تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صغد]:

صفحة 62 - الجزء 5

  يَأْوِي إِلى مُشْمَخِرَّاتٍ مُصَعِّدةٍ ... شُمٍّ بِهِنَّ فُرُوعُ القانِ والنَّشَمِ

  وَأَكَمَةٌ ذاتُ صَعْدَاءَ: يَشْتَدُّ صُعُودُها على الرَّاقي، قال:

  وإِنَّ سياسَةَ⁣(⁣١) الأَقوامِ فاعلَمْ ... لها صَعْدَاءُ مَطْلَعُهَا طَوِيلُ

  والصَّعُودُ: المَشَقَّةُ، على المَثَل، وأَرْهَقْتُه صَعُوداً: حَمَّلْتُه مَشَقَّةً، ويقال: لأُرْهِقنَّكَ صَعُوداً، أَي لأُجَشِّمَنَّك مَشَقَّةً من الأَمْرِ، وإِنَّمَا اشتَقُّوا ذلك، لأَن الارتفاعَ في صَعُودٍ أَشَقُّ من الانحدارِ في هَبُوطٍ، وقيل فيه: يعني مَشَقَّةً من العَذَابِ⁣(⁣٢). وفي الحديث، في رَجَزٍ:

  فَهْوَ يُنَمِّي صُعُدَا

  أَي يَزيدُ صُعُوداً وارتفاعاً، يقال: صَعِدَ فيه، وإِليه، وعليه، وفي الحديث: فَصَعَّدَ فيَّ النَّظَرَ وصَوَّبَه» أَي نَظَر إِلى أَعلايَ وأَسفَلي يَتَأَمّلُني. وفي صفَته، ÷: «كأَنَّمَا يَنْحَطُّ في صَعَدٍ» هكذا جاءَ في روايةٍ، يعني مَوْضِعاً عالياً يَصْعَدُ فيه وَيَنْحَطُّ. والمشهور: كأَنّمَا يَنْحَطُّ في صَبَبٍ.

  والصُّعُد، بضمّتَيْن: جمْع صَعُودٍ، خلاف الهَبوط، وهو بفتحتين خلاف الصَّبَب.

  وفي التنزيل: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ}⁣(⁣٣) قال الفَرَّاءُ: الإِصعادُ في إِبتداءِ الأَسفار والمَخَارِجِ تقول: أَصْعَدْنا من مَكَّةَ، وأَصْعَدنا من الكوفَة إِلىّ خُرَاسَانَ، وأَشباه ذلك. ويقال: ما زِلْنَا في صَعُودٍ، وهو المَكَان فيه ارتفاعٌ، وفي شِعر حَسَّان:

  يُبَارينَ الأَعنَّةَ مُصْعِداتٍ⁣(⁣٤)

  أَي مُقبلاتٍ مُتَوَجِّهات نحوَكُم.

  وأَصْعَدَت السَّفينَةُ إِصعاداً، إِذا مَدَّت شُرُعَها فذهَبَت بها الرِّيحُ صَعَداً. ورَكَبٌ مُصْعِدٌ، ومُصَّعِّدٌ: مُرتفعٌ في البَطْن مُنْتَصِبٌ، قال:

  تَقُولُ ذاتُ الرَّكَب المُرَفَّدِ ... لا خافضٍ جدًّا ولا مُصَّعِّدِ

  والصُّعْدَانُ: جَمْعُ صَعيد، بمنَى الطّريقِ، قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْر:

  تِيهٍ تَشابَهُ صُعْدَانُهُ ... ويَفْنَى به الماءُ إِلَّا السَّمَلْ

  والصَّعيد: المَوْضعُ العَريض الواسعُ. وأَصْعَد في العَدْوِ: اشْتَدَّ.

  ويقال: هذا النَّبَاتُ يَنْمِي صُعُداً، أَي يَزدادُ طُولاً.

  وعُنُقٌ صاعِدٌ، أَي طَويلٌ. وفلانٌ يَتَتَبَّع صُعَدَاهُ، أَي يَرْفَعُ⁣(⁣٥) رأْسَه ولا يُطَأْطِئُه. وهو مَجَاز.

  ويقال للنّاقَة: إِنَّهَا لفي صَعيدَةِ بازِلَيْهَا، أَي قد دَنَتْ ولَمَّا تَبْزُلْ، وهو مَجاز، وأَنشد:

  سَديسٌ في صَعِيدَةِ بازِلَيْهَا ... عَبَنَّاةٌ ولم تَسِقِ⁣(⁣٦) الجَنينَا

  ومن المجاز: جاريَةٌ صَعْدَةٌ، أَي مُسْتَقيمَةُ القامةِ، كأَنَّهَا صَعْدَةُ قَنَاةٍ. وجَوَارٍ صَعْدَاتٌ، بالسكون، لأَنّه نَعْتٌ وثَلاثُ صَعَداتٍ، للقَنَا، محرَّكة، لأَنه اسمٌ.

  والصُّعُد، بضمّتين: شَجَرٌ يُذَابُ منه القارُ.

  ومن المجاز: له شَرَفٌ صاعد، وجَدٌّ مُسَاعِد. ورُتْبَةٌ بَعيدَةُ المَصْعَد والمَصاعِد. وللسيادةِ صُعَدَاءُ: ارتفَاعٌ شاقٌّ على صاعِدِه.

  وصاعِدٌ اللُّغويُّ صاحبُ «الفُصُوص»، مشهور، من أَئمَّة اللُّغَة.

  وصَعْدَةُ اسم فَحْل، عن الصاغانيِّ.

  [صغد]: صُغْدٌ، بالضَّمّ، أَهمله الجوهريُّ. وقال


(١) في التهذيب: «سيادة» بدل «سياسة».

(٢) جاء هذا القول في تفسير قوله تعالى: {سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً}. انظر التهذيب واللسان.

(٣) سورة آل عمران الآية ١٥٣.

(٤) ديوانه، وعجزه:

على أكتافها الأسل الظماءُ

(٥) عن التهذيب: وبالأصل «أي لا يرفع» وعبارة التهذيب: فلان يتبع صعداه معناه أنه يرفع رأسه ولا يطأطئه.

(٦) تسق الجنينا أي تحله من الوسق.