[حند]:
  أَي لا يَبقَى والحَيْد: المِثْلُ والنَّظِير، ويُكْسَر، ويقال: هذا نِدُّه ونَدِيدُه، وبِدُّه وبَدِيدُه، وحَيْدُه وحِيدُه، أَي مثلُه.
  والحَيْدانُ، كسحْبَانَ: ما حادَ من الحَصَى عن قوائِمِ الدَّابَّةِ في السَّيْرِ وأَورده الأَزهريُّ في حدر، وقال: الحَيْدارُ من الحَصَى: ما صَلُبَ واكتَنَزَ، واستشهد عليه ببيتٍ لابن مُقْبِل:
  تَرْمِي النِّجادَ بحَيْدَارِ الحَصَى قُمَزاً(١)
  في مِشْيَةٍ سُرُحٍ خَلْطاً أَفأْنِينَا
  ورواه الأَصمعيُّ بالجيم، وسيذكر إِن شاءَ الله تعالى.
  والحَيَدُ، مُحَرَّكَةً، والذي في اللسان وغيره: الحَيَاد: الطَّعَامُ، وأَنشد:
  وإِذا الرِّكَابُ تَرَوَّحَتْ ثُمَّ اغْتَدَتْ
  بعدَ الرَّواح فلم تَعُجْ لِحَيَادِ
  ويقال: اشتَكَت الشاةُ حَيَداً، وذلك أَن يَنْشَبَ وَلدُ الشَّاةِ ولم يَسْهُلْ مَخْرَجُهُ، نقله الصاغانيّ.
  والحَيَدَى، كجَمَزَى: مشْيَةُ المُخْتَالِ، وحِمارٌ حَيَدَى، وحَيِّدٌ ككَيِّس، وبهما رُوِيَ بيت الهُذليّ الآتي ذِكْره، أَي يَحِيدُ عن ظِلِّه نَشَاطاً، ويقال كَثيرُ الحُيُودِ عن الشيْءِ، والرَّجلُ يَحِيد عن الشيْءِ إِذا صَدَّ عنه خَوْفاً وأَنَفةً ولم يوصَفْ مُذَكَّرٌ على فَعَلَى غَيْرُهُ. وعبارةُ الصّحاح: ولم يجئْ في نُعوتِ المذكَّر شيْءٌ على فَعَلَى غيره، قال أُميَّة بنُ أَبي عائِذٍ الهذليُّ:
  أَوَاصحَمَ حامٍ جَرامِيزَهُ
  حَزَابِيَةٍ حَيَدَى بالدِّحَال
  قال ابن جِنِّي: جاءَ بِحَيَدَى للمذَكّرِ وقد حَكَى غيره: رَجُلٌ دَلَظَى، للشديدِ الدَّفْع، إِلّا أَنه قد رُوِيَ موضع حَيَدَى: حَيِّدٌ، فيجوز أَن يكون هكذا رواه الأَصمعيُّ، لا حَيَدَى. وكذلك أَتانٌ حَيَدَى عن ابن الأَعرابيِّ.
  وقال الأَصمعيُّ: لا أَسمع فعَلَى إِلا في المؤنَّث، إِلّا في قول الهُذليّ، وأَنشد:
  كأَنِّي ورَحْلِي إِذا رُعْتُها(٢)
  على جَمَزَى جازِئٍ بالرِّمَالِ
  وسُمِّي جَدُّ جَرِيرٍ الخَطَفي بِبَيت قاله؛
  وعَنَقاً بعد الكَلالِ خَطَفَى
  واستدرك شيخنا: وَقَرَى، لراعِي الوَقِيرِ، وهو القَطِيع من الغَنم. ورجل قَفَطَى، أَي كثيرُ النّكاح، قاله عبد الباسط البلقينيّ.
  وسَمَّوْا: حَيْدَةَ، بفتح فسكون وحِيداً، بالكسر، وأَحْيَدَ، كأَحْمَد، وحَيَادَةَ بالفتح، وَحَيْدَانَ، كسَحْبان.
  قال سيبويه: حَادَانُ فَعْلانُ منه، ذَهَب به إِلى الصِّفة، اعتَلَّت ياؤُه، لأَنهم جَعلوا الزيادةَ في آخرِه بمنزلة ما في آخرِه الهاءُ، وجَعَلُوه معتلًّا كاعتلاله، ولا زيادةَ فيه، وإِلا فقد كان حُكْمه أَن يَصِحّ كما صحَّ الجَوَلَانُ.
  وحَيْدُ عُوَّرٍ، بفتح فسكون وضمّ العَين المهملة وتشديد الواو أَو هو حَيْدُ قُوَّرٍ بالقاف، أَو حَيْدُ حُوَّرٍ، بالحاءِ المهملة: جَبَلٌ باليَمَنِ بين حَضْرَمَوتَ وعُمَانَ فِيه كَهْفٌ يُتَعَلَّمُ فيه السِّحْرُ فيما يقال، نقله الصاغانيّ.
  وحايَدَهُ مُحَايَدَةً وحِياداً، بالكسر: جانَبَهُ، وفي الأَساس: مالَ عنه. وزاد في مصادره: حُيُوداً، بالضّمّ.
  وقولهم: مَا تَرَك له حَيَاداً ولا لَيَاداً، كسَحَابٍ فيهما، أَي شَيْئاً أَو شَخْباً من اللَّبَنِ، وهذا قد ضَبَطَه الصاغانيُّ بالضّمّ، فقال: ويُقَالُ ما رأيْتُ بإِبلِكِم حُيَاداً، أَي شَخْباً من اللَّبَن، ففي سياقِ المُصنّف قُصورٌ لا يَخفَى.
  وما نَظَر إِليَّ إِلَّا نَظَرَ الحَيْدَة بفتح فسكون، أَي نَظَرُ سَوْءٍ(٣) فيه حَيْدُودةٌ.
  وحِيدي حَيَادِ، أَمرٌ بالحَيْدُودَة والرَّوَغانِ، وفي «شرح نَهْج البلاغة» لابن أَبي الحَدِيد(٤): وهي كلمة يقولها الهاربُ كفِيحِي فَيَاحِ، أَي اتّسعي، وصَمِّي صمَامِ أَي اتَّسِعي يا داهيةُ، وأَصلُ حِيدي من حَاد إِذا انْحَرَفَ، وحيادِ مبنيّةٌ على الكسر كبَدَادِ.
  ويقال قَدَّ فُلانٌ السّيْرَ فحَيَّدَهُ وحَرَّدَه، إِذا جَعَلَ فيه
(١) المعنى أنه يحمي نفسه من الرُّماة.
(٢) رواه يعقوب «زعتها» بالزاي (عن التهذيب).
(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «في المتن المطبوع بعد قوله: سوء نظر، وأرضٌ. وقد استدركها الشارح بعد».
(٤) وقد وردت في خطبة علي ¥: «فإِذا جاء القتال قلتم: حيدِي حيادِ».