تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قهد]:

صفحة 211 - الجزء 5

  تَنَزَّلَ عَنْ زِيزَاءَةِ⁣(⁣١) القُفِّ وَارْتَقَى ... مِنَ الرَّمْلِ فَانْقَادَتْ إِلَيْهِ المَوَارِدُ

  قال أَبو منصور⁣(⁣٢): سأَلت الأَصمعيَّ عن معنَى: انْقَادَتْ إِليه الموارد، قال: تتابعت إِليه الطُّرُقُ.

  والقَوْدَاءُ: الثَّنِيَّةُ العَالِية الطويلةُ في السَّماءِ. وقُلَّةٌ قَوْدَاءُ: طَوِيلةٌ، وهو مَجاز.

  والقَوَّادُ، كَكَتَّانٍ: الأَنْفُ، حِمْيَرِيَّةٌ أَي لغةُ بني حِمْيَرَ، قال رُؤْبة:

  أَتْلَع يَسْمُو بِتَلِيلٍ قَوَّادْ

  ويقال في تفسيره: مُتَقَدِّمٌ.

  والأَحْمَرُ بنُ قُوَيْدٍ، كزُبَيْرٍ، كأَنه تصغير قَوَدٍ، م أَي معروف.

  والمَقَادُ، بالفتح: جَبَلٌ بالصَّمَّانِ، نقلَه الصاغانيّ.

  والقائِدَةُ: الأَكَمَةُ تَمتَدُّ على وَجْه الأَرْضِ والجَبَلُ أَقْوَدُ، وقد تقدّمَ.

  ويقال: قِيدَ الدَّقِيقُ إِذا طُبِخَ وَتَكَتَّلَ وتَكَبَّبَ. وذكر المُصنِّف إِيّاه هنا يدُلّ على أَنه واوِيٌّ من القَوَد، فليُراجع.

  * ومما يستدرك عليه:

  يقال: فلانٌ سَلِسُ القِيَادِ، وصَعْبُه، وهو على المَثَل، أَي يُتَابِعُك على هَواكَ، كما في الأَساس، وفي حديث عليٍّ ¥: «فَمَن اللهِجُ بالَّلذَّة السَّلِسُ القِيَادِ»⁣(⁣٣).

  وفي حديث السقيفة: «فانْطَلَق أَبو بكْرٍ وعُمَرُ يَتَقَاوَدَانِ حَتَّى أَتَوْهُم». أَي يَذهَبَانِ مُسْرِعَيْنِ كأَنَّ كُلَّ واحدٍ منهما يَقُودُ الآخَرَ لِسُرْعَته.

  وقادَت الرِّيحُ السَّحابَ، على المَثَلِ. قالت أُمُّ خالدٍ الخَثْعَمِيَّةُ:

  لَيْتَ سِمَاكِيٍّا يَحَارُ رَبَابُه ... يُقَادُ إِلَى أَهْل الغَضَى بِزِمَامِ

  والقَوَّادُ: المُتَقَدِّم، كما تَقَدَّمَ في تفسير قولِ رُؤْبَةَ. والقَوَّادُ الدَّيُّوثُ. وقَادَ على الفاجِرَةِ قِيَادَةً، كما في الأَساس.

  والقائِدَةُ من الإِبل التي تَقَدَّمُ الإِبلَ وتَأْلَفُهَا الأَفْتَاءُ.

  والقَيِّدَةُ من الإِبل: التي تُقادُ للصَّيْدِ يُخْتَلُ⁣(⁣٤) بها، وهي الدَّرِيئَة، وأَصْلُهَا قَيْوِدَة. وحكى ابنُ سيده عن ثعلب هي التي يُسْتَتَرُ بها من الرَّمِيَّة ثم تُرْمَى.

  ومَرَّ وفُلانٌ يُقَاوِدُه: يُساوِقُه.

  واستَقادَ الرَّجُلُ: ذَلَّ وخَضَعَ.

  وظَهْرٌ مِن الأَرْضِ يَقودُ ويَنْقَادُ ويَتقاوَدُ كذا وكذَا مِيلاً.

  واسْتَقَدْت الإِمامَ مِن القاتِل فأَقادَني، أَي سَأَلْته أَن يُقِيدَ القَاتِلَ بالقَتيلِ.

  وقال الليث: وإِذا أَتى إِنسانٌ إِلى آخَرَ أَمْراً فانْتَقَمَ منه بِمِثْلها قيل: استَقَادَها منه.

  وهذا مَكانٌ يَقُودُ مِن الأَرْضِ كذا وكذا، ويَقْتَادُه، أَي يُحاذِيه.

  ومن المَجاز: اقْتَادَ النَّبْتُ الثَّوْرَ: وَجَدَ رِيحَه فهَجمَ عليه.

  وأَصْبَحْتُ يُقَادُ بِيَ البَعيرُ: شِخْتُ وهَرِمْتُ.

  وتَقَاوَدَ المَكَانُ: اسْتَوَى، كما في الأَساس.

  [قهد]: القَهْدُ: النَّقِيُّ اللَّوْنِ، والقَهْدُ: الأَبْيَضُ، وخَصَّ بعضُهم [به]⁣(⁣٥) البِيضَ مِن أولادِ الظِّبَاءِ والبَقَرِ، كالقَهْبِ، وقوله الأَكْدَرُ، في الصحاح: القَهْدُ مِثْلُ القَهْبِ، وهو الأَبْيَضُ الكَدِرُ⁣(⁣٦). وقال أَبو عُبيد: أَبْيَضُ، وقَهْبٌ، وقَهْدٌ، بمعنًى واحدٍ، وقال لَبِيدٌ:

  لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تَنَازَعَ شِلْوَهُ ... غُبْسٌ كَوَاسِبُ لا يُمَنُّ طَعَامُها

  وَصَفَ بَقَرةً وَحْشِيَّةً أَكَلَ السِّبَاعُ وَلَدَهَا، فجعَلَه قَهْداً لِبَيَاضِهِ. وقيل: القَهْدُ: ضَرْبٌ مِن الضَّأْنِ تَعْلُوه حُمْرَةٌ وتَصْغُرُ آذانُه، أَو القَهْدُ من الضأْنِ: الأُحَيْمِرُ الأُكَيْلِبُ. هكذا في سائر النُّسخ بالباءِ الموحّدة، وصوابه الأُكَيْلِفُ


(١) في التهذيب: زيزائه.

(٢) كذا بالأصل، وفي التهذيب: «قال أبو نصر».

(٣) اللسان: السلس القياد للشهوة.

(٤) عن اللسان وبالأصل «يحتل».

(٥) زيادة عن اللسان.

(٦) في الصحاح: الأكدر.