تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ضدأ]:

صفحة 196 - الجزء 1

  هَاؤُوا، أَي هاتُوا، ولم يَؤُلَّ: لم يَضْعُف، بادِئُها: قَائِلُها، وعَنى بِالمُضَابِئَة هذه القصيدةَ المبتورة. وفي العباب: المُغَبَّرَة.

  وضَبَأَتِ المرأَةُ إِذا كثُر ولَدُها، قال أَبو منصور: هذا تصحيفٌ، والصوابُ ضَنَأَت، بالنون.

  وقال الليث: الأَضباءُ: وَعْوَعَةُ جَرْوِ الكَلْبِ إِذا وَحْوَحَ. قال أَبو منصور: هذا تصحيفٌ وخَطأٌ، وصوابه الأَصْيَاءُ، بالصاد، من صأَى يَصْأَى وهو الصَّئِئُ.

  [ضدأ]: ضَدِئَ كَفرِحَ يَضْدَأُ ضَدَأً إِذا غَضِبَ وزناً ومعنًى.

  [ضرأ]: ضَرَأَ كجَمَعَ يَضْرَأُ ضَرْأً: خَفِيَ عن أَبي عمرٍو.

  وانْضَرَأَتِ الإِبلُ: مَوَّتَتْ بالتشديد. أَي أَضناها المَوَتَانُ.

  وانضرأَ النخلُ: مات والشجرُ: يَبِسَتْ كذا في العُباب.

  [ضنأ]: ضَنَأَت المَرأَةُ كسَمَعَ وجَمَعَ ضَنْأً وضُنُوءاً كقُعود: كَثُرَ أَولادُها: وفي نسخة وَلَدُها. كَأَضْنَأَتْ رُباعيًّا، وقيل ضَنَأَتْ تَضْنَأُ إِذا وَلَدَت، وقال شيخنا: قوله: كسمع، غيرُ معروف.

  قلت: والذي في الأُمهات والأُصول أَن ضَنَأَت المرأَةُ تَضْنَأُ بالفتح فقط، وأَما ضَنِئَ المالُ إِذا كثُر، فإِنه رُوِي بالفتح والكسر، وهي أَي الأُنثى ضانِئٌ وضَانِئَةٌ، عن الكسائيّ: امرأَةٌ ضانِئَةٌ ومَاشِيةٌ، معناهما أَن يَكثُر وَلدُهما وضَنَأَ المالُ: كَثُرَ وكذا الماشية من باب مَنَع وَسَمِع، كذا في العُباب.

  والضَّنْءُ بالفتح: كَثْرَةُ النَّسْلِ وضَنْءُ كلِّ شيء: نَسْلُه، وقال الأُمويُّ: الضَّنْءُ بالفتح: الوَلَدُ، ويُكْسَر قال أَبو عمرو: تُفتح ضادُه وتُكْسر لا واحِدَ لَهُ إِنما هو كَنَفَرٍ ورَهْطٍ، كذا في المُحكم ج ضُنُوءٌ بالضم.

  والضِّنْءُ بالكسر: الأَصْلُ والمَعْدِنُ، وفي حديث قُتَيْلَةَ بنت النَّضْر بن الحارث أَو أُخته⁣(⁣١):

  أَمُحَمَّدٌ وَلأَنْتَ ضِنْءُ نَجِيبَةٍ ... مِنْ قَوْمِهَا وَالفَحْلُ فَحْلٌ مُعْرِقُ

  قال ابن منظور: الضنْءُ بالكسر: الأَصل، ويقال: فُلانٌ في ضِنْءِ صِدْقٍ وضِنْءِ سَوْءٍ، وأَنشده عند استشهاده في الضِّنْءِ بمعنى الولد⁣(⁣٢). وقال الكميت:

  وجَدْتُك فِي الضِّنْءِ مِنْ ضِئْضِئٍ ... أَحَلَّ الأَكابِرُ منه الصِّغارَا

  وَضَنَأَ في الأَرضِ ضَنْأً وضُنُوءاً: ذَهب واخْتَبَأَ كَضَبَأَ بالباء، كما تقدم.

  ويقال: فلان قَعَدَ مَقْعَدَ ضُنَاءَةٍ⁣(⁣٣) بالمدّ وضُنْأَةٍ بِضَمِّهِمَا أَي مَقْعَد ضَرُورَةٍ ومعناه الأَنَفة، قال أَبو منصور: أَظن ذلك من قولهم اضْطنأْت⁣(⁣٤) أَي استَحْييتُ وعن أَبي الهيثم: يقال اضْطَنَأَ له ومنه إِذا اسْتَحْيَا وانْقَبَضَ، وروى الأُمويُّ عن أَبي عُبيد البَاءَ، وقد تقدّم، قال الطّرمَّاح:

  إِذَا ذُكِرَتْ مَسْعَاةُ وَالِدِهِ اضْطَنَا ... وَلَا يَضْطَنِي مِنْ شَتْمِ أَهْلِ الفَضَائِلِ

  وهذا البيت في التهذيب:

  وَمَا⁣(⁣٥) يُضْطَنَا مِنْ فِعْلِ أَهْلِ الفَضَائِلِ

  أَراد الشاعر اضطنأَ بالهمزة، فأَبدل، وقيل: هو من الضَّنَى الذي هو المرض، كأَنه يَمْرَضُ مِن سَمَاعِه مَثالِبَ أَبِيه، وفي العباب: واضْطَنَأْتُ: استَحْيَيْتُ، وعليه فَسَّر البيتَ المذكورَ لأَبي حِزامٍ مَن رواه مُضْطَنِئٌ بالنون⁣(⁣٦) وأَضْنَئُوا: كَثُرَتْ ماشِيتُهم قال الصاغاني: وفي بعض النسخ مَوَاشِيهم.

  والتركيب يدلّ إِمَّا على أَصلٍ وإِما على نَتاجٍ⁣(⁣٧)، وقد شَذَّ منه اضطنأَ، أَي استحْيَا.

  [ضوأ]: الضّوْءُ هو النُّورُ، ويُضَمُّ وهما مترادفان عند أَئمة اللغة، وقيل: الضوء: أَقوى من النور، قاله الزمخشري، ولذَا شَبَّه اللهُ هُدَاه بالنور دون الضَّوْءِ وإِلا لما ضَلَّ أَحدٌ، وتبعه الطّيبي، واستدلَّ بقوله تعالى {جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً


(١) قال السهيلي: الصحيح أنها بنت النضر لا أخته، وكذلك قال الزبير وغيره. والبيت من قصيدة ترثي فيها النضر وقد قتل مشركاً يوم بدر (الروض الأنف - سيرة ابن هشام).

(٢) كذا.

(٣) القاموس (نسخة أخرى): مقعدة ضناءة.

(٤) عن اللسان، وبالأصل «أضنأت».

(٥) اللسان: ولا.

(٦) مرّ البيت في مادة ضبأ.

(٧) زيد في مقاييس اللغة: والأصل والنتاج متقاربان.