تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أرد]:

صفحة 332 - الجزء 4

  وأَدَّ الشّيْءَ والحَبْلَ يؤدُّه أَدًّا: مَدَّهُ. وأَدَّ في الأَرض يَؤُدُّ أَدًّا: ذَهَب. وعن اللَّيث أَدَّتْه الدّاهيةُ تَؤُدُّه، بالضّمّ، وتَئِدُّه، بالكسر، والأَوّل هو القياس والكسْر غريبٌ لا يعرَف، قال ابن سيده: وأُرَى اللِّحيانيّ حكَى تَأَدُّه، بالفتح، فإِمّا أَن يكون بَنَى ماضِيَه على فَعِلَ، وإِمَّا أَن يكون من باب أَبَى يأْبَى. وقد استغرَبه شيخنا جِدًّا، لأَنَّه لم يطّلِع على نَصِّ اللِّحيانيّ. وكلُّ ذلك معناهُ دَهَتْه. وكذا أَدَّه الأَمرُ يَؤُدُّه أَدًّا ويَئِدُّه، إِذا دَهَاه.

  والتَّأَدُّدُ: التَّشْدّد، كالأَدّ.

  وأُدَدٌ، كعُمَرَ، مصروفاً، ولو قال كصُرَد لم يَحتج للتّطويل ببيان حُكْم إِعرابه، وأُدُدٌ، بضمَّتين، لُغة فيه عن سيبويه: أَبو قَبِيلةٍ من حِمْير وهو أُددُ بن زَيد بن كهَلانَ بن سَبَإِ بن حِمْيَر، وقيل أُددُ بنِ زيد بن يَشجُب بن عَرِيب بن كهلانَ بن سَبَإِ بن يَشْجُب بن يَعرُبَ بن قَحطانَ.

  وأُدٌّ بالضمّ ابنُ طابخَةَ بن الْياسِ بن مُضَرَ أَبو قَبيلةٍ أُخْرَى قال الشاعر:

  أُدُّ بن طابخةٍ أَبونَا فانْسُبُوا

  يَومَ الفَخارِ أَباً كأُدٍّ تُنْفَرُوا

  قال ابن دُريد: أَحسب أَن الهمزة في أُدٍّ واوٌ، لأَنّه من الوُدّ، أَي الحُبّ، فأَبدِلت الواوُ همزةً، كما قالوا {أُقِّتَتْ} وأُرِّخَ الكِتَابُ.

  * ومما يستدرك عليه:

  أَدَدُ الطّرِيقِ: دَرَرُهُ.

  والأَدُّ: صَوت الوَطْءِ. قال الشاعر:

  يَتْبَعُ أَرْضاً جِنُّهَا يُهَوِّلُ

  أَدٌّ وسَجْعٌ ونَهِيمٌ هَتْمَلُ

  والأَيِدُ: الجلَبَةُ. وشَدِيدٌ أَدِيدٌ إِتْبَاعٌ له. قال الأَزهريّ: وكان لقريش صَنَمٌ يَدعُونهُ وِدًّا، ومنهم من يقول أُدّ، وهي لُغة.

  وأَدَّ البَعيرُ في سَيره يَئِدُّ أَدّاً، إِذا أَسرَعَ وسار سيراً شديداً.

  [أرد]: أَرْدُ، بفتْح فسكون، أَهمله الجوهريّ وصاحب اللسان، وقال الصاغانيّ: هي ة ببُوسَنْجَ، منها محمّد بن عَيّاش، روَى عن صالح بنِ سَهْلِ البُوسَنْجيّ، وعنه أَبو الحسن الفالي. وبالضّمّ: ة⁣(⁣٤) بفارسَ: قريبةٌ من أَصْبهانَ، منها أَبو الحَسن عليّ بنُ إِبراهيمَ بِن أَحمدَ الدامانيّ، روى له المالينيّ.

  وأَرْدِسْتَان، بفتح الأَوّل وكسْر الثالث وفَتْحِه: د قُرْب أَصْفَهَانَ منه أَبو محمد عبد الله بن يوسف بن أَحمَد الأَصفهانيّ نَزيل نيسابورَ، توفِّيَ سَنة ٤٠٩.

  وأَرْدَشِيرُ، قال الحافظ ابن حجر: هكذا رَأَيْتُه في كتاب الذَّهبِيّ بخطّه، ولم أَرَه في الإِكمال ولا في ذَيله، وسَمعْت مَن يذكُره بالزَّاي، من مُلوكِ المَجُوسِ المشهورين.

  [أزد]: أَزْدُ بنُ الغَوْثِ بن نَبْت بن مالِكِ⁣(⁣١) بن كَهْلَانَ بنِ سَبَإِ وهو أَسْد. بالسِّين أَفصحُ، وبالزّاي أَكثُر. قال الوَزير في كتاب الإِلحاق بالاشتقاق إِنّه اشتقاقٌ بعيدٌ لا يَصِحُّ عند أَهْل النظَرِ قال: والصّحيح ما أَخبرَني به أَبو أُسامةَ عن رِجاله قال: عَسْد والأَسد والأَزد، هذه الثّلاثُ الكلماتُ معنَاهَا كلِّهَا القُبُل. قال: والأَزْد أَيضاً يكون بمعنَى العَزْد، وهو النِّكاح، نقله شيخنا، أَبو حَيٍّ باليَمَن، ومن أَولادِه الأَنصارُ كلُّهم. قال الشيخ عبد القادر بن عمر البغداديّ الحنفيّ: اسمه دِرْءٌ، بكسر فسكون وآخره همزة، والأَزْد لَقبُه. وصرّحَ أَبو القاسم الوزير أَنّه دِرَاءٌ⁣(⁣٢) ككِتَاب، وصحَّحَه الأَمير وغيرُه. وفي الاستيعاب: الأَزْدُ جُرثومةٌ من جراثيمِ قَحْطَانَ، وافتَرَقَتْ فيما ذكَرَ أَبو عُبيدةَ وغيرُه من علماءِ النَّسب على نَحْوِ سبْعٍ وعشرين قَبيلةً. ويقال أَزْدُ شَنُوءَة وأَزْدُ عُمَان وأَزْدُ السَّرَاةِ. وفي مُختَصَر الجمْهرة: أَنّ شَنوءَة اسمُه الحارث، وقيل عبد الله. وعُمَان كغُرَاب: بَلدٌ على شاطئ البَحْرِ بينَ البَصرةِ وعَدَن. والسَّرَاة: أَعظمُ جِبالِ العرب. ويقال لبعضٍ آخرَ: أَزْدُ غَسّانَ، وهو اسمُ [ماءٍ]⁣(⁣٣) فمن شَرِبَ منه منهم سُمِّيَ أَزْدَغَسَّانَ، وهم أَربَعُ قبائلَ، ومن لم يَشرب منه لم يُقَلْ له ذلك. وإِليه يُشير قولُ حسّان بن ثابت:


(٤) في القاموس: «د» بدل «ة».

(١) في جمهرة ابن الكلبي ص ٦١٥ وجمهرة ابن حزم ٤٨٤ مالك بن زيد بن كهلان.

(٢) في جمهرة ابن الكلبي: ذرآء.

(٣) زيادة عن جمهرة ابن الكلبي ص ٦١٥ قال: وهو ماء بين زبيد ورمع.