تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الظاء المشالة مع الخاء المعجمة

صفحة 296 - الجزء 4

  ومعنَى شِعر الدَّهناءِ أَنَّ النِّساءَ كُنَّ يَتَخَمَّنَ في أَصابع أَرْجُلهن، فتَصِفُ هذه أَنّه إِذا شالَ بِرِجْلَيْهَا سَقطَتْ خَواتِيمها في كُمِّها⁣(⁣١)؛ وإِنّما تَمنَّت شِدَّةَ الجِماعِ.

  والفَتَخُ، مُحَرَّكةً: استِرْخَاءُ المفَاصِل ولِينُهَا وعِرَضُهَا، وقيل: هو اللِّينُ في المَفاصل وغيرِها، فَتِخَ فَتَخاً، وهو أَفتَخُ أَو الفَتَخُ: عِرَضُ الكَفِّ والقَدَمِ وطُولُهما. ومنه: أَسَدٌ أَفْتَخُ: عريضُ الكَفِّ. ورَجلٌ أَفتخُ بيِّنُ الفَتخِ، إِذا كان عَرِيضَ الكَفِّ والقَدَمِ مع الليِّن. قال الشاعر:

  فُتْخُ الشَّمَائلِ في أَيْمانِهمْ رَوَحُ

  والفَتَخُ شِبْهُ الطَّرَقِ، محرّكَةً في الإِبلِ. والفَتَخِ: كُلُّ جُلْجُلٍ، كهُدْهُد، هكذَا ضُبطَ في سائر النُّسخ الموجودة عندنا⁣(⁣٢)، والّذي في اللِّسان: «كلّ خَلْخَالٍ» لا يَجْرُسُ، أَي لا يُصَوِّت.

  وفَتَخَ الرَّجلُ أَصابعَهُ فَتْخاً وفَتَّخَهَا تَفتيخاً: عَرَّضَهَا وأَرخَاهَا، وقيل، فَتَخَ أَصابعَ رِجْلَيْه في جُلُوسه، ثَنَاهَا ولَيَّنها. قالَ أَبو منصور: يَثنِيهما إِلى ظاهرِ⁣(⁣٣) القَدَم لا إِلى باطِنها. وفي الحديث «أَنّه كان إِذا سَجَدَ جَافَى عَضُدَيْه عن جَنْبَيْه وفَتَخَ أَصَابِعَ رِجْلَيْه». قال يحيَى بن سعيد: الفَتْخ أَن يَصْنَع هكذا، ونَصَبَ أَصابعَه ثمَ غمزَ مَوْضِعَ المَفَاصِلِ منها إِلى باطِن الرَّاحَة وثَنَاهَا إِلى بَاطِنِ الرِّجْل، يعني أَنّه كان يَفْعَل ذلك بأَصَابع رِجْلَيْهِ في السجودِ. قال الأَصمعيّ: وأَصْلُ الفَتْخ⁣(⁣٤): اللِّينُ.

  والفَتْخَاءُ شيْءٌ مُربَّعٌ شِبْهُ مِلْبَنٍ من خَشَب يَقعُدُ عليه مُشْتَارُ - اسم فاعلٍ من اشتارَ - العَسَلِ ثم يَمُدُّ [يده]⁣(⁣٥) من فوق حتّى يَبلُغَ مَوِضعَ العَسَلِ.

  والفَتْخَاءُ مِنَ العِقْبَانِ، بالكسر، جمع عُقَابٍ: اللَّيِّنَةُ الجَنَاحِ لأَنّهَا إِذا انحَطَّت كسَرتْ جَنَاحَيها وغَمَزتْهما، وهذا لا يكون إِلّا مَن اللِّين. وقال شيخُنَا. وفي أَكثرَ المصنّفات اللُّغَويّة أَنّ الفَتْخاءَ المُسترخِيَةُ الجَنَاحَينِ مُطْلَقاً من الطُّيورِ، ثم أُطِلقَت على العِقْبَانِ، كأَنَّهَا صِفةٌ لازمةٌ لها، فصارَتْ من أَسمائها. ولذلكَ زعمَ قَومٌ أَن إِطلاقها عليها مَجاز. وأَنشد:

  كأَنِّي بفَتْخَاءِ الجَنَاحينِ لِقْوَةٍ

  دَفُوفٍ من العِقْبَانِ طَأْطأْتُ شِمْلالي⁣(⁣٦)

  ويقال: نَاقةٌ فَتْخَاءُ الأَخْلافِ، إِذا ارْتَفَعَتْ أَخْلَافُهَا قِبَلَ بَطْنِهَا، وهو ذَمٌّ، وفي المَرْأَةِ والضَّرْعِ مَدْحٌ وعبارة الِّلسان تُعطِي⁣(⁣٧) أَنّه في المرأَة مَدْحٌ أَيضاً، فليُنظَر.

  وفِتَاخٌ، كَكِتَابٍ، اسم ع.

  وفُتُوخُ الأَسَدِ، بالضّمّ: مَفَاصِلُ مَخَالِبِه، هكذا في النُّسخ، والّذي في اللسان: الفَتَخُ عِرَضُ مَخالبِ الأَسدِوليِنُ مَفاصِلها وأَفْتَخَ الرَّجُلُ: ارْتَخَى، وأَعْيَا وانْبَهَرَ.

  والأَفاتِيخُ من الفُقُوع هَنَوَاتٌ، وفي بعض الأُصول. هَنات تَخْرُجُ أَوّلاً، وفي بعض الأُصول: في أَوّله⁣(⁣٨)، فتُظَنّ كَمْأَةً، وفي بعض الأُصول: فيَحسبها النّاسُ كَمْأَةً حَتَّى تُستَخْرَجَ فتُعْرَفَ، حكاه أبو حنيفةَ، ولم يَذكر للأَفَاتِيخ واحداً.

  ورَجُلٌ، وفي الأساس: وظَبْيٌ أَفْتَخُ الطَّرْفِ: فاتِرُه⁣(⁣٩).

  وفُتَيْخٌ كَزُبَيْرٍ: ع. وفي اللِّسان: فُتَيْخٌ وفَتَّاخٌ: دَحْلَانِ بأَطْرَاف الدّهْنَاءِ مما يَلِي اليمامةَ، عن الهَجريّ.

  * ومما يستدرك عليه:

  الفَتْخُ والفَتْخَة: باطِنُ ما بينَ العَضُدِ والذّراعِ. والفَتَخُ في الرِّجْلَيْن طُولُ العَظْمِ وقِلّةُ اللَّحْمِ.


(١) الأصل واللسان، وفي التهذيب: خواتمها في كميها.

(٢) ومثله في التهذيب.

(٣) الأصل واللسان وفي التهذيب: ظهر.

(٤) ضبطت في المطبوعة الكويتية بالتحريك، وما ضبطناه عن التهذيب واللسان.

(٥) زيادة يقتضيها السياق.

(٦) البيت لامرئ القيس من قصيدة مطلعها:

ألا عم صباحاً أيها الطلل البالي

وهل يعمن من كان في العصر الخالي

وروايته في ديوانه:

صيود ... شمال

وفي اللسان (دفف) أعقبه بقوله: ويروى شملال دون ياء.

(٧) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله تعطي الخ في هذا التعبير نظر فإِن عبارته صريحة في أنه مدح في المرأة، وعبارة اللسان: وناقة فتخاء الأخلاف ارتفعت أخلافها قبل بطنها وكذلك المرأة وهو فيها مدح، وفي الرجل ذم، فلعل الصواب أن يقول: تعطى أنه في الناقة الخ».

(٨) وهي عبارة اللسان.

(٩) وشاهده كما في اللسان والتكملة قول الأعشى:

فهي تتلو رخص الظلوف ضئيلا