تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الباء الموحدة مع الدال المهملة

صفحة 365 - الجزء 4

  وفي اللِّسَان: قيلَ للمُتحيِّرِ مُتبلِّد لأَنَّه شُبِّه بالذَّي يَتَحَيَّر في فلَاةٍ من الأَرض لا يَهتدِي فيها.

  ومن المَجاز: التَّبَلُّد: التَّلهُّفُ، كذا في الأَساس واللسان. قال عَدِيُّ بن زَيد:

  سأَكْسِب مالاً أَو تَقُومَ نَوَائحٌ

  عَليَّ بِلَيْلٍ مُبدِيَاتِ التَّبَلُّدِ

  والتَّبلُّد: السُّقوطُ إِلى الأَرضِ من ضَعْف. قال الرّاعي:

  وللدّار فيها من حَمُولة أَهْلِهَا

  عَقِيرٌ وللباكيِ بها المُتَبلِّدِ⁣(⁣١)

  والتَّبَلُّد التَّسلُّط على بَلَدِ الغَيْرِ. والتَّبلُّد: النُّزولُ ببَلَدٍ ما به أَحدٌ يُلهِّف نَفْسَه، وكلُّه من البَلادَة. والتَّبَلُّد: تَقْلِيبُ الكَفَّيْن، قيل هو التَّصفيق.

  وأَبْلَدَ وتَبلَّدَ: لَحِقتْه حَيْرَةٌ.

  والمَبْلُودُ: المُتحيِّر، لا فِعْلَ له. وقال الشَّيْبَانيّ: هو المَعتوه. قال الأَصمعيُّ: هو المنقطَعُ به، وكلّ هذا راجعٌ للحَيْرَة. وأَنشدَ بيت أَبي زُبيد:

  مِن حَمِيمٍ يُنسِي الحياءَ جَلِيدَ ال

  قَوْمِ حتَّى تَراه كالمَبلودِ

  وقيل: المَبلود: الّذي ذَهَبَ حَيَاؤُه أَو عَقلُه⁣(⁣٢)، وهو البَليد.

  وَبلَّدَ الرَّجلُ تَبلِيداً، إِذا لم يَتَّجِهْ لشيْءٍ. وبَلَّدَ الإِنسانُ إِذا بَخِلَ ولم يَجُدْ. وبَلَّدَ الرَّجُل: لحِقَتْهُ حَيْرَةٌ، ضَرَبَ بنفْسِهِ الْأَرْضَ إِعياءً. وبَلَّدَت السَّحابةُ: لم تُمْطِرْ. وبلَّدَ الفَرَسُ: لم يَسْبِقْ، وفَرسٌ بَلِيدٌ، إِذا تأَخّرَ عن الخَيْل السَّوابقِ، وقد بَلُدَ بَلادة.

  والأَبْلَدُ: الرَّجلُ العَظِيمُ الخَلْقِ الغَلِيظُهُ.

  والبَلَنْدَي: العَرِيض.

  والمُبْلَنْدِي⁣(⁣٣): الجَمَلُ الصُّلْبُ الشَّديدُ.

  والبَلَنْدَي والمُبْلَنْدِي: الكَثيرُ اللَّحْمِ، أَي لَحْم الجَنْبَيْن، والبَلِيدُ من الإِبل: الَّذي لا يُنَشِّطه تَحريكٌ. وعن أَبي زيد: أَبلَدُوا إِذا صارَتْ دَوَابُّهم كذلك، أَي بَليدةً لا تَسبِق. وقيل: أَبلدَ، إِذا كانت دابَّتُه بليدة.

  وأَبلَدُوا: لَصِقُوا بالأَرض استِكانةً. وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ قولَ شاعرٍ يَصف حَوضاً:

  ومُبْلِدٍ بَيْنَ مَوْمَاةٍ بمَهْلَكَةٍ

  جَاوَزْتُهُ بِعَلَاةِ الخَلْقِ عِلْيَانِ

  هكذا رواه الجوهريّ، قال: المُبْلِدُ، كمُحْسِن: الحَوْضُ القَدِيمُ هنا. قال: أَراد: مُلْبد، فقَلب، وهو اللَّاصق بالأَرض. وقال غيره: حوضٌ مُبْلَد، بفتْح اللّام تُرِك ودَرَسَ ولمْ يُستَعْمَل فتَدَاعَى. وقد أَبلَدَه الدّهْرُ إِبلاداً.

  وبُلْدَة الوَجْه، بالضّمّ: هَيْئتُه وصُورتُه، نقلَه الصاغانيّ.

  وبَلَدُودُ كقَرَبوسٍ: ع بنَواحِي المدينةِ، نقَلَه الصّاغانيّ.

  والبُلْد، بالضّمّ فالسكون: حَصَاةُ القَسْمِ، بفتْح فسكون، وهي بُنْدقة مِن ذَهَبٍ أَو فِضّة أَو رَصاص، وإِلّا فهي المَقْلَة، قاله أَبو عَمرٍو.

  * ومما يستدرك عليه:

  يقال للشَّيْءِ الدائم الّذي لا يَزُول: تالِدٌ بالِدٌ. فالتَّالِدُ القديم، والبالد إِتباعٌ له. وأَبلَدَ: لصِقَ بالأَرض.

  وبَلْدةُ الفَرسِ: مُنقَطَعُ الفَهدتَين من أَسافِلها إِلى عَضُدِها⁣(⁣٤).

  ومن المَجاز: إِنْ لم تفعل كذا فهي بَلْدَةٌ بينِي وبينَك، يُريد القَطِيعةَ، والفِرَاقَ⁣(⁣٥)، أَي أُبَاعِدُك حتّى تَفصِلَ بيننا بَلْدَةٌ من البِلاد.

  ولَقِيتُه ببَلْدَةِ إِصْمِتَ، وهي القَفْر لا أَحدَ به. وقد تقدّم في «صمت».

  وتَبلَّدَ: تَكلَّف البَلادَةَ.

  والبَلْدَة: الفَلَاةُ. قال الأَعشى:


(١) ديوانه ص ٨٥.

(٢) التكملة: «وعقله» وفي اللسان فكالأصل.

(٣) في إِحدى نسخ القاموس: والمُبْلَتْدِي كالمُغْرَنْدِي.

(٤) اللسان: من أسافهما إِلى عضده.

(٥) خلط الشارح بين عبارتي اللسان والأساس. والفراق مثبتة في اللسان وساقطة من الأساس والقطيعة مثبتة في الأساس وساقطة من اللسان.