تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عطد]:

صفحة 113 - الجزء 5

  والعرب تقول: فَتَّ فُلانٌ في عَضُدِهِ، إِذا كَسَر مِن نِيَّاتِ أَعوانِهِ، وهم أَهْلُ بيتِه، وفَرَّقَهُم عَنْهُ، وقَدَح في ساقِه يَعْنُون نَفْسَه. و «في» بمعنى: «من»، كقولِ امرئِ القَيْسِ:

  وهَلْ يَعِمَنْ مَن كَانَ آخِرُ عَهْدِهِ ... ثَلاثِينَ حَوْلاً في ثَلاثةِ أَحوالِ

  أَي من ثلاثةِ أَحوالٍ.

  وتَعَاضَدُوا: تَعَاوَنُوا.

  وعَاضَدُوا مُعَاضدةً: عاوَنُوا، وعاضَدَنِي فلانٌ على فُلانٍ: أَعانَنِي، وهو مُعَاضِدُه: مُرَافِقُه، ومُعَاوِنه، كَعاضِدِه.

  * ومما يستدرك عليه:

  في صِفَتِهِ ÷ «كان أَبيَضَ مُعَضَّداً». هكذا رواه يَحْيَى بن مُعِين وهو المُوَثَّق الخَلْقِ. والمَحْفوظُ في الرِّواية «مُقَصَّداً» واستَعْمَل ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ الأَعضادَ للنَّحْل، فقال:

  وكَأَنَّمَا جَرَسَتْ على أَعضَادِهَا ... حَيْثُ استقَلَّ بها الشَّرَائعُ مَحْلَبُ

  شَبَّه ما عَلى سُوقِهَا من العَسَلِ بالمَحْلَب.

  وأَعضَد المَطَرُ وعَضَّدَ: بَلَغَ ثَرَاه العَضُدَ.

  والعِضَادُ: ككِتَابِ من سِمَاتِ الإِبل وَسْمٌ في العَضُد عَرْضاً، عن ابنِ حبيب من «تذكرة» أَبي عليٍّ، ويقال⁣(⁣١) لها القَذُورُ.

  والعَضُد: القُوَّةُ، لأَن الإِنسانَ إِنَّمَا يَقْوَى بِعَضُده، فسُمِّيَت القُوَّةُ به.

  وفي التنزيل: {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ}⁣(⁣٢) قال الزّجَّاج: أَي سَنُعِينُك بِأَخِيك. قال: ولَفْظُ العَضُد على جِهَةِ المَثَلِ، لأَنَّ اليَدَ قِوَامُهَا عَضُدَها.

  واملِكْ أَعضادَ الإِبِلِ: قَوِّمْ مَسِيرَها، حتَّى لا تَذهبَ يميناً ولا شِمالاً.

  وفُلانٌ عِضَادَةُ فُلانٍ، أَي لا يُفَارِقه. وهما من المَجَاز. وعَضُدَا الرَّحْلِ: خَشَبتان تَلْزَقانِ بواسِطَته⁣(⁣٣)، وقيل: بأَسْفَلِ واسِطَتِه. وقال أَبو زيد: يقال لأَعْلَى ظَلِفَتَيِ الرَّحْلِ مِمَّا يَلِي العَرَاقِيَ: العَضُدانِ، وأَسْفَلِهما: الظَّلِفَتانِ، وهما ما سَفَلَ من الحِنْوَيْنِ، الواسِطِ والمُؤَخَّرةِ.

  وعَضُدُ النَّعْلِ، وعِضَادَتاهَا: اللَّذَانِ يَقَعَانِ على القَدَمِ.

  وعِضادَتَا البابِ والإِبْزِيمِ: ناحِيَتَاه، وما كان نَحْوَ ذلك فهو العِضَادة. وعِضَادَتا البابِ: الخَشَبَتَانِ المَنْصُوبتانِ عن يَمِينِ الداخِلِ منه وشِمَاله. والعِضادَتانِ: العُودانِ اللَّذَانِ في النِّير الّذِي يكون على عُنُقِ ثَوْرِ العَجَلَةِ. والوَاسِطُ: الّذِي يكونُ وَسْطَ النِّير.

  والعاضِدَانِ: سَطْرَانِ من النَّخْل على فَلَجٍ.

  ورَجلٌ عَضُدٌ وعَضِدٌ وعَضْدٌ، الأَخيرةُ عن كُرَاع: قَصِيرٌ.

  والعَوَاضِد: ما يَنْبُت من النَّخْلِ على جانِبَيِ النَّهرِ.

  وقال النَّضْر: أَعضادُ المَزارِعِ: حُدودُهَا⁣(⁣٤)، يعني الحدُودَ الّتي تكون فيما بينَ الجارِ والجارِ كالجُدْرَانِ في الأَرَضِينَ.

  وفي الأَساس، في المجاز: وارْفَعْ أَعْضَادَ الدَّبْرَةِ [وهي]⁣(⁣٥) جُدُرُهَا الّتي تُمسِكُ الماءَ.

  ووَقَفا كأَنَّهُما عِضادَتانِ.

  ودَارَةُ اليَعْضِيد: من دارَاتِهم.

  ونَاقةٌ عَضَادٌ، وهي الّتي لا تَرِدُ النَّضِيحَ حتَّى يَخْلُو لَهَا، تَنْصَرِمُ عن الإِبل.

  وقال أَبو زيد: يقال إِذا نَخَرَت⁣(⁣٦) الرِيحُ من هذه العَضُدِ أَتاكَ الغَيْثُ، يعنِي ناحِيَةَ اليَمنِ.

  وسَمَّوْا مِعْضاداً، كمِحْرَابٍ.

  [عطد]: العَطَوَّدُ، كعَمَلَّس: الشَّدِيدُ الشَّاقُّ من كلّ شيْءٍ، يقال: سَفَرٌ عَطَوَّدٌ، أَي شاقٌّ شديدٌ، وقيل: بَعِيدٌ، قال:

  فقَدْ لَقِينَا سَفَراً عَطَوَّدَا ... يَتْرُكُ ذا اللَّوْنِ البَصِيصِ أَسْوَدَا


(١) كذا بالأصل، وفيه اضطراب، وعبارة اللسان: وإبلٌ معضّدة موسومة في أعضادها. وناقة عضاد وهي التي لا ترد النضيح حتى يخلو لها، تنصرم عن الإبل ويقال لها القَذُور.

(٢) سورة القصص الآية ٣٥.

(٣) في التهذيب: خشبتان لصيقتان بأسفل الواسط

(٤) في التهذيب: جدورها.

(٥) زيادة عن الأساس.

(٦) في التهذيب: «نحرت».