تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ليد]:

صفحة 242 - الجزء 5

  وإِذا لُهِدَ البَعِيرُ أُخْلِيَ ذلك الموضعُ مِنْ بِدَادَيِ القَتَب كَيْلاً يَضْغَطَه الحِمْلُ فَيَزْدَاد فَساداً، وإِذا لم يُخْلَ عنه تَفَتَّحَت⁣(⁣١) اللهْدَةُ فصارَتْ دَبَرَةً.

  ولَهَدَ دَابَّتَه: جَهَدَهَا وأَحْرَثَهَا فهي لَهِيدٌ، قال جَرِير:

  ولَقَدْ تَرَكْتُكَ يَا فَرَزْدَقُ خَاسِئاً ... لَمَّا كَبَوْتَ لَدَى الرِّهَانِ لَهِيدَا

  أَي حَسِيراً.

  ولَهَد الشيْءَ: أَكَلَه أَو لَحِسَه، وعبارة اللّحيانِيّ في النوادِر: ولَهَدَ مَا في الإِناءِ يَلْهَدُه لَهْداً: لَحِسَه وأَكله، قال عَدِيّ:

  وَيَلْهَدْنَ مَا أَغْنَى الوَلِيُّ فَلَمْ يَلِتْ ... كَأَنَّ بِحَافَاتِ النِّهَاءِ المَزَارِعَا

  ولَهَدَ فُلاناً لَهْداً ولَهَّدَهُ⁣(⁣٢)، الأَخير عن ابن القطّاع، أَي دَفَعَه دَفْعَةً، لِذُلِّه فهو مَلْهُود.

  وقال الليث: اللهْدُ: الصَّدْمة الشديدةُ في الصَّدْرِ. وفي حديثِ ابنِ عُمَر ¥: «لَوْ لَقِيتُ قاتِلَ أَبِي في الحَرَمِ ما لَهَدْتُه» أَي مَا دَفَعْتُه، ويروى «ماهِدْتُه» أَي حَرَّكْتُه. أَو لَهَدَه: ضَرَبَه في أُصُولِ ثَدْيَيْهِ أَو أُصُولِ كَتِفَيْهِ، أَو لَهَدَه لَهْداً: غَمَزَه، كَلَهَّدَه تَلْهِيداً فيهما، أَي في الغَمْزِ والدَّفْعِ قال طرفة:

  بَطِيءٍ عَنِ الجُلَّى سَرِيعٍ إِلَى الخَنَى ... ذَلِيلٍ بِإِجْمَاعِ الرِّجالِ مُلَهَّدِ

  واللهْدُ: انْفِرَاجٌ⁣(⁣٣) يُصِيب الإِبلَ في صُدورِهَا مِن صَدْمَةٍ ونَحوِهَا، كضَغْطِ حِمْلٍ، قال:

  تَظْلَعُ مِنْ لَهْدٍ بِهَا ولَهْدِ

  وقيل: اللهْدُ: وَرَمٌ في الفَرِيصَةِ مِنْ وِعَاءٍ يَلِحٌ على ظَهْرِ البَعِيرِ فَيَرِمُ، وأَنشد الأَزهريّ:

  تَظْلَعُ مِنْ لَهْدٍ بها ولَهْدِ

  الأَوَّل الداءُ والثاني الإِجهادُ في الحَرْثِ. واللهْدُ أَيضاً دَاءٌ يُصِيب في أَرْجُلِ النَّاسِ وأَفْخَاذِهِمِ وهو كالانْفِراجِ.

  ومن المَجاز: اللهْدُ: الرَّجُلُ الثَّقِيلُ الجِبْسُ الذَّلِيلُ.

  وأَلْهَدَ الرجلُ: ظَلَمَ وجَارَ. وأَلْهَدَ به إِلهاداً: أَزْرَى، قال:

  تَعَلَّمْ هَدَاك الله أَنَّ ابْنَ نَوْفَلٍ ... بِنَا مُلْهِدٌ لَوْ يَمْلِكُ الضَّلْعَ ضَالعُ

  وأَلْهَد إِلى الأَرْضِ: تثَاقَلَ إِليها. وأَلهَدَ بفُلان إِلهاداً، إِذا أَمْسَكَ أَحَدَ الرَّجُلَيْنِ وخَلَّى الآخَرَ عليه وهو يُقَاتِلُه، قال: فإِن فَطَّنْتَ رَجُلاً بِمُخَاصَمَةِ⁣(⁣٤) صاحِبِه أَو بِمَا صَاحِبُه يُكَلِّمُه ولَحَنْتَ له ولَقَّنْتَ حُجَّتَه فقَد أَلْهَدْتَ به، وإِذَا فَطَّنْتَه بِمَا صَاحِبُه يُكَلِّمه قال: واللهِ ما قُلْتَها إِلَّا أَنْ تُلْهِدَ عَلَيَّ، أَي تُعَين عَلَيَّ. كذا في اللسان.

  وقال ابنُ القَطَّاع: أَلْهَدَ اللهِيدَة: صَنَعَهَا مِن أَطْعِمة العَرَبِ، وهي العَصِيدَةُ الرِّخْوَةُ ليست بِحِسَاءٍ فتُحْسَى ولا غَلِيظَة فتُلْتَقَم⁣(⁣٥)، وهي التي تُجَاوِز حَدَّ الحَرِيقَةِ والسَّخِينةِ وتَقْصُرُ عن العَصِيدة، كذا في الصّحاح.

  واللُّهَادُ، كغُرَابٍ: الفُوَاقُ، عن الصاغانيّ.

  * ومما يستدرك عليه:

  قال الهَوَازِنِيُّ: رَجُلٌ مُلَهَّد، أَي كمُعَظَّم: مُسْتَضْعَفٌ ذَلِيلٌ مُدَفَّع عن الأَبواب⁣(⁣٦).

  وناقَة لَهِيدٌ: غَمَزَهَا حِمْلُهَا فَوثَأَهَا [عن اللحياني]⁣(⁣٧).

  وأَلْهَدْتُ به: قَصَّرْتُ به، قاله ابن القَطَّاع.

  والأَلْهَاد: الأَوْرَام، عن الصاغانيّ.

  [ليد]: ما تَرَكْتُ له لَيَاداً، بالفتح، كسَحَاب، أَهمله الجوهَرِيُّ، وقال الصاغانيُّ: أَي شَيْئاً، وكذلك حَيَاداً، وهو حَرْفٌ غَرِيبٌ.


(١) الأصل واللسان، وفي التهذيب: تقيّحت.

(٢) بالأصل «ولهدة» وما أثبت عن الصحاح.

(٣) التهذيب واللسان: «داءٌ يأخذُ الابلَ» وفي اللسان في موضع آخر: «انفراج يصيب» كالأصل.

(٤) التهذيب: «المخاصمة» وفي اللسان فكالأصل.

(٥) الصحاح: «تُلقم» وفي اللسان فكالأصل.

(٦) يعني أنه إذا استذل يدفع تدفيعاً وينحني عن مجالس ذوي الفضل، كل ذلك من ذُلّه.

(٧) زيادة عن اللسان.