تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عنجد]:

صفحة 128 - الجزء 5

  وعِمْدَانُ، بالكسر: موضِعٌ، ذَكره ابنُ دُرَيْد. وذو يَعْمِدَ كيَضْرِب قَرْيَةٌ باليَمَنِ. هكذا ضَبَطَهَا التقيُّ الفاسِيّ، قال: كان بها بطَّال بنُ أَحمَدَ الركبيّ أَحدُ محدِّثِي اليَمَن، وشارِحُ البُخَاريَّ.

  [عمرد]: العَمَرَّدُ، كعَمَلَّسَ: الطّوِيلُ مِن كلِّ شيْءٍ، كالعُمْرُودِ، بالضّمّ، يقال: سَبْسَبٌ عَمَرَّدٌ [: طَوِيلٌ]⁣(⁣١) عن ابن الأَعرابيِّ، وأَنشد:

  فقَامَ وَسْنَانَ ولم يُوَسَّدِ ... يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ كفِعْلِ الأَرْمَدِ

  إِلى صَنَاعِ الرِّجْلِ خَرْقَاءِ اليَدِ ... خَطَّارةٍ بالسَّبْسَبِ العَمَرِّدِ

  ويقال: العَمَرَّدُ: الشَّرِسُ الخُلُقِ القَوِيُّ، يقال: فَرَسٌ عَمَزَّدٌ.

  والعَمَرَّدُ: الذِّئْبُ الخَبِيثُ، قال جَرِيرٌ يَصِفُ فَرَساً:

  على سابِحٍ نَهْدٍ يُشَبَّهُ بالضُّحَى ... إِذا عَاد فيه الرَّكْضُ سِيداً عَمَرَّدا

  والعَمَرَّدُ: الخَبِيثُ الدَّاهِيَةُ وكَأَنَّه أَخَذَه من قَوْلِ المُعذَّل بنِ عبدِ الله.

  مِن السُّحِّ جَوَّالاً كأَنَّ غُلامَهُ ... يُصَرِّفُ سِبْداً في العِنَانِ عَمَرَّدا

  قوله: من السُّحِّ. يُرِيدُ: من الخَيْلِ الّتي تَصُبُّ الجَرْيَ.

  والسِّبْد: الدَّاهِيَةُ، يقال: هو سبْدُ أَسْبادٍ.

  وقال أَبو عدنانَ: أَنشدتْنِي امرأَةُ شَدَّادٍ الكِلابِيَّة لأَبيها:

  عَلَى رِفَلٍّ ذي فُضُولٍ أَقْوَدِ ... يَغْتَالُ نِسْعَيْهِ بِجَوْزٍ مُوفِدِ

  صَافِي⁣(⁣٢) السَّبِيبِ سَلِبٍ عَمَرَّدِ

  فسأَلتُهَا عن العَمَرَّد، فقالت: النَّجِيبُ، وفي بعض الروايات⁣(⁣٣): النَّجِيبةُ، الرَّحِيلُ من الإِبلِ، وقالت: الرَّحِيلُ الذي يَرْتَحِلُه الرّجُلُ فيَركَبُه. والعَمَرَّدُ: فَرَسُ وَعْلَةَ بنِ شَرَاحِيلَ بنِ زَيْدٍ، على التَّشْبِيه بالذِّئْب.

  والعَمَرَّدَةُ، بِهَاءِ: أُخْتُ مِشْرَحٍ ومِخْوَسٍ، كلاهما كمِنْبَرٍ، وجَمَدٍ محرّكةً، وأَبْضَعَةَ، بفتح الهمزة، وسكون الموحَّدة، كلٌّ منهم مذكور في مَحَلِّه، وهم الذين لَعَنَهُمُ النَّبِيُّ ÷: وقِصَّتُهم في كتب السيَرِ.

  * ومما يستدرك عليه:

  عن أَبي عَمرو: شأْوٌ عَمَرَّدٌ، قال عَوفُ بنُ الأَحوص:

  ثأَرْتُ بهم قَتْلَى حَنِيفَةَ إِذْ أَبَتْ ... بِنِسْوَتِهِمِ إِلَّا النَّجَاءَ العَمَرَّدَا

  والعَمَرَّدُ: السَّيْرُ السَّرِيعُ الشَّدِيدُ، وأَنشد:

  فَلَمْ أَرَ لِلْهَمِّ المُنِيخِ⁣(⁣٤) كَرِحْلَةٍ ... يَحُثُّ بها القَوْمُ النَّجاءَ العَمَرَّدَا

  [عنجد]: العنْجدُ، كجَعْفَرٍ، وقُنْفُذٍ، وجُنْدَبٍ، ذكر هذه الُّلغَاتِ الثلاثةَ الإِمامُ أَبو زَيدٍ، وهو: الزَّبِيبُ واقتَصَرَ أَبو حنيفَةَ على الأَخِيرتين، وزَعَمَ، عن ابنِ الأَعرابيِّ: أَنَّه حَبُّ الزَّبِيبِ أَو ضَرْبٌ منه. أَو العُنْجُدُ كقُنْفُذٍ: الأَسودُ منه كذا نُقِلَ عن بعضِ الرُّواةِ في قولِ الشاعر:

  غَدَا كالعَمَلَّسِ في خَدْلَةٍ ... رُؤُوسُ العَظَارِيِّ كالعُنْجُدِ⁣(⁣٥)

  قال الأَزْهَرِيُّ: وقال غيرُه: هو العَنْجَد، كجَعْفَر، قال الخليلُ:

  رُؤُوسُ العَنَاظِبِ كالعَنْجَدِ

  شبّه رُؤُوسَ الجَرادِ بالزَّبِيب.

  أَو العنْجد كجَعْفَرِ، وقُنْفُذ: الرَّدِيءُ منه، وقيل: نَوَاهُ، وقيل: حَبُّ العِنَب.

  وعَنْجَدَ العِنَبُ: صار عَنْجَداً⁣(⁣٦).

  حاكَمَ أَعرابيٌّ رَجُلاً إِلى القاضي، فقال: بِعْثُ به عُنْجُداً


(١) زيادة عن اللسان.

(٢) التكملة: ضافي.

(٣) وهي رواية اللسان، والنجيب عبارة التكملة.

(٤) عن اللسان، وبالأصل «المنيح».

(٥) العظاري: «ذكور الجراد» وخدله عن اللسان وبالأصل «حدلة» وفي الصحاح: خافة.

(٦) ضبطت في التكملة (عجد). «عُنْجُداً» ضبط قلم.