تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سخخ]:

صفحة 278 - الجزء 4

  لأَنَّ النَّهار مكوَّرٌ على اللَّيل، فإِذا زال ضَوؤُه بَقِيَ اللَّيلُ غاسِقاً قد غَشِيَ النّاس.

  وسَلَخَت الحَيَّةُ تَسْلَخُ سَلْخاً وكذلك كلُّ دابّةٍ: انْسَرَى، هكذا في سائر النَّسخ، وفي الأُمّهَات كلِّهَا: تَنْسَرِي عن سَلْخَتِهَا، بالفتحِ، أَي جِلْدَتِها. ووَجَّهَه شيخُنَا بأَنَّ لفْظَ الحَيَّةِ يُطْلَق على الذَّكَر والأُنثَى، كما صَرَّحَ به جماعةٌ.

  والسَّلْخ، بالفتح: آخِرُ الشَّهرِ، كمُنسَلَخِه، بفتح الَّلام.

  والسَّلْخ: اسمُ ما سُلِخَ عن الشَّاةِ، والإِهَابُ، أَي كُشِطَ عنه، ومن المجاز سلَخَ الجَرَبُ جِلْدَه.

  والسَّالِخ: جَرَبٌ يُسلَخُ منها الجَمَلُ⁣(⁣١).

  وسَلَخَ الحَرُّ جِلْدَ الإِنسانِ وسَلَّخَه، فانسَلَخَ وتَسَلَّخَ.

  والسالِخ: اسمُ الأَسْوَدِ من الحَيَّاتِ شَديد السَّواد. قال ابنُ بُزُرْج: ذلك أَسودُ سالِخاً، جعلَه معرفةً ابتداءً من غَيْر مسأَلَةٍ. وأَسودُ سالخٌ، غيرَ مُضَافٍ، لأَنّه يَسْلَخ جِلْدَه كلّ سَنَةٍ. والأُنْثَى أَسْوَدَةٌ⁣(⁣٢) ولا تُوصَف بِسَالخة. وأَسْوَدُ سالِخٌ وأَسْوَدانِ سالِخٌ، لا تُثنَّى الصِّفةُ، في قول الأَصمعيّ وأَبي زيد، وقد حكَى ابنُ دريد تثنيتَها، والأَوّلُ أَعرَفُ. وأَساوِدُ سالِخَةٌ وسَوَالخُ وسُلَّخٌ وسُلَّخَةٌ، الأَخيرة نادرة.

  والأَسْلَخ: الأَصلَعُ، وهو بالجيم أَكثر، والرَّجل الشَّديدُ الحُمْرَة.

  والسَّليخَة: عطْرٌ تَراه كأَنّه قشْرٌ مُنْسَلِخ ذو شُعَبٍ.

  والسَّليخة: الوَلَدُ، لكونه سُلخَ، أَي نُزِعَ من بطْن أُمّه.

  والسَّليخة: دُهْنُ ثَمَر البَانِ قبلَ أَن يُرَبَّبَ بأَفاوِيهِ الطِّيب، فإِذا رُبِّبَ بالمِسْك والطِّيب⁣(⁣٣) ثم اعتُصِرَ فهو مَنشوشٌ، وقد نُشَّ نَشًّا، أَي اختَلطَ الدُّهْنُ برَوائحِ الطِّيبِ.

  والسَّلِيخةُ من العَرْفَج: ما ضَخُمَ من يَبِيسِه. ومن الرِّمْث: ما لَيْسَ فيه مَرعىً، إِنّما هو خَشَبٌ يابسٌ، والعرب تقوا، للرِّمْث والعَرْفَج إِذا لم يَبْقَ فيهما مَرْعىً للماشية: ما بَقِيَ منهما إِلّا سَليخةٌ.

  والسَّلْخ والمِسْلَاخُ: جِلْدُ الحَيَّةِ الّذي تَنسَلِخ عنه، كالسَّلْخَة.

  ومن المَجاز: فُلانٌ حمارٌ في مسْلَاخِ إِنسانٍ.

  وفي حديث عائشة «ما رأَيْت امرَأَةً أَحَبَّ إِليّ أَنْ أَكُونَ في مسْلَاخها من سَوْدَةَ». تَمنَّتْ أَن تكون مثْلَ هَيْئَتها⁣(⁣٤) وطَرِيقَتها.

  والمسْلاخُ: نَخْلَةٌ يَنتثر بُسْرُهَا وهو أَخْضَرُ.

  وفي حديث ما يَشتَرِطه المشترِي على البائع «أَنّه ليس له مِسلاخٌ ولا مِخْضَار».

  والمِسْلاخُ: الإِهَابُ كالسِّلْخ بالكسر.

  ورجلٌ سَلِيخٌ مَلِيخٌ: شديدُ الجِمَاعِ ولا يُلْقِح. وسَليخٌ مليخٌ: مَنْ لا طَعْمَ له. والّذي في الأمّهَات بإِسقاط «مَنْ».

  وفيه سَلَاخَةٌ ومَلَاخَةٌ، إِذا كان كذلك، عن ثعلب.

  والسَّلَخُ، مُحرّكةً: ما على المِغْزلِ من الغَزْل.

  واسْلخّ الرَّجلُ اسلِخَاخاً: اضْطَجَع. وأَنشد:

  إِذا غَدَا القَوْمُ أَبَى فاسْلَخَّا

  والإِسْلِيخُ، كإِزْمِيل: نَبَاتٌ.

  * ومما يستدرك عليه:

  في حديث سُليمانَ # والهدهدِ «فسَلَخُوا مَوضِعَ الماءِ كما يُسْلَخ الإِهَابُ فخَرَجَ الماءُ»، أَي حَفَروا حتّى وَجَدوا الماءَ.

  وشاةٌ سَلِيخٌ: كُشِطَ عنها جِلْدُها، فلا يزال ذلك اسمَها حتّى يُؤكَل منها. فإِذا أُكِلَ منها سُمِّيَ ما بَقِيَ منها شِلْواً، قلَّ أَو كثُرَ.

  وسَلَخَ الظَّليمُ، إِذا أَصابَ رِيشَه دَاءٌ.

  وسَلْخُ الشِّعْرِ: وضْعُ لفظٍ بمعنَى الّلفظِ الآخَر في جميعه، فتُزيلُ أَلفاظَه وتَأْتِي بدَلَهَا بأَلْفَاظٍ مُرَادِفة لها في معناها؛ فهذا سَلْخٌ فإِنْ قَصَّرَ دون معناه كان مَسْخاً.

  ومسْلخٌ⁣(⁣٥) اسم جَبَلٍ ذُكِرَ في غَزْوَةِ بدْرٍ، نقله السُّهَيْليّ.


(١) في التهذيب واللسان: «السالخ: جَرَبٌ يكون بالجمل يسلخ منه».

(٢) في القاموس والصحاح منونة، وفي اللسان ضبطت بدون تنوين.

(٣) الأصل واللسان والتكملة وفي التهذيب: والعنبر.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله هيئتها، الذي في اللسان والنهاية: هديها».

(٥) في معجم البلدان: مُسلِح بالحاء بضم الميم وسكون السين وكسر اللام. قال ابن اسحاق في غزوة بدر: فلما استقبل الصفراء وهي قرية -