تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بجد]:

صفحة 340 - الجزء 4

  وآيَدْتُه مُؤَايَدَة وأَيَّدْتُهُ تَأْييداً فهو مُؤْيَدٌ كمُكْرَمٍ، ومُؤَيَّدٌ، كمُعظَّم: قَوَّيْتُه. وقُرِئَ إِذ آيَدْتُك بِرُوح القُدُسِ⁣(⁣١) أَي قَوَّيْتُكَ.

  وفي حديث حسّان بن ثابتٍ «إِنَّ رُوحَ القُدُسِ لا يزالُ يُؤَيِّدُك»، أَي يُقوِّيك ويَنصرُك.

  والإِياد، ككِتَابِ: ما أُيِّدَ به من شيْءٍ، وقال اللّيث: إِيادُ كلِّ شيْءٍ: ما يقَوَّى به من جَانبَيْهِ، وهما إِيادَاه والإِيادُ المَعْقِلُ، والسِّتْر، والكَنَف والهَوَاءُ، وهذه عن أَبي زيدٍ واللَّجَأُ، وقد قيل إِنّ قولهم أَيَّدَه الله، مُشتقٌّ من ذلك. قال ابن سيده: وليس بالقَوِيّ. وكلُّ ما يُحرَزُ به فهو إِيَادٌ.

  والإِيَادُ: الجَبَلُ الحَصِينُ. وكلُّ شيْءٍ كان واقياً لشيْءٍ فهو إِيَادُ: والإِيَادٌ: التُّرَابُ يُجعَلُ حَوْلَ الحَوْضِ⁣(⁣٢) والخِبَاءِ يُقَوَّى به أَو يَمنَع ماءَ المطرِ. قال ذو الرُّمَّة يصف الظَّلِيم:

  دَفَعْنَاه عن بِيضٍ حِسَانٍ بأَجْرَعٍ

  حَوَى حَوْلَهَا من تُرْبِه بإِيَادِ

  يَعْنِي طَرَدْنَاه عن بَيْضِه.

  والإِيَاد من الرَّمْل: ما أَشْرَفَ. والإِيَادان. مَيْمَنَةُ العَسْكَرِ ومَيْسَرتُه. قال العجّاج:

  عَنْ ذِي إِيَادَيْنِ لُهَامٍ لو دَسَرْ

  بِرُكْنِه أَرْكَانَ دَمْخٍ لانْقَعَرْ

  هكذا أَوردَه الجوهَرِيّ⁣(⁣٣)، قال الصَّغاني والروايَة «عن ذِي قدامِيسَ». وفي هذه الأَرجوزة.

  مِنْ ذِي إِيَادَيْن إِذا جَدَّ اعتَكَرْ

  وإِيادٌ: حَيٌّ من مَعَدٍّ. وهم اليومَ باليمن، قال ابن دُريد: هما إِيادانِ: إِيادُ بن نِزَارٍ، وإِياد بن سُود بن الحجر بن عَمّار بن عمْرٍو. قال أَبو دُواد الإِياديّ:

  في فُتُوءً حَسَنٍ أَوْجُهُهمْ

  من إِيادِ بن نِزارِ بن مضرْ⁣(⁣٤)

  والإِيَادُ: كَثْرةُ الإِبِلِ، وهو مَجاز.

  والمُؤْيِدُ، كمُؤْمِنٍ: الأَمرُ العَظِيمُ، والداهيةُ. ج مَوَائدُ.

  قال طرَفَة:

  تَقولُ وقد تَرّ الوَظيفُ وساقُها

  أَلسْتَ تَرَى أَن قد أَتيْتَ بمُؤْيِدِ؟

  وروى الأَصمعيّ «بمُؤْيَد»، بفتح الياءِ قال: وهو المشدَّد عن كلِّ شيْءٍ. وأَنشد للمثقِّب العَبديّ:

  يَبنِي تَجالِيدي وأَقتادَهَا

  ناوٍ كرأْسِ الفَدَنِ المُؤْيَدِ

  يُريد بالنَّاوِي سَنامَها وظَهْرَها. والفَدَن: القَصْر.

  وتَجاليدُه: جِسْمه.

  وتأَيَّدَ الشَّيْءُ: تَقوَّى. وقول الشاعر:

  إِذا القوسُ وَتَّرَها أَيِّدٌ

  رَمَى فأَصابَ الكُلَى والذُّرَا

  الأَيِّدُ. ككَيِّسٍ: القَوِيُّ، يقول: إِذا اللهُ تعالَى وَتَّرَ القَوسَ الّتي في السّحاب رَمَى كُلَى الإِبلِ وأَسنِمَتَها بالشَّحْم، يعنِي من النَّبات الَّذي يكون من المَطَر.

  وأَيْدٌ⁣(⁣٥): ع قُربَ المدينة، على ساكنها أَفضلُ الصَّلاة والسّلام، من بلادِ مُزَيْنَةَ. وضبطه البَكريُّ بالرَّاءِ في آخره بدل الدال، وقال: هو ناحيةٌ من المدينة يَخرجون إِليها للنُّزهة. وستأْتي الإِشارة إِليه إِن شاءَ الله تعالى.

فصل الباءِ الموحدة مع الدال المهملة

  [بجد]: بَجَدَ بالمكانِ يَبْجُد بُجُوداً، كقُعُودٍ، وبَجْداً، الأَخِيرَة عن كُراع، وبَجَّدَ تَبْجِيداً، وهذه عن ابن الأَعرابيّ، أَي أَقامَ به. وبَجَدَت الإِبلُ بُجُوداً وبَجَّدَتْ: لَزِمَتِ المَرْتَعَ، ويقال للرّجُلِ المُقيمِ بالمَوضع إِنّه لبَاجِدٌ.

  والبَجْدَةُ، بفتح فسكون: الأَصْلُ والصَّحْرَاءُ، والتُّراب، والبَجْدَة أَيضاً: دِخْلَةُ الأَمْرِ وباطِنُه، أَي بطانَتُه، يقال: هو عالمٌ ببَجْدةِ أَمْرِك. وبضَمّةٍ وبضَمَّتين، ففيه ثلاثُ لُغاتٍ.

  ومن المَجاز هو ابنُ بَجْدَتِها، وفي كُتب الأَمثال «أَنا ابنُ


(١) سورة المائدة الآية: ١١٠.

(٢) التهذيب واللسان: أو الخباء.

(٣) في الصحاح: «لا نعقر» العين قبل القاف. وانقعرت الشجرة: انقلعت من أصلها. وانعقر ظهر الدابة: دبر، وعقر البعير بالسيف فانعقر: ضرب به قوائمه فانقطعت.

(٤) الأصل واللسان، وفي الصحاح: بن معد.

(٥) قيدها في معجم البلدان بالفتح ودال مهملة.