تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وشح]:

صفحة 247 - الجزء 4

  بحَمائلِ سَيْفِه فتَقَع الحَمائلُ على عاتِقه اليُسرَى وتكون اليُمنَى مَكشوفَةً. قلْت: وفي الحديث «أَنّه كان يَتوَشَّحُ بثَوْبه»، أَي يَتَغَشَّى به، والأَصل فيه من الوِشاحِ، وسيأَتي في آخر المادة.

  والوِشَاح، بالكسر: سَيْفُ شَيْبَانَ النَّهْديّ. ودو الوِشَاح: لقبُ رَجلٍ من بني سَوْمِ بن عَدِيّ. والوِشَاحُ⁣(⁣١) اسمُ سَيْف أَمير المؤمنين عُمَرَ بنِ الخطّاب رضِيَ الله تعالى عَنْه.

  وعن ابن سيده: الوِشَاحُ والوِشَاحَةُ، بالكسر، كإِزَارٍ وإِزَارةٍ السَّيْفُ، لأَنه يُتَوَشَّح به. قال أَبو كَبيرٍ الهذليّ:

  مُسْتَشْعِرٌ تَحْتَ الرِّداءِ وِشَاحَةً

  عَضْباً غَموضَ الحَدِّ غَيرَ مُفَلَّلِ⁣(⁣٢)

  وواشِحٌ: بطنٌ من الأَزْد، من اليمن، نزلوا البَصرة، وهم بنو واشح بن الحارث، منهم أَبو أَيّوبَ سُليمانُ بنُ حَرْبٍ، عن شُعبَةَ والحَمَّاديْنِ وعنه البخاريّ وأَبو زُرْعَة.

  وَوَشْحَى، كسكْرَى: ماءٌ لبني عَمرِو بن كِلَابٍ، قال:

  صَبَّحْنَ مِن وَشْحَى قَلِيباً سُكَّا

  ورواه أَبو زيادٍ⁣(⁣٣) بالمدّ، وقالَ غيرُه: الوَشْحَاءُ ماءَةٌ بنَجدٍ في دِيَار بني كلابٍ لبني نُفَيلٍ منهم. ودارةُ وَشْحَى: موضعٌ هُنالك، عن كُرَاع.

  ومن المجاز: الوَشْحَاءُ من العَنْز، كذا بخطِّ أَبي سَهْلٍ، وفي أُمَّهَات اللُّغَة «من المَعْز»: السَّوداءُ الموشَّحَةُ ببَيَاضٍ.

  * ومما يستدرك عليه:

  خَرَجَ متوشِّحاً بلجامه. قال لبيدٌ:

  ولقدْ حَمَيْتُ الحَيّ تَحمِلُ شكّتي

  فُرُطٌ، وِشَاحِي إِذ غَدَوْتُ لجامُها

  أَخبر أَنَّه خَرَج طَليعةً لقوْمه على راحلته وقد اجْتَنَبَ إِليها فَرَسَه وتَوشّحَ بلِجامها راكباً راحلَتَه، فإِنْ أَحسَّ بالعَدُوّ أَلْجَمها ورَكبها تَحرُّزاً من العَدُوّ وغاوَلَهم إِلى الحَيِّ مُنذراً.

  وهو مَجاز.

  والوُشْحَةُ والأُشْحة، بالضَّم: الحَمِيَّةُ والغَضَب والجِدّ.

  وقد ذكره المصنّف في التُّشْحة، وهذا موضعه على الصواب.

  والوِشَاح: القَوْسُ.

  ومن المَجاز المُوَشَّحة من الظِّباءِ والشَّاءِ والطَّيْر: الّتي لها طُرَّتانِ. زاد في الأَساس: مُسبَلتانِ⁣(⁣٤) من جانِبَيها. قال:

  أَو الأُدْمُ المُوشّحة العَواطي

  بأَيديهنَّ من سَلَمِ النِّعَافِ

  ودِيكٌ مُوشّح، إِذا كان له خُطَّتان كالوِشَاح. وثَوْبٌ مُوشَّحٌ، وذلك لِوشْيٍ فيه، حكاه ابن سيده عن اللِّحْيَانيّ.

  ومن المجاز أَيضاً: تَوشَّح الجبلَ: سلَكَه. وتَوَشّحَ المرأَةَ. جامعها. ومنه حديث عائشة ^ «كان رسولُ الله ÷ يَتَوَشَّحني». أَي يتغَشَّاني.

  ويقال: يُعانقني ويُقبّلني⁣(⁣٥): وفي حديث آخَرَ: «لا عدمْتَ رجُلاً وَشّحكَ هذا الوِشاحَ»، أَي ضَرَبَك هذه الضَّربةَ في موضِع الوِشَاحِ.

  ويَومُ الوِشَاحِ ذَكَرَه ابن الأَثير، وله قِصّة⁣(⁣٦).

  وكان للنّبيّ ÷ دِرعٌ تُسمَّى ذَات الوِشَاحِ.

  واستدرك شيخنا: التّوْشِيح: اسمٌ لنوع من الشّعْر استحدَثَه الأَندلسيون، وهو فنُّ عَجيبٌ له أَسماطٌ وأَغصانٌ وأَعاريضُ مختلِفة، وأَكثر ما يَنتهِي عندهم إِلى سبعةِ أَبيات.

  ووِشاحُ بنُ عبد الله وولدُه محمّد بنُ وِشاحِ، ووِشاحُ بن


(١) في التكملة: وذو الوشاح.

(٢) بالأصل: «غموض» وما أثبت عن ديوان الهذليين ٣/ ٩٨ وفيه أيضاً: مستشعراً.

(٣) كذا وفي معجم البلدان: «وقال أبو زياد: وشحى» والذي رواها بالمد أبو زيد: الوشحاء: ... ماءة بنجد وذكر تمام العبارة كما في الأصل.

(٤) في الأساس: مسكيتان.

(٥) في النهاية: «يتوشحني وينال من رأسي، أي يعانقني ويقبلني» ونبه إِلى رواية النهاية واللسان بهامش المطبوعة المصرية.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قال ابن الاثير: ومنه حديث المرأة السوداء:

ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا

على أنه من دارة الكفر نجاني

(وفي اللسان: ألا إِنه من بلدة). كان لقوم وشاح تفقدوه فاتهموها به وكانت الحدأة أخذته فألقته إِليهم اه».