[صرفند]:
  وإِليه نُسِبَ الحَسَن بنُ أَحمدَ بنَ هلالِ بن سعْدٍ الصَّرْخَدِيّ، المعروف بأَبي هُبَل، سَمعَ عليَّ بن البخاريّ، وحَدَّثَ وعُمِّرَ.
  [صرفند]: صَرَفَنْدُ أَهمله الجوهريُّ والجماعة وهو، محرّكَة مع سكون النُّون. وآخره هاءٌ(١)، على ما في «المراصد» و «اللباب»: د أَو قَرْيَةٌ بساحلِ بحْرِ الشّام قريبةٌ من صُور، يُنسب إِليها التِّين، ومنها أَبو إِسحاقَ إِبراهيمُ بن إِسحاق بن أَبي الدَّرْدَاءِ الأَنصاريّ، المُحَدِّث.
  [صعد]: صَعِدَ في السُّلَمِ، وفي الدَّرَجَة، وأَشباهه، كَسَمِعَ، صُعُوداً كَقُعُودٍ، ولا يُقَال: أَصْعَدَ. وصَعَّد في الجَبَلِ وصَعَّد عليه تَصْعيداً، كاصَّعَّدَ اصِّعَّاداً، بالتشديد فيهما، وحُكِيَ عن أَبي زيدٍ أَنه قال: أَصْعَد في الجَبَل، وصَعَّد في الأَرضِ: رَقِيَ مُشْرِفاً، ولَمْ يُسْمَعْ صَعِدَ فيه، أَي كَفَرِح. بل يقال: صَعِدَه. وهذا قَوْلُ الجمهورِ، ونقلَهُ الجوهرِيُّ عن أَبي زَيْد، واتّفَقُوا عليه، كما نَقَلَه شيخُنَا.
  قلْت: وقَرَأَ الحَسَنُ: إِذْ تَصْعَدُونَ(٢) جَعَلَ الصُّعُودَ في الجَبَلِ كالصُّعُودِ في السُّلَّمِ وقال ابن السّكّيت: يقال: صَعِدَ في الجَبَلِ، وأَصْعَدَ في البلادِ.
  وقال ابن الأَعرابيّ: صَعِدَ في الجَبَل، واستشهَدَ بقوله تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}(٣) وقد رَجَعَ أَبو زيدٍ إِلى ذلِكَ فقال: استوْأَرَتِ الإِبِلُ، إِذا نَفَرَتْ فَصَعِدَت في الجِبَال، ذَكَره في الهمز. وقد أَشار في المصباح إِلى بعضٍ من ذلك.
  وأَصْعَدَ: أَتَى مَكَّةَ، زِيدَتْ شَرَفاً، قال أَبو صَخْرٍ: يكون النّاسُ في مَبَادِيهِم، فإِذا يَبِسَ البَقْلُ، ودَخَلَ الحَرُّ أَخذوا إِلى حاضِرِهِم(٤)، فمَن أَمَّ القِبْلَةَ فهو مُصْعِد، ومن أَمَّ العِراقَ فهو مُنْحَدِرٌ. قال الأَزهَرِيُّ: وهذا الّذِي قاله أَبو صَخْرٍ كلامٌ عَرَبِيٌّ فَصِيحٌ، سَمِعتُ غيرَ واحد من العرب يقول: عارَضْنَا الحَاجَّ في مَصعَدهم(٥)، أَي في قَصْدِهم مَكَّةَ، وعَارَضْنَاهُم في مُنْحَدَرِهِم أَي في مَرجِعِهِمْ إِلى الكوفة من مكَّةَ.
  قال ابن السِّكِّيت: وقال لي عُمَارَة: الإِصعادُ إِلى نَجْدٍ، والحِجَازِ، واليَمَنِ، والانحدارُ إِلى العِرَاقِ، والشام، وعُمَانَ، فإِذا عَرَفْتَ هذا ظَهَرَ لك ما في كلام المُصَنِّف من القصور.
  وأَصْعَدَ في الأَرْضِ: ذَهَبَ، قالَهُ أَبو مَنْصُور. ونَصُّ عِبارَة الأَخْفَش: أَصْعَدَ في البِلاد: سارَ ومَضَى وذَهَبَ، قال الأَعْشى:
  فإِنْ تَسْأَلِي عَنِّي فَيا رُبَّ سائِل ... حَفِيٍّ عن الأَعْشَى بِهِ حيثُ أَصْعَدَا
  ويقال: أَصْعَدَ الرّجُلُ في البِلَادِ حيثُ تَوَجَّه. وأَصْعَدَ في الأَرْضِ والوَادِي لا غيرُ: انحَدَرَ فيه، وذَهَبَ من حَيْثُ يَجِيءُ السَّيْلُ، ولم يَذْهَبْ إِلى أَسْفَلِ الوَادِي، كَصَعَّد فيه تَصْعِيداً. وأَنشدَ سيبويه لعبد الله بن هَمَّامٍ السَّلُولِيّ:
  فإِمَّا تَرَيْنِي اليومَ مُزْجِي مَطِيَّتِي ... أُصَعِّدُ سَيْرَاً في البِلَادِ وأُفْرِعُ
  أَراد الصُّعُودَ في الأَمَاكِنِ العالِيَة، وأُفْرِعُ، هَاهُنَا: أَنْحَدِرُ، لأَن الإِفراعَ من الأَضدادِ، فقَابَلَ التَّصْعِيدَ بالتَّسَفُّلِ. هذا قَوْلُ أَبي زَيْدٍ. قال ابن بَرِّيٍّ: إِنّمَا جَعَلَ: أُصْعِد بمعنَى: أَنْحَدِر، لقوله في آخِرِ البيت: وأُفْرِعُ وهذا الّذِي حَمَل الأَخفشَ على اعتقادِ ذلك، وليس فيه دَلِيلٌ، لأَنَّ الإِفراعَ من الأَضداد، يكون بمعنَى الانْحِدَارِ، ويكون بمعنَى الإِصعادِ، وكذلك صَعَّدَ أَيضاً، يجيءُ بالمَعْنَيَيْنِ، يقال: صَعَّدَ في الجَبَلِ، إِذا طَلَعَ، وإِذا انحَدَرَ منه، فمن جَعَل قوله: أُصَعِّدُ، في البيتِ المذكور، بمعنَى الإِصعاد، كان قوله أُفْرِعُ بمعنَى الانحدار، ومن جَعَلَه بمَعْنَى الانْحِدَارِ كَان قَوْلُه: أُفْرِعُ بمعنى الإِصعادِ. قال: وحُكِيَ عن أَبي زَيْدٍ أَنه قال: أَصْعَدَ(٦) في الجَبَلِ، وصَعَّدَ في الأَرض، فعلَى هذا يكون المعنَى في البيتِ: أُصَعِّد طوراً في الأَرْضِ، وطَوْراً أُفْرِعُ في الجَبَلِ.
(١) كذا، وفي اللباب: وآخرها دال مهملة «صَرَفَنْد» وفي معجم البلدان «صَرَفَنْدُة» آخرها هاء.
(٢) من الآية ١٥٣ سورة آل عمران.
(٣) سورة فاطر الآية ١٠.
(٤) الأصل واللسان وفي التهذيب: محاضرهم.
(٥) هذا ضبط التهذيب.
(٦) عن اللسان، وبالأصل «صعد».