تُؤخَذ المَزادةُ أَوّلَ ما تُخْرَز فتمَلأَ ماءً حتّى تَمتِلئ خُرُوزُهَا وتَنتفِخ، والاسمُ المَرَح، وقد مَرِحَت مَرَحَاناً. وقال أَبو حَنيفَة: مزَادَةٌ مَرِحَةٌ: لا تُمْسكُ الماءَ.

  وعن ابن الأَعرابيّ: التمريح: تَطيِيبُ القِرْبة الجديدة بإِذْخِرٍ⁣(⁣٣) أَو شِيحٍ، فإِذا طُيِّبَت بطِينٍ فهو التَّشْرِيبُ. ومَرَّحْتُ القِربةَ: شَرَّبتُها.

  ومن المجاز التَّمريحُ: أَنْ تَصِير إِلى مَرْحَى الحَرْبِ، أُخِذَتْ من لفْظ المَرْحَى لا من الاشتقاق، لأَنّ التّمريح مَزيدٌ، فلا يكون مشتقًّا من المجرّد، والأَخْذ أَوسَعُ دائرةً من الاشتقاق.

  ومَرَحَيَّا، محرَّكَةً: زَجْرٌ، عن السّيرافيّ، يقال للرَّامِي عند إِصابته، كَمَرْحَى، وقد مَرَّ قَريباً.

  ومَرَحَيًّا: ع.

  ومن المجاز كَرْمٌ مُمرَّحٌ، كمعظَّم: مُثْمِرٌ أَو مُعَرَّشٌ على دَعَائمه⁣(⁣٤).

  ومُرَيحٌ كزُبَير: أُطُمٌ بالمدينة لبني قَيْنُقَاع، كذا في معجم أَبي عُبيد البَكريّ.

  ومِرَاحٌ، ككِتَابٍ: ثَلَاثُ شِعَابٍ يَنظُرَ بعضُها إِلى بعضٍ، يجيءُ سَيْلُهَا من داءَةَ⁣(⁣٥). قال:

  تَركْنا بالمِرَاحِ وذِي سُحَيمٍ

  أَبا حَيّانَ في نَفَرٍ مَنَافِي

  والمِرْحَة، بالكَسْر: الأَنْبارُ من الزَّبِيبِ وغَيْرِه، وهو المَحَلُّ الذي يُخْزَن فيه ذلك:

  * ومما يستدرك عليه:

  التِّمْراحَة، من أَبنِيَة المبالغِة، من المَرَح وهو النَّشَاط، وقد جاءَ ذِكْره في حديث عليّ⁣(⁣٦) كذا في النّهاية.

  وعن ابن سيده: المَرُوح: الخَمْر، سُمِّيَت بذلك لأَنَّهَا تَمْرَحُ في الإِناءِ. قال عُمارَةُ:

  مِن عُقارٍ عِنْد المِزَاجِ مَرُوحِ

  وقول أَبي ذُؤَيب:

  مُصَفّقةٌ مُصَفّاةٌ عُقارٌ

  شآمِيَةٌ إِذا جُلِيَتْ مَرُوحُ

  أَي لها مِرَاحٌ في الرَّأْس وسَورَة يَمْرَح مَنْ يشربُها.

  ومَرِحَ الزَّرْعُ يَمْرَح مَرَحاً: خرَجَ سُنبُلُه. ومَرَّحَ مُهْرَه: ليَّنَه وأَزالَ مَرَحَه وشِمَاسَه ومُهْرٌ مُمَرَّحٌ: مُذَلَّلٌ.

  ومن المجاز: مَرِحَتْ عَيْنُه بقَذَاها⁣(⁣٧): رَمَتْ به: ومرِحَ السَّحَابُ: أَسْبَلَ المطَرَ. ولا تَمْرَحْ بعِرْضِك: لا تُعرِّضْه.⁣(⁣٨)

  ومن أمثالهم: مَرْحَى مَرَاحِ، كصَمِّي صَمَامِ، يُراد به الدَّاهِيَة. قال الشاعر:

  فأَسمَعَ صَوْته عَمْراً ووَلَّى

  وأَيْقنَ أَنَّه مَرْحَى مَرَاحِ

  قاله الميدانيّ، ونقلَه شيخنا.


(١) بالأصل «الغبا» وبهامش المطبوعة المصرية: قوله الغبا كذا في اللسان، ولعله الغفا بالغين المعجمة والفاء شيء كالزؤان أو التبن فليحرر» ونبه إِلى ذلك أَيضاً بهامش اللسان.

(٢) قوله سرت: يعني قطاة، في رعيل أَي في جماعة قطا. ذي أداوى: يعني حواصلها، منوطة: معلقة. وبلباتها يعني مواضع المنحر. ولم تمرح: رواية الديوان لم تمرّخ بالخاء المعجمة.

(٣) ضبطت في اللسان: بأذخر بفتح الهمزة، ضبط قلم.

(٤) في الأساس: وكرم ممرح: مذلل محنىّ على دعائمه.

(٥) بالأصل «داء» وما أثبت عن معجم البلدان.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «ولفظ الحديث: زعم ابن النابغة أني تلعابة تمراحة».

(٧) في الأساس: ومرحت عينه بمائها وبقذاها.

(٨) وشاهده قول الخليج من بني ثعلبة كما في الأساس:

أشمّاخ لا تمرّح بعرضك واقتصد

فأنت امرؤ زنداك للمتقادحِ