تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وضح]:

صفحة 249 - الجزء 4

  والعرب تُسمِّي النَّهار الوَضَّاحَ واللّيلَ الدُّهْمَانَ.

  والوَضّاح لَقَبُ جَذِيمةَ الأَبرِش. وفي الصّحاح: وقد يُكنى بالوضَحِ عن البَرص، ومنه قيل لجَذِيمة الأبرِش الوَضّاحُ. قال⁣(⁣١): وهذا سببُ تَسْمية العرب له، لا ما قاله الخليلُ: سُمِّي جَذِيمةَ الأَبرشَ لأَنّه أَصابَه حرْقُ نارٍ فبقِيَ أَثره نقطٌ سودٌ وحمر.

  والوَضّاح مَولًى بَرْبَرِيٌّ لبنِي أُميَّة، قال ذلك السُّكَّريّ في قول جرير:

  لقد جاهدَ الوَضّاحُ بالحقِّ مُعلِماً

  فأَوْرثَ مَجْداً باقياً آل برْبَرَا⁣(⁣٢)

  كان شاعراً، وهو المعروف بوَضَّاحِ اليمن، وكانت أُمُّ البنينَ بنت عبد العزيز بن مرْوان تحْت الوليد بن عبد الملك، وكان تُحبُّ الوَضّاحَ. وفي المضاف والمنسوب للثعالبيّ: قال الجاحظ: قُتِل بسبب الفِسق ثلاثةٌ من العبيد: وَضَّاحُ اليمنِ، ويسَارُ الكواعِبِ، وعبْدُ بني الحسْحاس.

  وإِليه نُسِبَتِ الوَضَّاحِيَّة وهي ة معروفة.

  وفي حديث المبْعَث «أَنّ النَّبيَّ ÷ كان يَلْعَبُ وهو صغِيرٌ مع الغِلْمانِ ب عَظْمِ وضّاحٍ وهي لُعبةٌ لصِبيانِ الأَعراب، وذلك أَن تأْخُذ الصِّبْيةُ عَظْماً أَبيضَ فيَرْمُونه في ظُلْمَة اللّيْلِ. و، أَيْ ثُمّ يَتفرَّقُون في طلبِهِ فمَن وجده منهم فلَه القَمْرُ. قال⁣(⁣٣): ورأَيت الصِّبيان⁣(⁣٤) يُصَغِّرونه فيقولون عُظيمُ وضّاحٍ. قال: وأَنشدني بعضُهم:

  عُظيم وضّاحٍ ضِحَنَّ اللَّيْلهْ

  لا تَضحنّ بعْدَها مِنْ ليْلةْ

  وبِكْرُ الوضَّاحِ: صلاةُ الغَداةِ. وثِنْيُ دُهْمانَ: العِشَاءُ الآخِرةُ، قال الراجز:

  لوْ قِسْتَ ما بيْن مُنَاخيْ سَبَّاحْ

  لثِنْيِ دُهْمان وبِكْرِ الوضَّاحْ

  لقِسْتَ مَرْتاً مُسْبَطِرَّ الأَبْدَاحْ

  سبَّاحٌ بَعيرُه. والأَبداحُ: جوانِبُه.

  وعن أبي عمْرٍو: استَوْضَح الشَّيْءَ واستَكفَّه واستشْرفه، وذلك إِذا وَضَعَ يَدَه على عَيْنَيْه في الشَّمس لينظرَ هَلْ يَراه يُوَقِّي بكفّه عَينيه شُعاعَ الشَّمسِ. يقال: استوضِحْ عنه يا فُلان. واستوضح فُلاناً أَمْراً، وكذلك الكلامَ، إِذا سأَله أَن يُوَضِّحه له واستوضَح عن الأَمر: بَحثَ.

  والمُتَوَضِّحُ: مَنْ يظْهَر. وقد تَوضَّحَ الطَّرِيقُ: استَبَانَ.

  ومَنْ يَرْكَب وضَحَ الطريق ولا يَدْخُل في الخَمَرِ محرَّكةً.

  وقال النضْر: المُتوضِّح من الإِبل: الأَبيضُ غيرُ - وفي بعض الأُمّهات⁣(⁣٥): وليس - شَدِيد البَياضِ، أَشدُّ بَياضَاً من الأَعْيَصِ⁣(⁣٦) والأَصهَبِ، كالوَاضِح، وهو المُتَوضِّح الأَقْرَاب، وأَنشد:

  مُتَوضِّح الأَقْرابِ فيه شُهْلةٌ

  شَنِج اليَدَيْنِ تَخَالُه مَشكولَا

  والوَاضحة: الأَسْنَانُ التي تَبْدُو عِنْد الضَّحك، صفة غالبة. وأَنشدَ:

  كلُّ خَليلٍ كنت صافَيتُه⁣(⁣٧)

  لا تركَ الله له وَاضِحَهْ

  كلُّهُمُ أَرْوَغُ من ثَعلبٍ

  ما أَشْبه اللَّيلَةَ بالبارِحَهْ

  وفي الحديث: «حتَّى ما أَوْضَحُوا بضاحِكَةٍ»، أَي ما طلَعُوا بضاحِكَة ولا أَبدوْها، وهي إِحْدَى ضَواحِكِ الإِنسان.

  وتَوضِحُ بالضّمّ وكسْر الضّاد: ع، بين إِمَّرَة إِلى أَسْودِ العيْنِ، وهو كَثيبٌ أَبيضُ في كُثبانٍ حُمْرٍ بالدَّهناءِ⁣(⁣٨) بين أَجإِ واليمامةِ.

  والوَضَحةُ، محرَّكةً: الأَتانُ أُنثَى الحِمَارِ. والواضِحة والمُوضِحةُ من الشِّجَاج: الّتي بَلَغت العَظْمَ فأَوضحَتْ عنه، وقيل: هي الّتي تَقْشِر الجِلْدَةَ الّتي بين اللَّحم


(١) من هنا العبارة ليست في الصحاح.

(٢) في معجم البلدان (وضاحية): «معلناً» بدل «معلماً».

(٣) القائل الأزهري كما في التكملة، والعبارة واضحة في التهذيب وفيه: قلتُ.

(٤) في التهذيب: ولدانهم.

(٥) وهي رواية اللسان والتكملة والتهذيب.

(٦) في التهذيب والتكملة: الأعيس بالسين المهملة.

(٧) البيت لطرفة كما في الصحاح. برواية خاللته بدل صافيته.

(٨) في معجم البلدان: بالدهناء قرب اليمامة.