تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زبد]:

صفحة 472 - الجزء 4

  والزُّؤُد، بضمّتين الفَزَعُ، وقال:

  يضحى إِذا العِيسُ أَدْرَكْنا نِكايَتَها

  خَرْقاءَ يَعْتَادُهَا الطُّوفانُ والزُّؤُدُ

  وقال أَبو حِزام العُكْلِيّ⁣(⁣١):

  بَلَى زُؤُداً تَفشَّعُ في العَوَاصِي

  سَأَفْطِس منه لا فَحْوَى البَطِيطِ⁣(⁣٢)

  ومن سَجَعَات الأَساس: شِعارُ الزُّهْد، استشْعَارُ الزُّؤْد.

  ومن المجاز: بات في ليلةٍ مزؤُودةٍ.

  [زبد]: الزَّبَدُ، محَرَّكةً، للماءِ وغيرِه كالبعيرِ، والفِضَّة، وغيرِهَا. والزَّبَد: زَبَدُ الجَملِ الهائِجِ، وهو لُغَامُه الأَبيضُ الّذي تَتلطَّخ به مَشافِرُه إِذا هاج، وللبحرِ زَبَدٌ إِذا هاج مَوْجُه.

  وزَبَدٌ: جَبَلٌ باليَمَن، عن ابن حَبيب.

  وزَبَدُ: ة، بِقِنَّسْرِينَ لِبنِي أَسد، كما في التكملة، والتبصير. وهي الّتي أَوردها المصنّف في ر ي د.

  وزَبَدُ اسْمُ حِمْصَ القديمُ، وبه فُسِّرَ قَول صَخْرِ الغيِّ:

  مآبُهُ الرَّدمُ أو تنوخُ أَو الْ

  الآطامُ من صَوَّرانَ أَو زَبَدُ

  أَو زَبَدُ: ة، بهَا، أَي بقُرْبها، ويُرْوى بالنون أَيضاً.

  والزَّبَد: ع غَرْبِي بَغْدَادَ.

  وقد أَزْبَدَ البحرُ إِزباداً فهو مُزْبِدٌ، قاله اللَّيْث، وبَحْر مُزْبِدٌ، أَي مائج يَقْذِف بالزَّبَد، وزبَدُ الماءِ والجِرَّةِ واللُّعَابِ: طُفَاوَتُه وقَذَاه، والجمْع: أَزْبَادٌ.

  ومن المجاز: أَزْبَدَ السِّدْرُ إِزباداً، إِذا نَوَّرَ⁣(⁣٣) أَي طَلَعَتْ له ثَمرةٌ بيضاءُ كالزَّبَد على الماءِ، وزَبَّدَ القَتَادُ وأَزْبدَ: نَدَرَتْ خُوصَتُه واشْتَدَّ عُودُه، واتَّصلتْ بَشرَتُه وأَثمرَ، قال أَعرابيّ: تَركْت الأَرضَ مُخضَرَّة كأَنها حُوَلاءُ، بها فَصِيصَةٌ رقطاءُ، وعَرْفجَة خاضِبة⁣(⁣٤)، وقَتَادة مُزْبِدَةٌ، وعَوْسَجٌ كأَنّه النَّعَامُ من سَواده. وكلّ ذلك مُفسَّرٌ في مواضعه. كذا في اللسان.

  والزُّبْدُ، بالضّمّ، وكرُمَّانٍ، الأَخيرة عن الصاغانيّ: زُبْدُ السَّمْنِ قبل أَن يُسْلَأَ والقِطْعَة منه زُبْدَةٌ، وهو ما خَلُصَ من الَّلبَن إِذا مُخِضَ. وزَبَدُ اللَّبَنِ: رَغْوَتُه.

  وفي المحكم: الزُّبْدُ خُلَاصة اللَّبَنِ والزُّبْدَةُ أَخصُّ من الزَّبَدِ. وقد زَبَّدَ اللَّبَنُ. وزَبدهُ يَزْبِدُه زَبْداً: أَطْعَمَه إِيَّاهُ، أَي الزُّبْدَ وزَبَدَ السِّقَاءَ: مَخَضَه ليَخْرُجَ زُبْدُه. والمُزْدَبِدُ: صاحِبُهُ. وزَبَدَ لهُ يَزْبِدُه⁣(⁣٥) زَبْداً: رَضَخَ له من مالِهِ، والزَّبْد، بفتْح فسكون: الرِّفْد والعَطاءُ.

  وفي الحديث: «أَنَّ رَجُلاً من المُشْرِكِين أَهْدَى إِلى النبيّ ÷ هَديَّةً فَرَدَّها، وقال: إِنّا لا نَقْبَل زَبْدَ المُشْرِكين». أَي رِفْدَهم.

  وقال الأَصمعيُّ: يقال زَبَدْت فلاناً أَزْبِدُه، بالكسر، زَبْداً، إِذا أَعْطَيْته، فإِن أَعْطَيْته زُبْداً قلت: أَزْبُدُهُ زَبْداً، بضمّ الباءِ من أَزْبُدُه، أَي أَطْعَمْته الزُّبْدَ.

  وقال اللِّحْيَانيُّ: وكلّ شيْءٍ إِذا أَردْت أَطعَمْتهم أَو وَهَبْت لهم، قلْت: فعَلْتهم⁣(⁣٦) وإِذا أَردت أَن ذلك قد كَثُر عندهم قلت: أَفْعَلوا.

  وتَزَبَّدَ الإِنسانُ، إِذا غَضِبَ وظَهَرَ على صِمَاغيْهِ زَبَدَتانِ.

  وزَبَّدَ شِدْقُهُ تَزْبِيداً: تَزَبَّدَ، وتَزَبَّدْت السَّوِيقَ وزَبَدْته أَزبِدُه، وسَوِيقٌ مزبودٌ.

  والزُّبَّاد والزُّبَّادَى كرُمَّان وحُوَّارَى: نَبْتٌ سُهْلِيٌّ، له وَرَقٌ عِراضٌ وسِنْفَةٌ، وقد يَنبُت في الجَلَدِ، يأْكله النّاسُ، وهو طَيِّبٌ. وقال أَبو حنيفة: له وَرَقٌ صغيرٌ منْقبِضٌ غبْرٌ مثْل وَرَقِ المَرْزَنْجُوش، تَنفرِش أَفنانُه قال: وقال أَبو زيد: الزُّبَّاد من الأَحرار، كالزَّبَادِ، كسَحاب.

  وزُبَّادُ اللَّبَنِ، كرُمَّان: ما لَا خيْرَ فيه.

  وقالوا في مَوضع الشِّدَة: «اخْتلط الخاثِرُ بالزُّبَّادِ» أَي اختلطَ الخَيْرُ بالشَّرّ، والجَيِّدُ بالرديءِ، والصّالحُ بالطالِحِ، وذلك إِذا ارتَجَنَ. يُضْرب مَثلاً لاختلاطِ الحقِّ بالباطِل.


(١) عن التكملة وبالأصل «العلكي».

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: تفشغ تفرّق. والعواصي: العروق التي تنصر بالدم كذا في التكملة».

(٣) في المطبوعة الكويتية: «ثور» بالثاء المثلثة تحريف.

(٤) في اللسان: خاصبة.

(٥) في الصحاح: زبدتُ الرجلَ أَزبِده بالكسر زَبْداً أَي رضخت له من مال.

(٦) يعني بغير ألف، كما في اللسان.