[فطأ]:
  وبقي على المؤلف:
  * [فصأ]: بالصاد المهملة، يقال: فَصَأَ الثَّوْبَ كَفَسَأَ، وتَفَصَّأَ كَتفَسَّأَ: تَقطَّعُ، مثله، كذا في لسان العرب.(١)
  فضأ: أَفْضَأْتُه أَي الرجلَ بالمعجمة أَي أَطعَمْتُه، رواه أَبو عُبيدٍ عن الأَصمعيّ في باب الهمز، وعنه شَمِرٌ أَو الصواب بالقاف قال أَبو منصور: أَنكر شَمِرٌ هذا الحَرْفَ وحَقّ له أَن يُنْكِرَه.
  [فطأ]: فَطَأَهُ: ضَرَبه على ظَهْرِه، عن أَبي زيدٍ مثل حَطَأَهُ في معانيها وقد تقدم وفَطَأَ الشيءَ: شَدَخَه وفَطَأَ به الأَرْضَ: صَرَعَه، وفَطَأَ بِسَلْحِه: رَمَى به، وربما جاءَ بالثاء لُغة أَو لُثْغة، كما في العباب. وفَطَأَ الرجلُ القَوْمَ إِذا رَكِبَهم بما لا يُحِبُّون.
  والفَطَأُ مُحرّكةً والفُطْأَةُ بالضم الفُطْسَةُ، هو دُخولُ الظَّهْرِ وقيل: دُخول وَسَطِ الظهْرِ وخرُوج الصَّدْرِ، فَطِئَ كَفرِح فَطَأً فهو أَفْطَأُ أَفْطَسُ، والأُنثى فَطْآءُ(٢) والفَطَأُ محرّكةً: الفَطَسْ ورجلٌ أَفْطَأُ بَيِّنُ الفَطَإِ، وفي حديث عُمَرَ(٣): أَنه رَأَى مُسَيْلمة أَصفرَ الوجْهِ أَفْطَأَ الأَنْفِ دَقِيقَ الساقَيْنِ. وبَعِيرٌ أَفْطَأُ الظَّهْرِ كذلك.
  وفَطَأَ ظَهْرَ بَعِيرِه، كمَنَع أَي حَمَل عليه حِمْلاً ثَقِيلاً كذا في النُّسخ، وفي بعضها: ثِقْلاً فاطْمَأَنَّ ودَخَلَ، وفَطِئَ ظَهْرُ البَعِيرِ إِذا تَطَامَنَ خِلْقَةً(٤).
  وتَفَاطَأَ فُلانٌ إِذا تَقَاعَسَ أَو هو أَي التَّفَاطُؤُ أَشَدُّ مِن التقَاعُسِ(٥) وبه صَدَّرَ غيرُ واحدٍ من أَهل اللغة وتَفاطأَ عنه إِذا تَأَخَّر، ويقال تَفَاطَأَ فلانٌ عَنْهم(٦) بعدَ ما حَمَلَ عليهم تَفَاطُؤاً، وذلك إِذا انْكَسَر ورَجَع عنهم، وتَبازَخَ عنهم تَبَازُخاً في معناها.
  وفَطَأَ بها: حَبَقَ، وفَطَأَ المرأَةَ يَفْطَؤُها فَطْأً: نَكَحَها.
  وأَفْطَأَ الرجلُ: أَطعَمَ، وعن ابن الأَعرابيّ أَفْطَأَ: جَامَعَ جِمَاعاً كثيراً وأَفْطَأَ إِذا سَاءَ خُلُقُهُ بعدَ حُسْن، وأَفْطَأَ إِذا اتَّسَعَتْ حَالُه كل ذلك عن ابن الأَعرابيِّ، وزاد في العباب: فَطَأَت الغَنَمُ بأَولادها: ولَدَتْها.
  [فقأ]: فَقَأَ العَيْنَ والبَثْرَةَ ونَحْوَهُما كالدُّمَّلِ والقَرْحِ. كذا في نسختنا بالتثنية، وفي نسخة شيخنا: ونَحْوَها، فتكلَّف في معناه كمَنع يَفْقَؤُها فَقْأً: كَسَرَها كذا في لسان العرب والأَساس(٧). وبه فَسَّر غيرُ واحدٍ من أَئمة اللغة، فلا يُلْتَفت إِلى ما قاله شيخُنا: لا يُعْرَفُ تَفْسِيرُ الفَقْءِ بِالكَسْرِ ولا قاله أَحدٌ من اللُّغويّين ولا يَظْهَر له مَعْنًى ولا هناك شيءُ يَتَّصِف بالكَسْر، ولا حاجَةَ لِدَعْوَى المجازِ وكفى بالزمخشريِّ وابنِ منظورٍ حُجَّةً فيما قالاه أَو قَلَعَها وقيل: أَي أَخرج حَدَقَتَهَا التي تُبْصِرُ بها، وقال ابنُ القَطَّاع: أَطْفَأَ ضَوْءَها، وقيل: أَعْماها وعَوَّرَهَا بأَن أَدخل فيها أُصْبُعاً فشَقَّها، أَو بَخَقَها كذا في النُّسخ، وهو أَيضاً في لِسان العرب عن اللحيانِّي، وفي المصباح: بَخَصَهَا، بالصاد المهملة بدل القاف، قال: قال السَّرَقُسْطِي: بَخَصَ العَيْنَ: أَدْخَل أَصْبُعَه فيها وأَخْرجَها، وقال ابنُ القَطَّاع: أَطْفَأَ ضَوْءَها، وقال غيرُ واحد: شَقَّها كَفَقَّأَهَا تَفْقِئَةً، إِلحاقاً للمهموز بالمعتلّ فانْفَقْأَتْ وَتَفَقَّأَتْ وفي أحكام الأَساس: وفُقِئَتْ عَيْنُ حَاتمٍ(٨) يَوْمَ الجَمَلِ وكانت به بَثْرَةٌ فانْفَقَأَتْ وفَقَأَ نَاظِرَيْهِ أَي أَذْهَبَ غَضَبَهُ قيل: هو من المجاز. وفي الحديث «لو أَنَّ رَجُلاً اطَّلع في بَيْتِ قَوْمِ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ ففقئُوا عَيْنَه لم يَكُنْ عليهم شَيْءٌ» أَي شَقُّوها. والفَقْءُ: الشَّقُّ والبَخْصُ، وفي حَدِيث مُوسى # أَنه فَقَأَ عَيْنَ مَلَكِ المَوْتِ، ومنه(٩) كأَنَّما فُقِئَ في عَيْنِه حَبُّ الرُّمَّانِ(٩) أَي بُخِصَ.
  * ومما بقي على المصنف:
  قول النحويين: تَفَقَّأَ زَيْدٌ شَحْماً، تنصبه على التمييز، أَي تَفَقَّأَ شَحْمُه(١٠)، وهو من مسائِل كِتاب سِيبوَيْه، قال:
(١) انظر لسان العرب (فصأ) باختلاف.
(٢) بالأصل «فطأى» وما أثبتناه عن اللسان.
(٣) بالأصل: «ابن عمر» وما أثبتناه يوافق ما جاء في النهاية.
(٤) عن اللسان، وبالأصل «خلقه».
(٥) القاموس: أو أشد منه.
(٦) في اللسان: عن القوم.
(٧) لم نجده في الأساس.
(٨) في الأساس: عدي بن حاتم وهو الصواب، وانظر أسد الغابة.
(٩) في اللسان والنهاية: ومنه الحديث: كأنما فقيء في وجهه حبُّ الرمان.
(١٠) في اللسان: عن ابن جني: (والمثل للمتكلم): فنقل الفعل فصار في اللفظ لي، فخرج الفاعل، في الأصل، مميزاً، ولا يجوز عرقاً تصببت وذلك أن هذا المميز هو الفاعل في المعنى، فكما لا يجوز تقديم -