تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أزخ]:

صفحة 256 - الجزء 4

  وأَرّخَه بالتشديد، وآرَخه بمَدِّ الهمزة: وَقَّتَه، أَرْخاً وتَأْريخاً ومُؤارَخة. ومثله التَّوْريخُ، وزَعمَ يعقوبُ أَنّ الواو بَدلٌ من الهمزة. وقيل: إِنَّ التَّأْرِيخ الذي يُؤرّخه الناسُ ليس بعربيّ محْض، وإِنّ المسلمين، أَخذوه من⁣(⁣١) أَهْل الكتاب.

  قال شيخنا: وقد أَنكرَ جماعةٌ استعمالَه مخفّفاً، والصّوابُ ورودُه واستعماله، كما أورده ابن القطّاع وغيره. والخِلاف في كونه عربياًّ أَو ليس بعربيّ مشهور، وقيل هو مقلوب من التأْخير.

  وقال الصُّوليّ: تاريخ كلِّ شيْءٍ غايتُه ووَقتُه الّذي ينتهِي إِليه، ومنه قيل: فلانٌ تاريخُ قومِه، أَي إِليه يَنتهِي شَرَفُهم ورياستُهم.

  وفي المصباح: أَرَّخْتُ الكتابَ، بالتثقيل، في الأَشهَر، والتخفيفُ لغةٌ حكَاها ابن القطّاع، إِذَا جَعلتَ له تاريخاً.

  وهو معرّب، وقيل عربيٌّ، وهو بَيان انتهاءِ وَقْته. ويقال: وَرَّخت، على البدَل، والتوَّريخ قليلُ الاستعمال. وأَرّخت البيِّنة: ذكرْتُ تاريخاً وأَطلقْت، أَي لم تذكره، انتهى.

  والاسم الأُرْخَة، بالضّمّ.

  والأَرْخُ، بفتح فسكون، وهو الصحيح، قاله أَبو منصور، ويُكْسر، نُقِلَ عن الصَّيْدَاويّ: الذَّكَرُ من البَقَرِ، ويقال: الأُنَثى من البقَر البِكْرُ التي لم يَنْزُ عَلَيْهَا الثِّيرَانُ.

  والأَرَخُ⁣(⁣٢)، محرَّكةً: ة بأْجَأَ أَحدِ جَبلَيْ طيِّئ.

  والأُرْخِيُّ، بالضّمّ: الفَتِيّ مِنه أَي من البقر، ومنهم من عَمّ به البقرَ كالأَرْخِ والإِرْخِ، قاله أَبو حنيفة، والجمع آراخٌ وإِراخٌ، والأُنثى أَرخَه، محرّكةً، وإِرْخَة⁣(⁣٣)، والجمع إِراخٌ لا غير. قال ابن مُقْبل:

  أَو نعْجةٌ من إِراخِ الرّملِ أَخْذَلَها

  عنْ إِلْفها واضِحُ الخدّينِ مكحولُ

  قال ابن برّيّ: هذا البيتُ يقوِّي قَول مَن يقول إِنّ الأَرْخَ الفِتيّة بِكْراً كان أَو غير بِكْر، أَلَا تَرَاه قد جعلَ لها وَلداً بقوله: واضح الخدّين مكحول والعرب تُشبِّه النِّساءَ الخَفِراتِ في مشْيهنّ بالإِراخِ، كما قال الشاعر:

  يمشِينَ هَوْناً مِشْيَةَ الإِراخِ

  أَو الإِراخ ككِتَابِ: بقَرُ الوَحْش، الواحد إِرْخة. ويُطلق على المذكّر والمؤنّث، وهو ظاهرُ كلام الجوهريّ.

  والأُرْخِيَّة ولَدُ الثَّيْتَل، وقال ابن السِّكّيت: الأَرْخ بقَرُ الوَحْش. فجعله جِنْساً، فيكون الواحِد على هذا القول أَرْخَة، مثل بَطّ وبَطَّةٍ، وتكون الأَرْخة تقَع على الذّكر والأُنثى، يقال: أَرْخَة ذَكرٌ وأَرْخة أُنثَى، كما يقال بطّة ذكرٌ وبطّة أُنثى. وكَذلك ما كان من هذا النَّوع جِنْساً وفي واحدة تاءُ التأْنيث، نحو حمامٍ وحمامةٍ، وقال الصَّيداويّ الإِرْخ بِالكسر: ولدُ البقَرَة الوحْشيّة إِذا كان أُنثَى. وقال مُصعبُ بن عبد الله الزُّبيريّ: الأَرْخ وَلدُ البقَرةِ الصَّغيرُ. وأَنشدَ الباهليّ لرَجُلِ مَدنيّ كان بالبصرة:

  لَيْتَ لي في الخَمِيس خَمسينَ عاماً⁣(⁣٤)

  كلُّهَا حوْلَ مَسْجدِ الأَشياخِ

  مَسْجد لا تَزالُ تَهْوِي إِليه⁣(⁣٥)

  أُمُّ أَرْخٍ قِناعُهَا مُتَرَاخِي

  وقيل: إِنّ التاريخ مأْخوذٌ منه، كأَنّه شيءٌ حَدَثَ كما يَحدُث الولَدُ. وقال ابنُ الأَعرابيّ وأَبو منصور: الصحيحُ الأَرْخُ بالفتح، والذي حكاه الصَّيداويّ فيه نَظرٌ⁣(⁣٦)، والّذِي قاله اللّيث أَنّه يقال له الأُرْخِيُّ لا أَعرفه، كذا في التهذيب.

  وقالوا من الأَرْخ ولَدِ البقرةِ أَرخْتُ أَرْخاً.

  وأَرخ إِلى مكانه يأْرَخُ أُروخاً: حَنَّ إِليه. وقد قيل إِنّ الأَرْخ من البَقَرِ مُشتقٌّ من ذلك، لحَنينه إِلى مكانِه ومأْوا:

  [أزخ]: الأَزْخُ، بالزاي الساكنة، لُغة في الأَرْخ، وهو الفَتِيّ من بَقر الوحْشِ، رواهما جَميعاً أَبو حنيفة، وأَمّا غيره من أَهْل اللُّغة فإِنّما روايته الأَرخ، بالرّاءِ. والله أَعلمُ.

  [أضخ]: أُضاخ، كغُرَابٍ: ع بالبادية، يُصرَف ولا يصرف، وقيل جَبلٌ، يُذكّر ويؤنّث وفي المراصد: أَنّه من


(١) اللسان: عن.

(٢) في التكملة بفتح فسكون ضبط قلم.

(٣) في اللسان: والانثى أَرْخَة وإِرْخَة.

(٤) في التهذيب واللسان: عيناً.

(٥) في التهذيب: مسجدٌ لا يزال يهوي إِليه.

(٦) يريد الذي حكاه الصيداوي عن مصعب يعني قوله: الأرخ ولد البقر الصغير.