تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رفد]:

صفحة 461 - الجزء 4

  والتَّرَافُدُ: التَّعاوُن والمُرَافَدة: المُعَاوَنة.

  ومن المجاز: رَفَّدُوا فلاناً ورَفَّلُوه، التَّرْفِيد والتَّرْفيل: التَّسْويدُ والتَّعْظيم ورُفِّد فلانٌ، سُوِّدَ وعُظِّم، ورَفَّدُوه: مَلَّكُوه أَمرَهم⁣(⁣١).

  والتَّرفِيد: شِبْهُ الهَرْوَلَةِ، وفي بعض الأُمَّهات⁣(⁣٢): شِبْهُ الهَمْلَجةِ، وقال أُمَيَّة بن أَبي عائِذٍ الهُذَلِيّ:

  وإِنْ غُضَّ من غَرْبَها رَفَّدَتْ

  وَشِيجاً وأَلْوَتْ بجَلْسٍ طُوَالِ

  أَراد بالجَلْسِ أَصْلَ ذَنَبها.

  والمِرْفَدُ، كَمِنْبَرٍ: العُظَّامَةُ تَتعظَّم بها المَرأَةُ الرّسحاءُ.

  ومَلأَ رِفْدَه ومِرْفَدَه، تقدّم ذِكْرُ الرَّفْدِ هو والمِرْفَد: القَدَحُ الضَّخْمُ الذي يُقْرَى فيه الضَّيفُ، ولو قال عند ذكر الرَّفْد: كمِرْفَدٍ، كمِنْبَرٍ، لسَلِمَ من التّكْرَار.

  والمَرافِيدُ: الشَّاءُ لا يَنْقَطِعُ لَبَنُها صيفاً ولا شِتاءً.

  والرَّفُود كصَبورٍ: ناقةٌ تَمْلأُ الرَّفْدَ، بالكسر والفتح، أَي القَدَحَ بحَلْبةٍ واحدةٍ، وقيل: هي الدائمةُ على مِحْلَبِها، عن ابن الأَعرابِيّ. وقال مَرَّةً: هي الّتي تُتَابِع الحَلَبَ، والجمْع رُفُدٌ، وفي حديثِ حَفْرِ زَمْزَمَ:

  أَلَمْ نَسْقِ الحَجِيجَ ونَنْ

  حَرِ المِذْلَاقَةَ الرُّفُدَا

  وفي الحديث: «أَنه قال لِلْحَبَشَة: دُونَكُمْ يا بني أَرْفدَةَ» بَنُو أَرْفَدَةَ كأَزْفَلَةَ⁣(⁣٣) مقتضاه أَن يكون بفتح الفاءِ وهو مَرْجُوح، والكسر هو الأَكثر كما في «النهاية»، و «شرح الكِرْماني» على البخاريّ: جِنْسٌ من الحَبَشَةِ كما في «توشيح الجلال»، أَو لَقَبٌ لهم، أَو اسمُ أَبِيهم الأَكبرِ، يُعْرَفُون به.

  والرَّفْدَة، بفتح فسكون: مَاءَةٌ بالسَّوارِقِيَّة في سَبَخَةٍ.

  ورُفَيْدَةُ مُصغَّراً: أَبو حَيٍّ من العرب، ويقال لهم الرُّفَيْدَاتُ، كما يقال لآل هُبَيْرَةَ: الهُبَيْرَات.

  وسَمَّوْا، رافِداً، ورُفَيْداً ومُرْفِداً كَزُبَيْر ومُظْهرٍ.

  ومن المَجَاز: هُرِيقَ رِفْدُهُ، إِذا ماتَ أَو قُتِل، كما يقال: صَفِرَتْ وطَابُه، وكُفِئَتْ جَفْنَتُه.

  والرَّوافِدُ: خَشَبُ السَّقْفِ، وأَنشد الأَحمر:

  رَوَافِدُهُ أَكرَمُ الرَّافِداتِ

  بَخٍ لكَ بَخٍّ لِبَحْرٍ خِضَمّ

  * وممّا يستدرك عليه:

  الرَّافِدُ هو الذِي يَلِي المَلِكَ ويَقُوم مَقَامَه إِذا غَابَ، أَورَدَه ابنُ بَرّيّ في حَواشِيه، وأَنشد قول دُكَيْن:

  خيرُ امرئٍ جاءَ من مَعَدِّهِ

  مِنْ قَبْلِهِ أَو رافداً مِن بَعْدِهِ⁣(⁣٤)

  والرَّافِدةُ: فاعِلة من الرَّفْد، وهو الإِعانة، يقال: رَفَدْته: أَعَنْتُه. و [منه حديث عُبادة: أَلا تَرونَ أَني]⁣(⁣٥) «لا أَقومُ إِلّا رِفْداً، أَي إِلّا أَن أُعانَ على القِيَام⁣(⁣٦).

  وفي حديث وَفْد مَذْحِجٍ: «حَيٌّ حُشَّدٌ رُفَّدٌ»، جمع حاشِدٍ وَرافِدٍ، والرَّفْد: النَّصِيب. وقال الزَّجَّاج: كَلُّ شيْءٍ جعلتَه عَوْناً لشيْءٍ أَو استَمْدَدْتَ به شيئاً فقد رَفَدْتَه، يقال عَمَدْتُ الحائِطَ وأَسْنَدْته، ورَفَدْتُه، بمعنًى واحدٍ، وهو مَجَاز.

  وفُلانٌ نِعْمَ الرافِدُ، إِذا حَلَّ به الوافِدُ.

  والرَّافِدة⁣(⁣٧): العُصْبَة من النّاس.

  والتَّرْفيد: العَجِيزة، اسمٌ كالتَّمْتِينِ، والتَّنْبِيتِ، عن ابن الأَعرابيّ، وأَنشد:

  تَقُولُ خَوْدٌ سَلِسٌ عُقُودُها

  ذَاتُ وِشَاحٍ حَسَنٌ تَرْفِيدُهَا

  متَى تَرَانَا قائمٌ عَمُودُهَا

  أَي نُقيم فلا نَظْعَن، وإِذا قامُوا قَامَتْ عُمُدُ أَخبِيَتِهِم،


(١) اللسان، وانظر الأساس.

(٢) وهي في التهذيب واللسان والتكملة.

(٣) نص القاموس: كأرفلة بالراء، وفي نسخة ثانية من القاموس كأزفلة بالزاي كالأصل.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله خير امرئ الخ كذا في اللسان، والشطر الأول غير مستقيم الوزن فلعله: قد جاء وليحرر».

(٥) زيادة عن اللسان والنهاية.

(٦) زيد في النهاية: ويروى بفتح الراء وهو المصدر.

(٧) في اللسان والرِّفْدة ... وشاهده قول الراعي:

مسأل يبتغي الأقوام نائله

من كل قوم قطين حوله رِفَدُ