تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زود]:

صفحة 482 - الجزء 4

  قاعٌ صُلْبٌ، وهو الحَادُ والنَّزلُ.

  وازْدَهَدَهُ، أَي العَطَاءَ: اسْتَقَلَّه، أَي عَدَّهُ قليلاً، قال ابن السِّكّيت: فلان يَزْدَهِدُ عَطَاءَ مَنْ أَعطاه أَي يَعُدُّه زَهيداً قليلاً.

  والتَّزهيدُ، فيه وعنه، ضِدُّ التَّرغيب، وزَهَّدَه في الأَمر: رَغَّبَه⁣(⁣١).

  ومن المجاز: التَّزهيد: التَّبْخِيلُ، والناس يُزَهِّدُونَهُ ويُبَخِّلُونَه، قال عَديُّ بن زَيْد:

  ولَلْبَخلةُ الأُولَى لمَنْ كانَ بَاخلاً

  أَعفُّ ومَنْ يَبْخَلْ يُلَمْ أَو يُزَهَّدِ⁣(⁣٢)

  أَي يُبَخَّل، ويُنْسَب إِلى أَنه زَهيدٌ لَئيمٌ.

  وتَزَاهَدُوهُ، في حَديث خالد: «كَتَبَ إِلى عُمَرَ ¥ أَنَّ الناسَ قد انْدَفَعُوا في الخَمْر وتَزَاهَدُوا الحَدَّ» أَي احْتَقَرُوهُ ورأَوه زَهيداً.

  وزاهدُ بنُ عبد الله بن الخَصِيب، وأَبو الزّاهد المَوْصليُّ: مُحَدِّثانِ.

  * ومما يستدرك عليه:

  المُزْهِدُ كمُحْسِن: القليلُ المالِ. وهو مُؤْمنٌ مُزْهِدٌ⁣(⁣٣)، لأَن ما عنده من قلَّته يُزْهَدُ فيه، قال الأَعشى، يمدح قوماً بحُسْن مُجاورتهم جارَةً لهم:

  فَلَنْ يَطْلُبوا سِرَّها للْغِنَى

  ولنْ يَتْركوها لإِزهادهَا

  يقول: لا يَتركوُنها لإِزْهادِهَا، أَي قِلَّةِ مالهَا.

  وأَزْهَدَ الرَّجُلُ إِزهَاداً، إِذا كان مُزْهِداً، لا يُرْغَبُ في ماله لقِلَّته.

  ورَجلٌ زَهيدٌ وزاهدٌ: لَئيمٌ مَزهودٌ فيما عنده. وأَنشد اللِّحْيَانيُّ:

  يا دَبْلُ ما بتُّ بلَيْلِي هاجدَا

  ولا عَدَوْتُ الرَّكْعَتَيْن ساجدَا

  مَخَافَةً أَن تُنْفذِي المَزَاوِدَا

  وتَغْبِقي بَعْدِي غَبُوقاً بارداً

  وتَسْأَلي القَرْضَ لَئيماً زاهداً

  ويقال: خُذْ زَهْدَ⁣(⁣٤) ما يَكْفيك، أَي قَدْرَ ما يَكْفيك، وهو مَجازٌ.

  وقال الأَزهَريُّ: رجل زَهيدُ العَيْنِ: إِذا كَان يُقْنِعه القَليلُ، ورَغِيبُ العَيْنِ: إِذا كَان لا يُقْنِعُه إِلّا الكَثيرُ، وهو مَجازٌ: وله عَينٌ زَهيدَةٌ وعينٌ رَغيبةٌ.

  وزَهَادُ التِّلاع، بالفتح: صِغَارها، يقال: أَصابَنَا مَطرٌ أَسَالَ زَهَادَ الغُرْضَانِ، أَي الشِّعَاب الصِّغار من الوادِي.

  واشتَهَر بالزّاهد، المُحَدِّثُ الرحَّالُ أَبو بكرٍ محمّدُ بنُ داوود بن سُليمانَ النَّيسابوريُّ، تُوفِّي سنة ٣٤٢ ومن المتأَخِّرين: أَبو العباس أَحمدُ بنُ سليمانَ القادِرِيّ بمصر، صاحب الكَرامات.

  [زود]: الزَّوْدُ: تَأْسيسُ الزَّادِ والزَّادُ طَعامُ السَّفَر والحَضَر جَميعاً، والجمع: أَزوادٌ وأَزْوِدَةٌ، الأَخيرةُ على غير قياس. وقد جاءَ في الحديث⁣(⁣٥).

  والمِزْوَد، كمِنْبَر: وِعَاؤُه، أَي الزادِ، ويقال أَزَدْتُه إِزواداً، وهذه عن الصاغَانيّ: زَوَّدْته، فتَزَوَّدَ: اتَّخَذَ زاداً.

  قال أَبو خِراشٍ:

  وقد يأْتِيكَ بالأَخبارِ مَن لا

  تُجَهِّزُ بالحِذَاءِ ولا تُزِيدُ

  ورِقابُ المَزاوِدِ: لَقَبٌ للعَجَمِ، سُمُّوا به لطُولِ رِقَابِهِم، كذا في حاشِيةِ القرافيّ، أَو لِضخامَتها، كأَنّها ملأَى، كما في شرح شيخِنا.

  ومن المجاز قولُهم: «هَيْهَاتَ، إِنَّ زُبَيْدَه، لا تُشَبَّهُ بِزُوَيْدَه» زُوَيْدة كجُهَيْنَة: امرأَةٌ من المَهالِبة آلِ أَبي صُفْرةَ الأَزْدِيّ.

  وزَوَّادٌ، كَكَتَّان: ابنُ عَلْوانَ، وفي بعض النُّسخ،


(١) اللسان: رغّبه عنه.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: يلم أو يزهد، الذي في اللسان: يلم ويزهد» ومثله في التهذيب.

(٣) وقد وردت في حديث النبي ÷: «أفضل الناس مؤمنٌ مزهدٌ».

(٤) هو ضبط اللسان والتهذيب.

(٥) ولفظه كما في اللسان: قال لوفد عبد القيس: أمعكم من أزودتكم شيء؟ قالوا: نعم.