[وضح]:
  والعرب تُسمِّي النَّهار الوَضَّاحَ واللّيلَ الدُّهْمَانَ.
  والوَضّاح لَقَبُ جَذِيمةَ الأَبرِش. وفي الصّحاح: وقد يُكنى بالوضَحِ عن البَرص، ومنه قيل لجَذِيمة الأبرِش الوَضّاحُ. قال(١): وهذا سببُ تَسْمية العرب له، لا ما قاله الخليلُ: سُمِّي جَذِيمةَ الأَبرشَ لأَنّه أَصابَه حرْقُ نارٍ فبقِيَ أَثره نقطٌ سودٌ وحمر.
  والوَضّاح مَولًى بَرْبَرِيٌّ لبنِي أُميَّة، قال ذلك السُّكَّريّ في قول جرير:
  لقد جاهدَ الوَضّاحُ بالحقِّ مُعلِماً
  فأَوْرثَ مَجْداً باقياً آل برْبَرَا(٢)
  كان شاعراً، وهو المعروف بوَضَّاحِ اليمن، وكانت أُمُّ البنينَ بنت عبد العزيز بن مرْوان تحْت الوليد بن عبد الملك، وكان تُحبُّ الوَضّاحَ. وفي المضاف والمنسوب للثعالبيّ: قال الجاحظ: قُتِل بسبب الفِسق ثلاثةٌ من العبيد: وَضَّاحُ اليمنِ، ويسَارُ الكواعِبِ، وعبْدُ بني الحسْحاس.
  وإِليه نُسِبَتِ الوَضَّاحِيَّة وهي ة معروفة.
  وفي حديث المبْعَث «أَنّ النَّبيَّ ÷ كان يَلْعَبُ وهو صغِيرٌ مع الغِلْمانِ ب عَظْمِ وضّاحٍ وهي لُعبةٌ لصِبيانِ الأَعراب، وذلك أَن تأْخُذ الصِّبْيةُ عَظْماً أَبيضَ فيَرْمُونه في ظُلْمَة اللّيْلِ. و، أَيْ ثُمّ يَتفرَّقُون في طلبِهِ فمَن وجده منهم فلَه القَمْرُ. قال(٣): ورأَيت الصِّبيان(٤) يُصَغِّرونه فيقولون عُظيمُ وضّاحٍ. قال: وأَنشدني بعضُهم:
  عُظيم وضّاحٍ ضِحَنَّ اللَّيْلهْ
  لا تَضحنّ بعْدَها مِنْ ليْلةْ
  وبِكْرُ الوضَّاحِ: صلاةُ الغَداةِ. وثِنْيُ دُهْمانَ: العِشَاءُ الآخِرةُ، قال الراجز:
  لوْ قِسْتَ ما بيْن مُنَاخيْ سَبَّاحْ
  لثِنْيِ دُهْمان وبِكْرِ الوضَّاحْ
  لقِسْتَ مَرْتاً مُسْبَطِرَّ الأَبْدَاحْ
  سبَّاحٌ بَعيرُه. والأَبداحُ: جوانِبُه.
  وعن أبي عمْرٍو: استَوْضَح الشَّيْءَ واستَكفَّه واستشْرفه، وذلك إِذا وَضَعَ يَدَه على عَيْنَيْه في الشَّمس لينظرَ هَلْ يَراه يُوَقِّي بكفّه عَينيه شُعاعَ الشَّمسِ. يقال: استوضِحْ عنه يا فُلان. واستوضح فُلاناً أَمْراً، وكذلك الكلامَ، إِذا سأَله أَن يُوَضِّحه له واستوضَح عن الأَمر: بَحثَ.
  والمُتَوَضِّحُ: مَنْ يظْهَر. وقد تَوضَّحَ الطَّرِيقُ: استَبَانَ.
  ومَنْ يَرْكَب وضَحَ الطريق ولا يَدْخُل في الخَمَرِ محرَّكةً.
  وقال النضْر: المُتوضِّح من الإِبل: الأَبيضُ غيرُ - وفي بعض الأُمّهات(٥): وليس - شَدِيد البَياضِ، أَشدُّ بَياضَاً من الأَعْيَصِ(٦) والأَصهَبِ، كالوَاضِح، وهو المُتَوضِّح الأَقْرَاب، وأَنشد:
  مُتَوضِّح الأَقْرابِ فيه شُهْلةٌ
  شَنِج اليَدَيْنِ تَخَالُه مَشكولَا
  والوَاضحة: الأَسْنَانُ التي تَبْدُو عِنْد الضَّحك، صفة غالبة. وأَنشدَ:
  كلُّ خَليلٍ كنت صافَيتُه(٧)
  لا تركَ الله له وَاضِحَهْ
  كلُّهُمُ أَرْوَغُ من ثَعلبٍ
  ما أَشْبه اللَّيلَةَ بالبارِحَهْ
  وفي الحديث: «حتَّى ما أَوْضَحُوا بضاحِكَةٍ»، أَي ما طلَعُوا بضاحِكَة ولا أَبدوْها، وهي إِحْدَى ضَواحِكِ الإِنسان.
  وتَوضِحُ بالضّمّ وكسْر الضّاد: ع، بين إِمَّرَة إِلى أَسْودِ العيْنِ، وهو كَثيبٌ أَبيضُ في كُثبانٍ حُمْرٍ بالدَّهناءِ(٨) بين أَجإِ واليمامةِ.
  والوَضَحةُ، محرَّكةً: الأَتانُ أُنثَى الحِمَارِ. والواضِحة والمُوضِحةُ من الشِّجَاج: الّتي بَلَغت العَظْمَ فأَوضحَتْ عنه، وقيل: هي الّتي تَقْشِر الجِلْدَةَ الّتي بين اللَّحم
(١) من هنا العبارة ليست في الصحاح.
(٢) في معجم البلدان (وضاحية): «معلناً» بدل «معلماً».
(٣) القائل الأزهري كما في التكملة، والعبارة واضحة في التهذيب وفيه: قلتُ.
(٤) في التهذيب: ولدانهم.
(٥) وهي رواية اللسان والتكملة والتهذيب.
(٦) في التهذيب والتكملة: الأعيس بالسين المهملة.
(٧) البيت لطرفة كما في الصحاح. برواية خاللته بدل صافيته.
(٨) في معجم البلدان: بالدهناء قرب اليمامة.