تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قفأ]:

صفحة 224 - الجزء 1

  أَنْ يُزَوِّجُوه يقول اسْتَخَسُّوا استِفْعَال من الخِسَّة حَسَبَهُ وعابُوه، نقله الصغاني.

  [قفأ]: قَفِئَتِ الأَرْضُ كَسَمِعَ قَفْأً أَي مُطِرَتْ⁣(⁣١) وفي بعض النسخ أَمْطِرت وفيها نَبْتٌ فحَمَلَ عليه المَطرُ فَتَغَيَّر نَبَاتُها وفَسَدَ وفي المحكم بعد قوله المطر: فَأَفْسَدَه، قال المَناوي: ولا تَعَرَّض فيه للتغَيُّرِ، فلو اقتصر المُصنّف على فَسَد لَكَفَى أَو القَفْءُ على ما قاله أَبو حنيفة: أَن يَقَعَ التُّرابُ على البَقْلِ فإِن غَسَلَه المَطَرُ وإِلَّا فَسَد. وقد تَقَدَّمَ طَرَفٌ من هذا المعنى في ف ق أَ وذلك أَن البُهْمَى إِذَا أَتْرَبَهَا المَطَرُ فَسَدَت فلا تَأْكُلُها النَّعَم، ولا يُلتَفَتُ إِلى ما نقله شيخُنا عن بعضٍ أَنَّها إِحالةٌ غيرُ صَحِيحةٍ، والعَجَبُ منه كيف سَلَّمَ لِقائِلِه قَوْلَه.

  واقْتفَأَ الخَرْزَ مثل افْتَقَأَهُ: أَعَادَ عليه، عن اللِّحيانيّ، قال: وقيل لامرأَةٍ: إِنك لم تُحْسِنِي الخَرْزَ فاقْتَفِئيهِ. أَي أَعِيدي عليه واجْعَلي عليه بين الكُلْبَتَيْنِ كُلْبَةً، كما تُخَاطُ البَوَارِيُّ إِذا أُعيد عليها، يقال: اقْتَفَأْتُه: أَعَدْتُ عليه. والكُلْبَةُ: السَّيْرُ والطَّاقَةُ من اللِّيف، يُستعمل⁣(⁣٢) كما يُسْتَعْمل الإِشْفَى الذي في رأْسِه حَجَرٌ يُدْخَلُ السَّيْرُ أَو الخَيْطُ في الكُلْبَةِ، وهي مَثْنِيَّةٌ فَيَدْخُلُ في مَوضِع الخَرْزِ ويُدْخِلُ الخَارِزُ يَدَهُ في الإِدَاوَةِ ثمَّ يَمُدُّ السَّيْرَ أَو الخَيْطَ. وقد اكْتَلَب إِذا استَعْمَل الكُلْبَةَ، وسيأْتي في حرف الباءِ، إِن شاءَ الله تعالى.

  [قمأ]: قَمَأَ الرجلُ وغيرُه كجَمَعَ وكَرُم قَمْأَةً كرحْمَةٍ، كذا في النُّسخة يَعْنِي هنا به المَرَّةَ الواحِدَة البتَّةَ، كذا في المُحكم وقَماءَةً كسَحَابةٍ وقُمَاءً⁣(⁣٣) بالضم والكسر إِذا ذَل وصَغُرَ في الأَعيُن فهو قَمِيءٌ كأَميرٍ: ذَلِيلٌ. وفي الأَساس: فُلانٌ قَمِيء، لكنَّه لمِئ⁣(⁣٤) ج قِمَاءٌ وقُمَاءٌ كَجِبَالٍ وَرُخَالٍ الأَخيرة جمعٌ عَزيز، والأَنثى قَمِيئةٌ، ولشيخنا هنا كَلَامٌ عَجِيب وقَمَأَت المَاشيةُ تَقْمَأُ قُمُوءاً وقُمُوأَةً بضمهما وقَمْأً بالفتح وقَمُؤَت قَمَاءَةً وقَمَاءً بالمَدّ فيهما، وفي بعض النسخ بالتحريك والقصر في الأُولى منهما: سَمِنَتْ، كأَقْمَأَتْ رُباعِيًّا، وفي التهذيب قَمَأَت الماشِيَةُ تَقْمَأُ فهي قَامِئَةٌ: امتلأَتْ سِمَناً، وأَنشد للباهليّ:

  وجرْدٍ⁣(⁣٥) طَارَ بَاطِلُها نَسِيلاً ... وَأَحْدَثَ قَمْؤُهَا شَعَراً بِصَارَا

  وقَمَأَت الإِبلُ بالمكانِ: أَقامَتْ به وأَعجبته⁣(⁣٦) لِخِصْبِهِ وسَمِنَتْ فيه. وقَمَأْتُ بِالمكانِ قَمْأً: دَخَلْتُه وأَقَمْتُ به.

  قال الزمخشري: ومنه اقْتَمَأَ الشَّيْءَ إِذا جَمَعَه.

  والقَمْءُ: المَكَانُ الذي تُقيمُ فيه النَّاقةُ والبعيرُ حتى يَسْمَنَا، وكذلك المرأَةُ والرجلُ.

  ويقال: قَمَأَت الماشيَةُ مَكَانَ كذا حتى سَمِنَت⁣(⁣٧) وفي الحديث: أَنه ÷ كان يَقْمَأُ إِلى مَنْزِل عائِشَةَ كثيراً، أَي يَدْخُلُ.

  قال شيخنا: إِن المعروف قَمُؤَ، كَكَرُم: صار ذَلِيلاً، وَقَمَأَ، كَمنَع: سَمِن، إِلى آخره. قلت: ولكن المَفهوم من سِياق صاحِب اللسان استعمالُهما في المَعْنى الثاني كما عَرَفْتَ.

  وَقَمَأَه كَمَنَعَه قال شيخُنا: صَرَّح أَهلُ الصَّرْفِ والاشتقاقِ أَنَّ هذا ليس لُغةً أَصْلِيَّةً، بل بعضُ العرب أَبْدلوا الهمزةَ عَيْناً. قلت: ولذا قال في تفسيره: قَمَعَه، وأَقمأَهُ [صَغَّرَه و]⁣(⁣٨) أَذَلَّه وفي بعض النّسخ: ذَلَّلَهُ، والصَّاغِرُ: القميءُ يُصَغَّر بذلك وإِن لم يَكن قَصيراً، وكذا أَقْمَيْتُ مُعتَلًّا أَي ذَلَّلْتُه وأَقمأَ المَكانَ أَو المرعى أَعْجَبَه فأَقَام به. وأَقمأَ المَرْعَى الإِبِلَ: وَافَقَها فَسَمَّنهَا وأَقمأَ القَوْمُ: سَمِنَتْ إِبلُهم وفي بعض الأُصول: ماشِيَتُهم.

  والقَمْأَةُ: المَكَانُ الذي لا تَطْلُعُ عليه الشَّمْسُ نقله الصاغاني، وهو قولُ أَبي عَمْروٍ، وعند غيرِه: الذي لا تُصِيبُه الشمسُ في الشِّتاءِ وجمعها القِمَاءُ كالمَقْمَأَةِ والمَقْمُوءَةِ


(١) ضبط القاموس: مَطَرَت، وفي نسخة «مُطِرَت» كما أثبتناه.

(٢) اللسان: تُستعمل.

(٣) القاموس: وقمأة.

(٤) كذا بالأصل، وما في الأساس: «فلانٌ قميٌّ إلا أنه كميّ» وقد أشير في هامش المطبوعة المصرية إلى ما ورد في الأساس.

(٥) عن اللسان، وبالأصل: وخرد.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله وأعجبته لعله وأحبته».

(٧) القاموس: فسمنت.

(٨) زيادة عن القاموس. وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وأقمأه أذله كذا بخطه، والذي في النسخة المتن المطبوعة: وأقمأه صغره وأذله ويؤيده قول الشارح والصاغر الخ اه».